في السنوات الأخيرة، أصبحت الحمية الخالية من الغلوتين واحدة من أكثر الأنظمة الغذائية انتشاراً، حيث يُقبل عليها المشاهير بهدف إنقاص الوزن، والرياضيون لتحسين الأداء، وعدد متزايد من الناس ظناً منهم أنها أكثر صحّة بشكل عام. وقد ساهمت هذه الموجة في نموّ سوق المنتجات الخالية من الغلوتين بشكل لافت، حتى باتت متوافرة في معظم المتاجر. لكن السؤال يبقى: هل هذه الحمية ضرورة طبية فعلية أم مجرد صيحة غذائية؟
داء السيلياك Celiac Disease
داء السيلياك هو مرض مناعي ذاتي وراثي يصيب نحو 1% من الناس. عند تناول الغلوتين – وهو بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار – يتسبب المرض في تدمير بطانة الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى سوء امتصاص المغذّيات.
قد تظهر الأعراض بشكل هضمي مثل آلام البطن، الإسهال، فقدان الوزن والإمساك، أو بشكل غير مباشر مثل فقر الدم، هشاشة العظام، العقم، الطفح الجلدي، الاكتئاب والصداع. أما عند الأطفال فقد يتجلى المرض في ضعف النمو، قصر القامة أو تأخر البلوغ.
التشخيص قبل البدء بالحمية
من الأخطاء الشائعة أن يبدأ الشخص باتباع الحمية الخالية من الغلوتين قبل إجراء الفحوصات اللازمة. إذ يعتمد التشخيص على تحاليل الدم الخاصة بالأجسام المضادة، يليها في بعض الحالات أخذ خزعة من الأمعاء الدقيقة للتأكد. ولأن التحاليل لا تكون دقيقة في حال توقف المريض عن تناول الغلوتين مسبقاً، يُطلب أحياناً من المريض إجراء "تحدّي الغلوتين" قبل الفحص.
ويعتبر الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الأول أكثر عرضة للإصابة بداء السيلياك مقارنة بغيرهم، وذلك بسبب عوامل جينية مشتركة. غالباً ما يُشخص السيلياك بعد سنوات من تشخيص السكري، وفي كثير من الحالات تكون الأعراض خفيفة أو غائبة، مما يستدعي إجراء فحوصات دورية لمرضى السكري.
مخاطر اتباع الحمية دون تشخيص
رغم أن بعض الأشخاص يلجأون إلى الحمية الخالية من الغلوتين لأسباب مثل القولون العصبي أو اعتقادهم أنها أكثر صحة، تشير الدراسات إلى وجود مخاطر محتملة، منها:
نقص العناصر الغذائية مثل الألياف، الحديد، الزنك وفيتامينات B.
زيادة التكاليف حيث أن المنتجات الخالية من الغلوتين أغلى بكثير من نظيراتها التقليدية.
زيادة الوزن إذ إن بعض الأطعمة الخالية من الغلوتين تكون أعلى بالسعرات والدهون.