زنوتيل: الهروب من المدينة إلى الراحة النفسية في 20 دقيقة



(الصُّوَر: ، ELLE Arabia)

الماء، المسك، الأرض، الشمس والهواء. هذه العناصر الطبيعية ليست فقط ما هي عليه، إنّما هي أيضاً أسماء الطوابق الأربعة المكوّنة لفندق "زنوتيل"  الذي دُعيت إليه لقضاء نهاية أسبوع عنوانها الراحة، الإستجمام، إعادة شحن الطاقة النفسية والجسديّة. يومان كانا كفيلين لأن أكتشف ما هي عليه الحياة بدون ضغط المدينة وآنيّة التواصل التكنولوجي المهيمن على كياننا. 

"زنوتيل". أي فندق الزن zen، المصطلح الياباني الأصل الذي أصبح ملاصقاً لكلّ أسلوب حياة أو نشاط أو فلسفة أساسها راحة البال والتوازن الفكري بفضل التأمل وخلوّ الضغط من حياة الشخص. إسم على مسمّى، هذه هي بالذات فلسفة "زنوتيل" التي سعت الأخوات الثلاث، سابين، ياسمين ودومينيك الجميّل إلى تطبيقها، شكلاً، عمليّاً وجوهراً في كافّة جوانب الفندق. 


كنت قد سمعت عن زنوتيل قبلاً ودفعتني حشريّتي لأن أتحرّى عن هذا المكان المختلف عن الفنادق في لبنان. فحين تلقيّت الدعوة التي وصلت في الوقت المناسب، للمشاركة في نهاية أسبوع عنوانها "العافية" في معناها الواسع، لم أتردّد للحظة واستعدّيت لأن أنغمس، جسديّاً وفكريّاً في هذه التجربة.
في صباح يوم السبت، انطلقت من بيروت صعوداً إلى بلدة بحرصاف في المتن، والمُشرفة على البحر وخليج جونية والعاصمة اللبنانيّة. لم يلزمني أكثر من عشرين دقيقة لأقود مسافة 24 كيلومتراً وأصل إلى الفندق. على الفور، تفتّحت رئتاي بفضل الهواء النظيف على علوّ 900 متراً عن سطح البحر وأعلن قلبي بنبضاته المنتظمة والتي هدأت على التوّ عن جهوزيّته لتنقية جسدي وذهني بما ستوفّره هذه التجربة. 

بعد تسجيل الدخول ووضع حقيبتي في غرفتي، صعدت إلى طابق الهواء حيث استقبِلنا في صالة مضيئة طبيعيأّ، يدخلها الهواء والنور وأشعّة الشمس المنبِئة بالطقس الجميل. المحاضرة الأولى مع جيني غزيري، الإختصاصيّة بالطاقة غير الحسيّة وأساليب الريكي Reiki التي تولي الأولويّة لطاقة الإنسان ومصادرها في الجسم. 
إلى الغذاء في الطابق الأرضي، الذي تشكّل من الخضار والمكوّنات التي تزرع في بساتين الفندق المخصّصة للزراعة العضويّة الصحيّة.أحسست وكأني آكل الفيتامينات الصرف في هذا الغذاء المشبّع للعين في ألوانه ونضارة أطباقه، وللجسم في نقاوته وخلوّه من الملوّثات. 

أكلنا، سُررنا، وشكرنا، ومن ثمّ عدنا إلى الطابق العلويّ لنكتشف طبيّاً مفهوم الغذاء الصحّي بعد أن ذقناه فعليّاً. توّلت إختصاصيّة التغذية سابين قصّوف مهمّة إلقاء الضوء على أهميّة الجهاز الهضمي وكونه مصدر الآلام والأمراض الكثيرة التي يعاني منها عدد متفاقم من الأشخاص بسبب نوعيّة الغذاء السيّئة والخيارات غير الصحيّة التي يقومون بها على مدار الساعة دون وعيٍ كافٍ لما يصيبون أنفسهم من أذى. 


وطبعاً، حين نقول راحة، وتأمل، لا يمكننا ألا نقوم بتمارين اليوغا التي تساعد الجسم على أن يخفّف من حدة الضغط عليه، ويحرّر المفاصل جمعاء والعضلات من التشنّج والتيبّس. ساعة ونصف مع معلّمة اليوغا ساره وردة كانت كافية لأن تحضّرنا لنومٍ هنيء بعد عشاء خفيف، في غرفتي الخالية من الإنترنت. عند إستوائي في السرير، تناولت هاتفي وأردت أن أفتح الإنترنت كما هي عادتي كلّ ليلة قبل النوم. أحسست بالإحباط حين لم ألتقط إشارة الواي فاي، ولكني سرعان ما تداركت بأن حجب الواي فاي عن غرف النوم في الفندق، فعلٌ مقصود، وهدفه حماية الدماغ والجسم من الذبذبات التي تؤثّر على قدرتنا على النوم جيّداً. سررت لهذا الأمر حقّاً. فالراحة التي أنشدها قد فُرضت عليّ بكلّ طيبة خاطر، وتنعّمت بنوم هنيء لغاية الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم الثاني.


كما أنهينا يومنا الأول بصفّ اليوغا، كذلك بدأنا اليوم الثاني بممارسة اليوغا مع طلوع الشمس. طاقة نقيّة صرف ساعدت في تنشيط الدورة الدمويّة زيادة الوضوح الذهني دون إحساس بالعجلة أو بالضغط من أي مصدر كان. بعد الفطور، كانت محاضرة سابين الجميّل التي سلبت اهتمامي كاملاً  طوال ثلاث ساعات، تمنيت لو أنها لن تأتي إلى خاتمة. شرعت سابين، وهي ثالثة الأخوات مالكات الفندق، بشرح مفصّل عن "الفنغ شوي" Feng Shui، إختصاصها، والعلم الصينيّ منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، قوامه اتزان الطاقة في المحيط الذي يعيش فيه الإنسان بهدف الإبقاء على صحّته وتأمين الحظّ والوفرة  له. لم أكن أعرف عن "الفينغ شوي" سوى الخطوط العريضة وما التقطّه من معلومات من هنا وهناك خلال مروري السريع على صفحات الإنترنت. أما هذه الساعات الثلاث فكانت كفيلة بأن تغيّر نظرتي إلى الفضاء الذي أعيش فيه، منزلي، وتغير ديكوره بأبسط الحركات لكي يدخله النور أكثر وتتحرّر الطاقة فيه، فتنساب ومعها النظر، فالإحساس فالشعور، فالنَفَس، فالذهن. 

انساب فكري إلى أن ختمنا نهاية الأسبوع بغذاء أخير لم يقلّ نكهة وذوقاً عن سابقه، وودّعنا بعضنا البعض ونزلت إلى بيروت، وفيّ إحساس بالخفة كنت قد افتقدته في المدينة الصاخبة وأحبطّت لفقدانه. أما الآن، فأصبح لديّ عنواناً أقصده كلّما اشتقت للخفّة وراحة البال. 

دلال حرب

…………………………………………………………………………………………………………………………………

خارج إطار المحترفات، يمكنكم زيارة فندق زنوتيل في أيّ وقت ترغبون به والتمتّع بالخدمات التي تُقدّم على مدار السنة. فالسبا الذي يحتضنه الفندق من أجمل ما يكون، لا سيّما وأن الطاقم محترف وملمّ بعمق بتقنيّات المسّاج والعلاجات الشفائية والموازِنة لطاقة الإنسان. 

لحجز جلستكم في سبا زنوتيل، يمكنكم إرسال رسالة على البريد الإلكتروني: spa@zenotel.me أو الإتصال على الرقم: 009614984824

وللمزيد من المعلومات عن فندق زنوتيل، وجدول والعلاجات التي يقدّمها لزائريه والمحترفات التي تقام فيه، زوروا الموقع الإلكتروني: www.zenotel.me

…………………………………………………………………………………………………………………………………

يتبع هذا التحقيق، في الأسبوع القادم، تقرير خاصّ مع سابين الجميّل حول "الفينغ شوي" حول كيفيّة الإهتمام  بمحيط منزلك لإضافة الطاقة الإيجابيّة عليه وعلى عائلتك.   

 

المزيد
back to top button