إنّ عدم توازن الهرمونات هي من أكثر المشاكل شيوعًا بين النساء، وعدم تدارك الأمر وعلاجه بسرعة يتسبّب بمضاعفات تؤثّر على الصحّة النفسيّة والجسديّة، إذ إنّها تؤدّي دورًا مهمًا في كلّ شيء، بدءًا من عمليّة الأيض والمزاج وصولًا إلى الصحّة الإنجابيّة. يَنتُج الاختلال الهرمونيّ بسبب عوامل عدّة، منها طبيعيّة مثل البلوغ والحمل وانقطاع الطمث، ومنها نفسيّة، مثل التوتّر، ومنها صحيّة مثل سوء التغذية، ومتلازمة تكيّس المبايض، وداء السكّري، وقلّة النوم، ومنها طبيّة مثل اتّباع علاج معيّن. وعندما يحدث خلل في أي من الهرمونات، يرسل الجسم إشارات تنذرك بذلك، والتي يجب أن تزوري الطبيب فور ملاحظتها لإجراء الفحوصات وتلقّي العلاج المناسِب. فتعرّفي على أبرز هذه العلامات.
الإرهاق المستمرّ
عندما يحدث خلل في هرموناتك، وخصوصًا تلك المسؤولة عن إنتاج الكورتيزول والإنسولين، يصعب على جسمك إنتاج الطاقة الخلويّة. فالكورتيزول، الذي تُنتجه الغدد الكظريّة، ينظّم استجابة الجسم للتوتر والحفاظ على الطاقة، وانخفاضه أو ارتفاعه سلبًا على وظيفة الميتوكوندريا واستقلاب الغلوكوز، مما يؤدي إلى إرهاق مُستمر.كذلك، يتسبّب قصور الغدة الدرقية بإبطاء معدل الأيض، ما يؤدّي إلى الخمول وانخفاض الطاقة.
التقلّبات المزاجيّة
عندما تنخفض أو ترتفع هرمونات الإستروجين، والبروجسترون، وغيرها من تلك المسؤولة عن تعديل النواقل العصبيّة، مثل الدوبامين والسيروتونين، ستلاحظين أنّك تعانين من تقلّبات مزاجيّة، مثل سرعة الغضب. فانخفاض هرمون الإستروجين يقلّل مستويات السيروتونين، ممّا يساهم في الشعور بالحزن أو الانفعال، وكذلك نقص البروجسترون المعروف بتأثيراته المهدئة. كما تؤثر اختلالات الكورتيزول على كيمياء الدماغ، مما قد يؤدي إلى تقلب المزاج.
تغيّر غير مُبَرَّر في الوزن
في حال نقص مستويات هرمون الغدّة الدرقيّة ينخفض معدّل الأيض الأساسيّ مؤديًّا إلى ازدياد في الوزن، في حين أنّ فرط نشاط هذه الغدة يتسبّب بهبوط سريع في الوزن. وفي حال مقاومة الإنسولين التي ترتبط غالبًا بتكيّس المبايض أو داء السكّري ن النوع الثاني، يزداد أيضًا الوزن، وتتراكم الدهون خصوصًا في محيط البطن.
عدم انتظام الدورة الشهريّة
إنّ عدم التوازن في المستويات الهرمونيّة يتسبّب باضطرابات في الدورة الشهريّة، لأنّ الهرمونات التناسليّة الأنثويّة، وخصوصًا الإستروجين والبروجسترون، تتّبع نمطًا دوريًّا لضمان انتظامها. وتحدث هذه الاضطرابات في هذه الدورة بسبب متلازمة تكيّس المبايض، أو خلل في الغدة الدرقيّة، أو ارتفاع مستويات البرولاكتين. على سبيل المثال، في متلازمة تكيّس المبايض، تؤثر زيادة الأندروجينات على الإباضة، مما يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهريّة أو عدم انتظامها. كما تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على إنتاج هرمون تحرير الغدد التناسليّة (GnRH)، الذي ينظم دورات الإباضة.
تغيّرات في الشعر والبشرة
يتسبّب قصور الغدّة الدرقيّة بإبطاء بصيلات الشعر، الأمر الذي يؤدّي إلى تساقطه وترقّقه، وفي هذه الحال، عليك أن تجري الفحوصات لتتأكّدي من أنّ خلل في هرمونات معيّنة مسؤول عن هذه المشكلة، والتي لا يمكن حلّها بمستحضرات العناية بالشعر، إنّما عبر تناول أطعمة وأدوية معيّنة. كذلك، قد تكون شوائب في بشرتك نتيجة اختلال هرمونيْ، وأبرزها البثور الناتجة عن إنتاج المزيد من الزيوت التي تسدّ المسام.