د.معن الخطيب: "زراعة الأسنان في حالات فقدان العظم الشديد"

تتمتّع زراعة الأسنان بالعديد من المزايا، أكثر من مجرد أطقم أسنان تقليدية، لذا يمكننا القول بأن زراعة الأسنان هي عبارة عن جذر مصنوع من مواد ملائمة، ويتم زرعها لتوفير الثبات والدعم للتعويضات الصناعية الثابتة أو المتحركة.

 

كما نعلم بأن زراعة الأسنان كانت "الثورة" في علوم طب الأسنان في نهاية القرن الماضي، التي من خلالها أصبح تعويض الاسنان المفقودة سواءً في الحالات البسيط او الشديدة، ميسراً وسهلاً على المرضى، بحيث يتم وضع الزرعة مكان السن المفقود، لإعطاء المريض الحالة التجميلية والوظيفية للأسنان التي من خلالها يستعيد أطباقه بشكل مميّز.

 

في هذا المقال، سنناقش معاً بعض الحالات التي تحتاج الى وقتاً طويل لخلع الاسنان والتخلص منها، بحيث أن العظم يكون غير كافي لإجراء زراعة الأسنان، والسبب يعود ان الزراعة تحتاج الى كمية كبيرة من العظم لكي يتم تثبيتها داخله، سواء بالفك العلوي او الفك السفلي.

 

 

ومن هنا أتت التقنيات الجراحية لإعطاء دعامات وثوابت للعظم، من خلالها يتم وضع زراعات للأسنان وتعويض عليها مباشرة، بحيث أن المريض يستعيد اسنانه، ويصل الى نتيجة مُرضية، ويحصل على اسنان قوية وجميلة ومتينة لتساعده على اجراء كافة العوامل و الوظائف الحيوية في الفم.

 

ما هي خطوات زراعة الأسنان؟

نظرًا لأن زراعة الأسنان تتطلب اجراءً واحداً أو أكثر من الإجراءات الجراحية، فيجب أن تُجري تقييمًا شاملًا من أجل التحضير لهذه الجراحة، بما في ذلك:

  1. فحص شامل للأسنان: قد يتم التقاط صور الأشعة السينية وصور ثلاثية الأبعاد على الأسنان وعمل نماذج من الأسنان والفك.
  2. مراجعة تاريخك المرضي: عليك إخبار طبيبك بشأن أي حالات طبية وأي أدوية تتناولها، بما في ذلك الأدوية والمكملات الغذائية سواء كانت موصوفة من الطبيب أو متاحة دون وصفة طبية. إذا كنت مصابًا ببعض أمراض القلب أو لديك غرسات في العظام، فقد يصف الطبيب مضادات حيوية قبل الجراحة للمساعدة في الوقاية من العدوى.
  3. خطة العلاج: وفقًا للحالة، فإن هذه الخطة تأخذ في الاعتبار عوامل عديدة مثل عدد الأسنان التي تحتاج إلى استبدالها وحالة عظم الفك والأسنان المتبقية.

 

زراعة الأسنان "الفك العلوي"

إذا كان عظم الفك العلوي ضعيفا او رقيقا، فيكون التطعيم العظمي للمنطقة الامامية، بعظم مأخوذ إما من منطقة الذقن او أي منطقة من مناطق الجسم، ويثبت هذا العظم مباشرة من خلال صفائح "تيتانيوم" ومن خلال هذا العظم المنقول، يتم إنشاء الزراعات وتثبيتها، ويسهل التعويض عليها.

إما إذا الفقد شديد في المناطق الخلفية للفك العلوي، فهنا نلجأ الى جراحة رفع الجيب الفكي ووضع العظم سواء كان العظم طبيعياً او اصطناعياً بمنطقة الجيب الفكي، مما يعطي مسافة كافية لوضع الزراعات السنية، ويستطيع الطبيب إجراء التعويضات السنية والتركيبات فوق هذه الزراعات بنجاح، ويسهل عملية مضغ الطعام في هذه المناطق.

 

زراعة الأسنان "الفك السفلي"

في حالة الامتصاص الشديد وفقد العظم بالمناطق الأمامية او الخلفية للفك السفلي، يتم أخذ التطعيم العظمي من خلال أي منطقة موجودة بالجسم، وتُوضع أو تُلزق على العظم المتبقي، بصفائح وبراغي "تيتانيوم" لإعطاء مسافة كافية وحجم كافي من العظم، فيتم إجراء الزراعات السنية المباشرة على هذا العظم الجديد الحيوي، مما يساعد على وضع عدد كافي من الزراعات واجراء التركيبات المماثلة لهذه الزراعات، وحتى يصل المريض الى حالة اسنان كاملة بالفم وتعطيه جمالية وحيوية وثقة أكبر بالنفس.

 

التحضير لجراحة زراعة الاسنان

تتم معظم عمليات زراعة الأسنان تحت تأثير التخدير الموضعي فقط، على الرغم من أنه يمكن ايضاً ان يتم اجراء زرع الاسنان تحت تأثير التخدير العام، ولكن نتيجة التقنيات الحديثة من الممكن خلال فترة شهرين إجراء التعويضات السنية فوق هذا الزراعات، وهذا الاجراء يكون تحت التخدير الموضعي، ويكون المريض مرتاحاً، والأخطاء في هذا العمليات قليلة مع ان الدكتور يأخذ بالحسبان في حالة تم وضع طعوم عظمية طبيعية، لأن نسبة امتصاص العظم الطبيعي 5% فيكون هذا من ضمن من الدراسة لوضع الزراعات السنية على العظم.

 

زراعة الأسنان عملية ناجحة أم فاشلة؟

تعتبر زراعة الأسنان من بين أنجح إجراءات الترميم في طب الأسنان، أظهرت الدراسات أن معدل النجاح لمدة خمس سنوات يبلغ حوالي 95% لزراعة الفك السفلي و90% لزراعة الفك العلوي. معدل نجاح عمليات زرع الفك العلوي أقل قليلا لأن الفك العلوي أقل كثافة من الفك السفلي، وهذه الزراعات تخدم المريض لفترة طويلة الأمد، ولكن على المريض أن يهتم بأسنانه وتنظيفها، وأن يقوم بزيارة الطبيب بشكل دوري لإجراء التنظيف للزراعات.

 

ما بعد زراعة الأسنان

تغيرت الكثير من حياة المرضى الى الافضل، و استرجعوا الثقة بالنفس؛ حيث إنه بعد أن يحصل الإنسان على استعاضة ثابتة وجميلة الشكل كالأسنان الطبيعية، فإنه سيستعيد الكثير من الأشياء، وليس فقط قدرته على مضغ الطعام بل وايضاً قدرته على التحدث براحة وبدون قلق، و سيستعيد ثقته بنفسه ويشعر أنه أكثر شبابا وصحة، وحيث إن الزراعات السنية تعمل كالأسنان الطبيعية، وتُمكّن الشخص من تناول الطعام الذي يحبه بثقة ودون الشعور بالألم.

 

 

المزيد
back to top button