الكينوا أم السميد: أيّهما الخيار الصحي الأفضل؟

تحتار الكثيرات بين الكينوا والسميد عند إعداد وجباتهن اليومية. فكلاهما يُعدّ من الأطعمة الشائعة واللذيذة التي يمكن استخدامها في الأطباق المالحة أو الباردة، غير أن أحدهما يتميّز بمحتواه الغذائي الفائق وفوائده الصحية المتعددة. فهل الكينوا فعلاً تستحق لقب الـSuper Food أم أنّ السميد لا يقلّ عنها قيمة؟

 

الكينوا تحمل طاقة كبيرة

خلال السنوات الأخيرة، أصبحت الكينوا من المكوّنات الأساسية في الأنظمة الغذائية الصحية، بفضل تركيبتها الغنية بالعناصر المفيدة. فهي في الأصل ليست حبة حبوب حقيقية، بل بذرة تُستهلك كالحبوب. وتتميّز بكونها خالية من الغلوتين، ما يجعلها مناسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية أو عدم تحمّل لهذه المادة.
بحسب الأبحاث، تحتوي مئة غرام من الكينوا المطبوخة على نحو 149 سعرة حرارية، و5 غرامات من البروتين، وقرابة 28 غراماً من الكربوهيدرات، و3.8 غرامات من الألياف، إضافة إلى نسب مهمّة من المغنيسيوم والحديد وحمض الفوليك. هذه التركيبة تجعل منها غذاءً متكاملاً وغنياً بالبروتينات الكاملة التي تضمّ الأحماض الأمينية التسعة الضرورية للجسم. كما أنّ الكينوا تحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الكيرسيتين والكامبفيرول، اللذين يساهمان في مكافحة الالتهابات وتقليل الإجهاد التأكسدي، ما قد ينعكس إيجاباً على صحة القلب والشرايين من خلال خفض الكوليسترول وتنظيم السكر في الدم.

 

السميد طاقة معتدلة ومعدن أساسي للمناعة

أما السميد، فهو يُحضَّر من القمح القاسي، وهو المكوّن نفسه المستخدم في صناعة المعكرونة. ويُعدّ مصدراً جيّداً للطاقة وسهل الهضم نسبياً. في مئة غرام من السميد، نجد نحو 122 سعرة حرارية، وقرابة 24 غراماً من الكربوهيدرات، و3.7 غرامات من البروتين، مع نسبة جيّدة من السيلينيوم، وهو معدن نادر يتمتّع بخصائص مضادّة للأكسدة.
يُعرف السيلينيوم بدوره في دعم المناعة وتنظيم عمل الغدة الدرقية، وقد أظهرت دراسات أنّه قد يساهم في تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وأنواع معيّنة من السرطان. وينصح اختصاصيو التغذية بتفضيل السميد الكامل لاحتوائه على ألياف أكثر، ما يجعله مشبعاً وصديقاً للهضم.

 

الاختيار بين الكينوا والسميد

من الناحية الغذائية، يُعتبر الكينوا الأغنى من حيث البروتينات، الألياف، الفيتامينات والمعادن، فضلاً عن كونه خالياً من الغلوتين. لكن السميد يبقى خياراً جيداً لمن لا يعانون من حساسية القمح، خصوصاً إذا تمّ اختياره بنسخته الكاملة. فكلٌّ من الكينوا والسميد يمكن أن يجد مكانه في نظام غذائي متوازن، تبعاً لحاجات الجسم وتفضيلات المذاق.

المزيد
back to top button