مع دخولنا موسم الشتاء وارتفاع معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية، يعود لقاح الإنفلونزا إلى الواجهة كأحد أبرز وسائل الوقاية الصحية. ورغم الجدل الذي يتكرر سنوياً حول مدى فعاليته، تؤكد المعطيات الطبية أن هذا اللقاح لا يزال يلعب دوراً أساسياً في الحد من انتشار المرض وتقليل مضاعفاته، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر.
فعالية لقاح الإنفلونزا
تُقاس فعالية لقاح الإنفلونزا من خلال قدرته على تقليل خطر الإصابة بالمرض أو التخفيف من حدّته مقارنةً بالأشخاص غير الملقحين. وبما أن فيروس الإنفلونزا يتغيّر باستمرار، فإن فعالية اللقاح تختلف من موسم إلى آخر تبعًا لمدى تطابق السلالات المختارة في اللقاح مع السلالات المنتشرة فعلياً.

نسبة الفعالية المتوقعة سنوياً
تشير الدراسات الصحية إلى أن فعالية لقاح الإنفلونزا تتراوح عادة بين 40 و60 في المئة لدى البالغين الأصحاء، وقد تكون أقل أو أعلى بحسب الموسم. ورغم أن هذه النسبة قد تبدو محدودة للبعض، إلا أن اللقاح يُظهر فعالية أكبر في الوقاية من الأشكال الحادة للمرض، مثل تلك التي تستدعي دخول المستشفى أو تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
لماذا لا يوفّر اللقاح حماية كاملة؟
هناك عدة عوامل تفسّر عدم وصول فعالية لقاح الإنفلونزا إلى مئة في المئة. من أبرزها التغيّر المستمر في بنية الفيروس، واختلاف استجابة الجهاز المناعي من شخص إلى آخر، إضافة إلى عامل التوقيت، إذ يحتاج الجسم إلى نحو أسبوعين بعد التلقيح لتكوين مناعة كافية.

الفئات التي تستفيد أكثر من اللقاح
تُظهر الأبحاث أن لقاح الإنفلونزا مفيد بشكل خاص لكبار السن، والحوامل، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والجهاز التنفسي، إضافة إلى العاملين في القطاع الصحي. ففي هذه الفئات، لا يقتصر دور اللقاح على تقليل خطر الإصابة فحسب، بل يساهم أيضاً في خفض معدلات المضاعفات والوفيات المرتبطة بالإنفلونزا.
التلقيح سنوياً
رغم أن اللقاح لا يمنع الإصابة بالإنفلونزا بشكل مطلق، إلا أن فوائده الصحية مثبتة علمياً. فهو يخفّف من شدة الأعراض، ويقلّل مدّة المرض، ويساهم في حماية النظام الصحي من الضغط خلال فصل الشتاء. كما أن التلقيح السنوي يساعد في الحد من انتشار العدوى داخل المجتمع، خاصة بين الفئات الضعيفة.