خبيرة الصحّة رنا جيزي:"تلعب جميع جوانب حياتك دورًا رئيسيًا في صحتك"

تعشق رنا جيزي، الأم لثلاثة أطفال، الصحة والعافية ولذلك، قررت تغيير مهنتها من مصمّمة جرافيكية إلى مدرّبة صحّية معتمدة حيث حصلت على شهادتها من معهد التغذية التكاملية حيث درست أكثر من 100 نظرية غذائية وطرق تدريب أسلوب حياة عملي، وهي متخصصة أيضًا في صحة الأمعاء والتغذية.
 
تمارس رنا مقاربة شاملة للصحة والعافية، مما يعني مساعدة العملاء على استكشاف جميع زوايا حياتهم المرتبطة بصحّتهم كالعمل والعلاقات والأسرة والتمرين والنظام الغذائي والهوايات والمشاعر. من خلال هذا النهج، تتعامل رنا مع الجسم والعقل في محاولة إحداث تغييرات نمطية إيجابية ودائمة.
 
رنا مدوّنة نشيطة على صفحتها على موقع Instagram Beyond_the_kale حيث تشارك متابعينها معلومات متعدّدة عن الغذاء والصحة والرفاهية، بالإضافة إلى نصائح بسيطة لاتخاذ خيارات صحّية يمكن أن تتبعها كل أم. تشارك أيضًا رنا في مجموعة متنوّعة من ورش العمل والمحادثات في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل مع عملاء من القطاع الخاص لخلق نظام حياتي صحي بطريقة مرنة وممتعة ومجزية!

 

ELLE Arabia: اخبرينا أكثرعن سبب اختيارك هذا المجال

رنا جيزي: قضيت معظم سنوات المراهقة وحتى العشرينات من عمري، اتّبع مختلف الحميات وأتنقّل من نظام غذائي إلى آخر. كان هاجسي خسارة الوزن بأي طريقة. هذا ما دفعني إلى اتّباع نمط غذائيء سيّء وتناول وجبة واحدة يوميًا، معظمها من السلطات. وبسبب عاداتي الغذائية السيئة، انتهى بي المطاف لرؤية العديد من الأطباء بسبب المعاناة من العديد من المشاكل الصحّية مثل الارتداد المعدي المريئي (GERD) ومشاكل في الجهاز الهضمي والقلق المستمر الذي تطوّر إلى حالة من الرهاب المستمرّة. الجواب الوحيد الذي كنت أحصل عليه دائمًا هو: الإجهاد! الأمر الذي دفعني إلى البحث أكثر واكتشاف الطرق التي يمكنني تغييرها في حياتي لأشعر بتحسّن واتمتّع بصحّة جيّدة.

 

E.A: تخصصت أساساً في التصميم الجرافيكي ، ما سبب انتقالك إلى عالم التغذية والصحّة؟

ر.ج: بعد أن أصبحت أماً لثالثة أولاد، أدركت أنني بحاجة إلى تغيير نمط حياتي لأصبح قدوة جيدة لأطفالي. وكلما قرأت عن التغذية كلما أصبحت مفتونة بقوة الأطعمة ومفعولها الهائل على سلامتنا الفكرية والجسدية.

قبل عام، قررت أن أتبع احساسي وأن أحصل على درجة علمية في "التدريب الصحي التكاملي عن التغذية" في "معهد التغذية التكاملي". كنت شغوفة بالصحّة والتغذية وكنت أعرف أنه من المهم تجاوز الحمية الغذائية: أحببت فكرة أن جميع جوانب حياتك تلعب دورًا رئيسيًا في صحتك. لم أكن أعرف أن هذا سيغير حياتي، وأغير تركيزي الكامل في عملي.

 

E.A: ما هو النظام الغذائي السليم؟

ر.ج: من منظور التغذية ، فإن اتباع نظام غذائي كامل وشامل لكل الأطعمة هو تعريف النظام الغذائي الصحّي. الأطعمة الكاملة هي الأطعمة التي توفرها الطبيعة، وهي الحبوب الكاملة والبقوليات واللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والبذور والمكسرات والزيوت الصحية والخضروات والفواكه. تعتبر هذه الأطعمة غنيّة بالمغذيات بدلاً من أن تكون عالية السعرات الحرارية.

تدور التغذية الشاملة حول تناول الطعام الصحّي الطبيعي والطازج قدر الإمكان من أجل الحصول على فوائده الصحّية المثالية. تشمل العلامات المميزة للتغذية الشاملة الأطعمة الكاملة غير المكررة وغير المعلّبة والعضوية والتي تنمو محليًا.

 

E.A: كيف يجب توزيع الوجبات الغذائية خلال اليوم؟

ر.ج: من الضروري جداً عدم تخطي الوجبات! من الأفضل تناول أربع إلى ست وجبات صغيرة يوميًا بدلاً من تناول وجبة واحدة كبيرة، خاصة بالنسبة لوجبة الإفطار.

إن المحافظة على أوقات تناول الطعام بانتظام سيساعدك على الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم، مما سيساهم في خيارات صحّية أكثر. عندما تنتظرين وقتًا طويلاً بين الوجبات أو عند تناول الأطعمة المصنّعة ترتفع نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض الطاقة وازدياد الرغبة في تناول الأطعمة الغنيّة بالسكر أو الدهون أو الكافيين للحفاظ على الطاقة المفقودة. هذا النوع من الروتين الغذائي يؤدّي على المدى الطيل إلى الشعور بالإرهاق والتعب. يمكنك تجنب التلاعبات الشديدة في نسبة السكر في الدم عن طريق تناول الأطعمة الكاملة كل بضع ساعات. حاولي تناول أجزاء أصغر، لكن بشكل متكرّر حتى لا تشعري أنك تتضور يجوعًا. تناولي وجبات خفيفة باستمرار والتي تحتوي على الأطعمة الخفيفة والسهلة الهضم والصحّية لأن ذلك سيسهّل عملية الأيض، مما يزيد من فعاليته وظائف الكلى.

إن طريقة الأكل هذه، جنبًا إلى جنب مع شرب كمّية وفيرة من الماء، سوف تبقيك ممتلئًة، مما يتيح لك التحكم في السعرات الحرارية ومنع الإفراط في تناول الطعام.

 

 

E.A: ما هو رأيك بالمنتجات المنحفّة أو الخالية من السكر والدهون؟

ر.ج: أنا شخصياً لا أؤمن بحبوب الحمية لأنها يمكن أن تسبّب أذى أكثر من النفع. على الرغم من أنها قد تؤدي إلى إنقاص الوزن، إلا أن لديها العديد من الآثار الجانبية، ويجب توخي الحذر عند تناولها دون وصفة طبية، كما يجب دائمًا طلب مشورة الطبيب الاختصاصي بالتغذية والمسجل والمرخّص من قبل نقابة الطبّاء.

أما بالنسبة للمنتجات الخالية من السكر والخالية من الدهون، فإن العديد من الناس يربطونها بمصطلح "صحّي". في الواقع ، غالباً ما تتم معالجة هذه المنتجات بكثافة مع الكثير من المكونات المضافة لتعويض المذاق والحفاظ على الملمس. من الأرجح أن يتم تناول في هذه الحالة كمّية أكبر من الطعام المعلن عنه بأنه "صحي". لذلك، من الأفضل تجنّبها إلا إذا نصح طبيبك بذلك.

 

E.A: هل تعتبيرن بعض الانظمة الغذائية مختلفة التي تظهر كل فترة، صيحات عابرة؟ وكيف يمكننا اختيار النظام المناسب لأجسامنا؟

ر.ج: صيحات الوجبات الغذائية ليست حمية يمكننا الحفاظ عليها كنمط حياة كما يمكن أن تسبّب أضرارا أكثر من منافع. على الرغم من أنها يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة في بعض الأحيان، إلا أنها يمكن أن تستبعد العناصر الغذائية الضرورية، والتي تسبّب مجموعة من المشاكل الصحّية على المدى الطويل.

لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع. على سبيل المثال، اتباع نظام غذائي مثل كيتو، ببساطة لأنه يظهر نتائج فعالة على أشخاص آخرين، لا يعني أنه سيظهر نفس النتائج عليك أيضًا.

أفضل نظام غذائي هو النظام الغذائي المتوازن، كما يجب الالتزام بأسلوب ونمط حياة يشمل ممارسة الرياضة واتّباع العادات الصحّية وتناول الطعام الذي نستمتع به والذي يشمل كل المجموعات الغذائية. نحتاج إلى تبني هذا النمط من الحياة لسنوات عديدة وأن يصبح جزء من حياتنا بدلاً من الالتزام لفترة معيّنة بسبب قيود النظام الغذائية التي نتّبعها. النظام الغذائي الصحيح هو النظام الذي سيجعلك تشعر بالراحة والحيوية ويحسن حالتك المزاجية ويسمح بتحقيق تقدم.

 

E.A: ما هي نصيحتك للحصول على قوام رشيق مع المحافظة على الصحّة العامة؟

ر.ج: تعتمد صحتك ليس فقط على مدخولك الغذائي، ولكن على مستوى النشاط البدني وجودة النوم وكمّيتة وصحّتك العقلية والعاطفية. من أجل اتباع نمط حياة صحي، تحتاجين إلى تناول أطعمة كاملة، وشرب المزيد من الماء، ومراقبة كمّيات الطعام، وممارسة الرياضة، والنوم جيدًا ، وإدارة الإجهاد حيث أن الإجهاد يمكن أن يؤثّر على عاداتك الغذائية بشكل كبير! هذا يعزز فكرة أن العمل الحقيقي لفقدان الوزن يحدث طوال حياتك اليومية، وأن التخلّص من الوزن الزائد هو أكثر من إجراء واحد.

 

E.A: كيف يساعدك تخصّصك في حياتك اليومية وحياتك الأسرية؟
ر.ج: ساعدتني المعرفة الجديدة التي اكتسبتها وما زلت أتعلّمها كل يوم على تغيير حياتي على العديد من المستويات. لقد اكتسبت المزيد من الثقة لأنني تعلّمت الكثير عن نفسي وجسدي. تعلّمت أن أخرج من منطقة الراحة الخاصة بي وتعد هذه الخطوة الأولى نحو النمو الذاتي.
كما ساعدني ذلك أيضًا في تغيير علاقتي مع الطعام وإقامة توازن وإداراك أهمية الرعاية الذاتية التي كان لها تأثير كبير على علاقاتي المختلفة، مثل علاقتي مع زوجي وأطفالي ودائرتي الاجتماعية. أشعر بصحّة أكثر وسعادة ولديّ حياة أكثر توازناً. والأهم من ذلك، أنها ساعدتني في أن أصبح أكثر امتناناً واتمتّع بالأشياء الصغيرة في الحياة.
كأم ، علمتني كيفية دعم أطفالي في تجنّب السموم غير الضرورية من خلال تعليمهم أهمية تناول الطعام النظيف في سن مبكرة. جزء من مسؤوليتنا كوالدين هو تعليم أطفالنا كيفية عيش حياة صحّية. وأفضل وقت للبدء بذلك هو عندما يكونوا صغارًا. عندما نعوّدهم في وقت مبكر على عادات صحية، على الأرجح أنهم سيلتزمون بها في السنوات القادمة. الأطفال الذين يتناولون الطعام الصحّي سيكبرون ويأكلوا جيدًا.

 

E.A: ما هو شعارك في الحياة؟
ر.ج: "الإيمان بقدراتنا سيقطع علينا نصف المسافة للوصول إلى الهدف!" سواءً كان ذلك في قيادة نمط حياة أكثر صحّة أو في تحقيق أهدافك! اعملي على الأشياء التي تطوّرك، واخروج من منطقة راحتك ولا تستسلمي أبدًا.


E.A: ما هو برأيك الجسم المثالي؟
الجسم المثالي هو الجسم الذي يسعدك ويريحك.

 

E.A: كلمة أخيرة لقراء ELLE Arabia
ر.ج: تبدأ الصحة بالاختيارات التي نتّخذها، وعندما نتخذ خيارات مبنيّة على السعادة، فسنجد انفسنا سعيدين شيئاً فشيئاً. يمكنك البدء في العيش بأسلوب صحّي وأكثر سعادة مع خلال اتّباع نظام غذائي متوازن والالتزام بالتمرينات الرياضية والراحة النفسية.

 

للمزيد من المعلومات، يمكنك التواصل مع المدرّبة الصحّية المعتمدة رنا جيزي على:

Instagram: Beyond_the_kale
E: ranajizimirza@gmail.com

 

حاورتها ندى قبّاني

المزيد
back to top button