د. حسن كلداري: كيف تم تطوير المواد المالئة المستخدمة حالياً؟

لكي يتم استخدام الموادة المالئة على نطاق واسع، يجب ألا تتسبب في حدوث حساسية، وتدوم طويلاً نسبيًا وقابلة للسحب أو التدويب إذا لزم الأمر.

 

لم يتم الموافقة حتى عام 1996 على الحشوات التي تستخدم حمض الهيالورونيك hyaluronic acid HA كمصدر غير حيواني. كان أول استخدام لـ HA قبل بضع سنوات عندما كانت المادة تحصد من أمشاط الديك. يتكون الحشو من عديد السكاريد polysaccharide وهو المادة الأساسية لمصفوفة الأنسجة خارج الخلية. تتواجد هذه المادة لدى جميع الكائنات الحيّة تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك، ونظراً إلى أنه تم تصنيعها من مصدر غير حيواني، فقد تكون المادة الأقل خطورة في التسبّب بردّات فعل حساسية. بعد عشرين عاماً، وعلى الرغم من وجود العديد من الحشوات الأخرى، ما زال معزّز الكولاجين collagen stimulating، والذي تم تسميته بسبب قدرته على إنتاج استجابة التهابية يمكن التحكّم بها، حمض الهيالورونيك الأمثل للاستخدام مقارنةّ بجميع الحشوات الأخرى المشابهة.

 

 

تم إدخال العديد من التغييرات على حمض الهيالورونيك ضمن التكنولوجيا التي صنع على اساسها. ونتيجة ذلك، توصّل العلماء إلى طرح حشوات HA جديدة في الأسواق تدوم لفترة أطول، بالإضفة إلى العديد من المنتجات ذات خواص فيزيائية مختلفة حيث يمكن حقن هذه الحشوات الرقيقة والسميكة في أجزاء مختلفة من الوجه حسب الحاجة. تعد هذه التغييرات جزرية للغاية وهامة، حيث تغيّرت المقيايس بالمفارتة مع الطية الأنفية الشفوية، التي تعد مقياس المقارنة للحشوات منذ أن أصبحت الحقن الحديثة شائعة،. حاليًا ، يوجد نموذج ثلاثي الأبعاد حيث يتم النظر إلى الوجه ككل. تم وضع موازين موحّدة للنظر في الخدين وحجمهما، وهذا ما يستخدم عند مقارنة الحشوات.

 

في عام 2008 ، تم طرح مادة الليدوكاين lidocaine HA وقد أشارت الدراسات إلى أن هذا المخدر لا يسبّب أي انخفاض في المدة التي تدوم فيها المادة والنتائج المتوقعّة. في الواقع، أشارت الدراسات إلى أنها اراحت المرضى وساعدتهم على تحمّل الإجراء أكثر عند دمج الليدوكاين مع المادة المالئة. يعمل تأثير الليدوكاين فوريًا وبخفّف من حدّة اللدغة التي يسبّبها امتداد الحشوة. على الرغم من معاناة بعض الأشخاص من الحساسية تجاه هذه المادة ، نظرًا لردّة فعل حسّاسة إنما نادرة تجاه مخدر أميد، إلا أنه من الأكثر شيوعًا الاصابة بحساسية من مادة الHA أكثر من المخدر نفسه.

 

بقلم د. حسن كلداري

المزيد
back to top button