عوارض خفيّة لنقص الفيتامينات والمعادن

تُعدّ أعراض نقص الفيتامينات والمعادن مصدر قلق صحيّ متزايد، لا سيما مع أنماط الحياة العصرية التي تعتمد في كثير من الأحيان على الأطعمة المُصنّعة، وأنماط الأكل غير المنتَظَمة، ومحدوديّة تنوّع النظام الغذائي. يحدث النقص عادةً عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من العناصر الغذائية الأساسية من الطعام اليومي، أو عندما يضعف الامتصاص بسبب مشاكل في الجهاز الهضميّ، أو عندما تزداد احتياجات الجسم خلال فترات مثل الحمل، أو الإجهاد، أو المرض، أو النمو السريع.

 

أعراض نقص الفيتامينات والمعادن

يُؤدّي نقص العناصر الغذائية إلى اضطراب الوظائف البيولوجية الطبيعية في الجسم، لأن الفيتامينات والمعادن تؤدّي دورًا محوريًا في عمليات الأيض، والدفاع المناعي، ونقل الإشارات العصبيّة، وإصلاح الأنسجة. وإذا لم يُعالج النقص، فقد يُضعف تدريجيًا العديد من أجهزة الجسم، مما يُؤدّي إلى التعب المزمن، وضعف المناعة، واختلال وظائف الأعضاء، وفي الحالات الشديدة، إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد يصعب علاجها. فمن المهم أن تعرفي العوارض، كي تسارعي إلى الحصول على العلاج اللازم، وفي ما يلي، أبرزها.

 

1- الإرهاق المستمر وانخفاض الطاقة

يُعدّ الإرهاق المستمر الذي لا يتحسّن بالراحة من أكثر علامات نقص الفيتامينات والمعادن شيوعًا، وذلك لأنّ عناصر غذائيّة مثل الحديد وفيتامينات «ب» المُرَكَّبة والمغنيسيوم ضروريّة لإنتاج الطاقة على مستوى الخلايا. عند نقص هذه العناصر، يُعاني الجسم من صعوبة في إنتاج كميّة كافية من الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وهو المصدر الرئيسيّ للطاقة للخلايا، مما يُؤدّي إلى شعور دائم بالإرهاق وانخفاض الأداء البدني والذهني طوال اليوم.

 

2- ضعف المناعة وكثرة العدوى

قد يُشير ضعف الاستجابة المناعيّة إلى نقص في الفيتامينات والمعادن التي تدعم وظائف خلايا المناعة، مثل فيتامين «ج» وفيتامين «د» والزنك والسيلينيوم. هذه العناصر ضروريّة لإنتاج خلايا المناعة وتنشيطها وتواصلها، وعندما تكون مستوياتها غير كافية، يُصبح الجسم أقل كفاءة في مكافحة الفيروسات والبكتيريا، ممّا يجعل العدوى أكثر تكرارًا وفترات التعافي أطول بشكل ملحوظ.

 

3- ضعف العضلات وتشنّجها

قد يحدث ضعف العضلات، أو ارتعاشها، أو تشنّجاتها المؤلِمة عند نقص معادن مثل البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، لأنّ هذه المعادن تنظّم انقباض العضلات ونقل الإشارات العصبية. وبدون التوازن الصحيح، تتعطّل الإشارات الكهربائيّة بين الأعصاب والعضلات، مما يؤدّي إلى انقباضات لا إرادية، وضعف في قوة العضلات، وشعور بعدم الراحة قد يتفاقم أثناء النشاط البدني أو في الليل.

 

4- تغيّرات الجلد والشعر والأظافر

غالبًا ما تعكس التغيرات الظاهرة في الجلد والشعر والأظافر نقصًا في العناصر الغذائيّة الداخليّة، وخاصّة البيوتين، والزنك، والحديد، وفيتامينات «أ» و«هـ». هذه العناصر الغذائيّة ضروريّة لتجديد الخلايا، وإنتاج الكولاجين، والحماية من الإجهاد التأكسديّ، لذا فإن نقصها قد يؤدّي إلى جفاف الجلد أو شحوبه، وزيادة تساقط الشعر، وبطء التئام الجروح، وهشاشة الأظافر وسهولة كسرها، ممّا يشير إلى أنّ الجسم يفتقر إلى الموارد اللازمة للحفاظ على صحة الأنسجة.

المزيد
back to top button