"الفايبر ماكسينغ" مصطلح جديد يغزو عالم الغذاء، فما هو وما فوائده؟

على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنتديات التغذية، وحتى في نشرات بعض اختصاصيي التغذية، يبرز مصطلح جديد يثير الفضول: "الفايبر ماكسينغ" Fibermaxxing. قد يوحي الاسم ببرنامج رياضي موجّه للجهاز الهضمي، لكنه في الواقع توجّه غذائي بسيط في فكرته، عميق في تأثيره، يقوم على زيادة استهلاك الألياف الغذائية إلى مستويات أعلى من المعتاد بهدف تحسين الهضم، ودعم الصحة الأيضية، وتعزيز الشعور العام بالعافية. فما الذي جعل الألياف فجأة في صدارة الحديث ولماذا الآن تحديداً؟

 

ما المقصود بالفايبر ماكسينغ؟

في جوهره، يعني الفايبر ماكسينغ التركيز المتعمّد على رفع كمية الألياف اليومية بشكل ملحوظ، من خلال اختيار الأطعمة الغنية بها في كل وجبة تقريباً. لا يُعد هذا التوجّه حمية غذائية بالمعنى التقليدي، بل فلسفة غذائية تقوم على فكرة واحدة أساسية: كلما زادت الألياف في النظام الغذائي، تحسّنت وظائف الجسم المختلفة. يعتمد هذا الأسلوب على الإكثار من الخضار والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، واختيار النسخ الأقل تكريراً من الأطعمة، إلى جانب تتبّع غرامات الألياف اليومية كما يفعل البعض مع البروتين أو السعرات الحرارية. 

 

الألياف نجمة الساحة

لطالما عُرفت الألياف بأنها عنصر غذائي مهم لكنه بعيد عن الأضواء. إلا أن موجة الاهتمام بصحة الأمعاء غيّرت هذا الواقع، إذ باتت الميكروبيوم المعوي محوراً رئيسياً في نقاشات العافية الحديثة، والألياف هي الغذاء الأساسي للبكتيريا النافعة. كذلك، تزامن هذا الاهتمام مع تصاعد الحديث عن هرمونات الشبع وتنظيم الشهية، ما أعاد تسليط الضوء على دور الألياف في تعزيز الإحساس بالامتلاء بشكل طبيعي. 

 

حاجة الجسم إلى الألياف

توصي الإرشادات الصحية العامة بكمية معتدلة من الألياف يومياً، إلا أن الواقع يشير إلى أن معظم الناس لا يقتربون حتى من هذه الكمية. في المقابل، يهدف متّبعو الفايبر ماكسينغ إلى رفع الاستهلاك تدريجياً، أحياناً إلى مستويات أعلى بكثير من المتوسط. هذه القفزة الكبيرة هي ما يدفع خبراء التغذية إلى التنبيه لأهمية التدرّج وعدم التسرّع.

 

فوائد الفايبر ماكسينغ

يرى كثيرون أن زيادة الألياف تُحدث فرقاً ملحوظاً في انتظام الهضم وتقليل الاضطرابات المعوية على المدى الطويل، رغم أن المرحلة الانتقالية قد تكون مصحوبة ببعض الانزعاج. كما تساعد الألياف على إبطاء عملية الهضم، ما يعزز الشعور بالشبع ويحدّ من الإفراط في تناول الطعام. من جهة أخرى، تلعب دوراً مهماً في استقرار مستويات السكر في الدم، ودعم صحة القلب عبر المساهمة في خفض الكوليسترول الضار. 

المزيد
back to top button