الشوكولا بدون عقدة الذنب!

 صحيح أنّ الشوكولا لذيذ ويدلّل حاسة الذوق، ولكن هذا ليس كل شيء فهو منتج له حسناته الخفية!  في السابق، لم يكن الشوكولا محبّذاً كثيراً بسبب سعراته الحرارية وكمية السكر الموجودة فيه. أمّا اليوم فيسترجع بريقه على ساحة المأكولات الغنية بعناصر يحتاج إليها الجسم والعقل. صحيح أنّه غني بالسعرات الحرارية مع أكثر من 500 سعرة لكل 100 غرام ولكنّه منتج يفيض بالطاقة ويأتي بشكل أساسي من الدهنيات (30%) الموجودة في زبدة الكاكاو والسكريات (50 إلى 60%) الموجودة في الكاكاو والسكر المضاف. ولكن إن تناولناه باعتدال بمعدل مربع أو اثنين يومياً فهذا لن يزعزع التوازن الحراري. 

مهدّئ، محفّز ومثير للرغبة ويحتوي على ما لا يقل عن 500 جزيئة مختلفة. يذهلنا الشوكولا بمذاقه ويقدم لنا مئة عذر وعذر لنقع في غرامه!  

رغبة

درس الدكتور أندريا سالونيا حالات 153 امرأة من أعمار وخلفيات متعددة ممّن يحببنَ الشوكولا أو لا يحببنه. وقد تبيّن أنّ اللّواتي عندهنّ ضعف يومي حيال المربع الأسود هنّ اللواتي يمارسنَ أكبر عدد من العلاقات الجنسية ويتمتّعنَ بأكبر رغبة. أمّا السبب الجذري لذلك وبالرغم من كونه غير مثبت علمياً بعد فهو البحث في المكوّنات الموجودة في الشوكولا عن البوتاسيوم والمغنيزيوم والحديد ومضادات الأكسدة... وعلاوةً على هذا نجد فيه الفينيليتيلامين الذي يحفّز مناطق الدماغ ذاتها التي يحفّزها الأمفيتامين.  طاقة بفضل الثيوبرومين (المحفّز النفسي) والكافيين، يتحلى الشوكولا بقدرة على تعزيز إفراز الإبينيفرين وهو هرمون قريب من الأدرينالين. أمّا الثيوبرومين الموجود بكميات أكبر فليس عنده أيّ تأثير على الجهاز العصبي المركزي خلافاً للكافيين. 

كَيفٌ 

يحتوي الشوكولا كذلك على جزيئة ذاتية هي الأنانداميد التي يمكن مقارنة تأثيراتها بالقنب الهندي ما يفسّر تأثيرات الشوكولا المولدة للرغبة. ولكنّ هذه الجزيئة ليست موجودة إلاّ بكميات قليلة. يؤدي الأنانداميد إلى تحرير إنتاج الدوبامين ما يرفع بطريقة غير مباشرة كمية الدوبامين المنتجة التي ترفع المعنويات.   

وحسنات أخرى 

تطول القائمة ولكنّنا نذكر منها محاربة الشيخوخة بفضل الفيتامين E ومضادات الأكسدة التي تزيل الجزيئات الحرة. بالتالي يكون الشوكولا مناسباً لأوعية القلب. كذلك يرخي العضلات بفضل احتوائه على كمية كبيرة من المغنزسيوم. إنّ مئة غرام من الشوكولا الغني بالفوسفور والبوتاسيوم والحديد تؤمّن ربع حاجات الجسم اليومية للمعادن. من غير أن ننسى حسناته في محاربة الإرهاق: فعلاوةً على المغنيزيوم المشهور بتأثيره المريح يحتوي الشوكولا على العديد من العناصر الأخرى التي تعزّز الشق النفسي ومن بينها السيروتونين والفينيليتيلامين. في المقابل، لا يُنصح بتناول الشوكولا إن كان المرء يعاني من مشاكل في حمض البول والكلى والمعدة. أمّا في الحالات الأخرى فمن المحبّذ تناوله ولكن باعتدال! 

د. أنطوان ضاهر
 

من المفيد أن نعلم أنّ

- كلّما زادت نسبة الكاكاو في الشوكولا زادت نسبة الدهون. بالتالي فإنّ الشوكولا الأسود الغني بالكاكاو هو أكثر دسامةً من الشوكولا بالحليب ولكنّ هذا الأخير أكثر حلاوةً.   

- ليس للشوكولا أي تأثير، لا سلبي ولا إيجابي على الكوليسترول السيئ. إنّ زبدة الكاكاو تتكوّن بشكل أساسي من حمض الشمع وهو الحمض الوحيد بين كل الأحماض الدهنية المشبّعة الذي لا يزيد من نسبة الكوليسترول المسيء للجسم.  من المفيد أن نعلم إن الشوكولا الأبيض مؤلف من زبدة الكاكاو والحليب والسكر. وهو بالتالي أقل فائدة من الشوكولا الأسود الغني بالمغنيزيوم. أما الشوكولا بالحليب، فهو أكثر فائدة من الشوكولا الأبيض لكن أقل فائدة من الشوكولا الأسود.

المزيد
back to top button