غالباً ما تُثير اللقاحات بعض التساؤلات حول فعاليتها والمكوّنات التي تدخل في تركيبتها. ومن أبرز المكوّنات التي حظيت بالكثير من الاهتمام واستدعت تساؤلات كثيرة، الألمنيوم. فلماذا يُستخدم الألمنيوم في اللقاحات؟ وهل يشكل أي خطر على صحتنا؟
ما هو دور الألمنيوم في اللقاحات؟
يُستخدم الألمنيوم في بعض اللقاحات كمادة مساعدة (Adjuvant)، وهي مكوّنات تُضاف لتعزيز استجابة جهاز المناعة. عند إدخال أملاح الألمنيوم مع اللقاح إلى الجسم، فإنها تعمل على تحفيز جهاز المناعة بطرق متعدّدة. أولاً، تقوم أملاح الألمنيوم بإبطاء عملية إطلاق المستضدات (antigens) الموجودة في اللقاح، مما يُتيح لجهاز المناعة وقتاً أطول للتعرّف عليها وبناء استجابة فعّالة ضدها. ثانياً، تحفّز هذه الأملاح خلايا مناعية معينة، مثل الخلايا البلعمية، التي تهاجم المستضدات وتقدمها إلى خلايا أخرى مسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة. نتيجة لذلك، يصبح الجهاز المناعي قادراً على الاستجابة بشكل أسرع وأكثر كفاءة إذا تعرض لنفس الفيروس أو البكتيريا في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يساعد وجود الألمنيوم على تقليل الحاجة إلى جرعات متكررة من اللقاح، حيث يعزّز فعاليته من الجرعة الأولى أو الثانية.
هل هو آمن؟
يُستخدم الألمنيوم في اللقاحات منذ أكثر من 70 عاماً، وخضع لعدد كبير من الدراسات التي أكدت سلامته بناء على عوامل عدّة:
- الكمية صغيرة جدًا: تحتوي اللقاحات على كميات صغيرة جداً من الألمنيوم، أقل بكثير من الكمية التي نتعرّض لها يومياً من خلال الأطعمة، المياه، وحتى حليب الأطفال.
- التخلص الطبيعي من الألمنيوم: بعد تلقّي اللقاح، يتخلص الجسم من الألمنيوم تدريجياً عن طريق الكلى. بالنسبة إلى الأشخاص الأصحاء، لا يشكل ذلك أي عبء على الجسم.
- الهيئات الصحية العالمية: تؤكد منظمات الصحة العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أن الألمنيوم المستخدم في اللقاحات آمن وضروري لتحسين فعاليتها.
أمثلة على اللقاحات التي تحتوي على الألمنيوم
تُستخدم أملاح الألمنيوم في العديد من اللقاحات، مثل: لقاح التهاب الكبد B،لقاح الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي (DTP)، لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، بالإضافة إلى بعض لقاحات الأطفال. ويعبّر البعض عن قلقهم من ارتباط الألمنيوم بمشاكل صحية مثل التسمم أو الأمراض العصبية. ومع ذلك، لا توجد أي أدلة علمية موثوقة تدعم هذه المخاوف، خاصة أنه كما ذكر سابقاً، تعد الكميات المستخدمة في اللقاحات ضئيلة جدًا مقارنة بما نتعرض له يومياً من مصادر أخرى.