د.حسن كلداري: ما مدى سلامة المستحضرات الواقية من الشمس؟

نشر في الآونة الأخيرة دراسة في 6 مايو في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية التي نظرت في مكونات المستحضرات الواقية من الشمس وما إذا كان يتم امتصاصها من الجلد عند تطبيقها. نظروا إلى المكونات الأربعة الشائعة وتبيّن أنه عند تطبيقها ، قد يتم اكتشاف مستوياتها في الدم.

 

بعد فترة وجيزة من بدء الدراسة، أثيرت ضجّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل العديد من الحسابات التي تسلّط الضوء على أن المكونات الموجودة في المستحضرات الواقية من الشمس قد تسبّب بعض الأمراض وبعض أنواع السرطان.

 

أصدرت كل من إدارة الغذاء والدواء (FDA) والأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) بيانات تشير إلى أنه على الرغم من إمكانية اكتشاف هذه المكونات في الدم، إلا أنه لا يوجد دليل على أنها تسبّب أي نوع من الأمراض ونحتاج للمزيد من الدراسات حول هذه المسألة للتأكّد من صحّتها.

 

في الحقيقة، لا يعني امتصاص أي عنصر من الجلد ودخوله إلى الجسم أنّه مكّون غير آمن. بدلاً من ذلك، تستدعي هذه النتيجة إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد مدى سلامة هذا المكون للاستخدام المتكرّر. يعد هذا النوع من الاختبار جزء من التقييم القياسي للسلامة الذي يتم اختباره لمعظم الأدوية التي تستخدم بشكل مزمن مع امتصاص نظامي ملحوظ قبل عرضها في الأسواق. أشار مؤلفو الدراسة إلى أن حجم العينة صغير جدًا ولا يشير إلى مجموع السكان.كما اثبت الدراسات أن المستحضرات الواقية من الشمس وسيلة مهمّة لتقليل خطر الاصابة بسرطان الجلد وأن استخدامها مهم للوقاية منها.

 

إذا استمر قلق المرضى بشأن استخدام هذه المنتجات بسبب مكوّناتها واحتمال تسبّبها بأي مشاكل مستقبلية، توجد بدائل أخرى في مستحضرات واقية للشمس الشمس مادية تعتمد على التيتانيوم وأكسيد الزنك كمكونات نشطة. هذه المواد تحمي البشرة من خلال تشتيت الأشعة فوق البنفسجية للشمس، وعلى عكس واقيات الشمس الكيميائية التي يتم تعديلها عندما تضربها أشعة الشمس، تبقى كما هي دون تغيير.

 

 

ذكرت إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) أنه بينما تقوم المصانع والأطراف المعنية الأخرى بتطوير المزيد من البيانات، يجب على المستهلكين الاستمرار في استخدام المستحضرات الواقية من الشمس بالإضافة إلى التدابير الأخرى الوقاية من الشمس. تبقى واقيات الشمس بمعدل حماية SPF 15 على الأقل، عنصراً بالغ الأهمية لاستراتيجية الوقاية من سرطان الجلد والتي تشمل سلوكيات واقية أخرى من أشعة الشمس مثل ارتداء ملابس الواقية التي تغطي الأذرع والجذع والساقين، بالإضافة إلى ارتداء النظارات الشمسية وقبعة الرأس التي تغطّي أكمل الوجه، كما ننصحك بالجلوس في الظل كلما تمكّنت بالأخص عندما تكون أشعّة الشمس في أقصى حدّتها.

 

نستلخص هنا ما يلي:

  1. من المهم تلقي المعلومات من المصدر الصحيح وألا نتأثر بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الاجتماعية عبر الإنترنت.
  2. عند الشك، استشيري طبيب الأمراض الجلدية أو مقدم الرعاية الصحّية فيما يتعلق بسلامة بعض المنتجات أو الأدوية قبل استخدامها.

 

بقلم د.حسن كلداري

المزيد
back to top button