احتباس البول عند الأطفال: أسبابه، أضراره وطرق علاجه

قصة لدى الأطفال تبدأ في عمر الاربع سنوات، و تستمر باقي الحياة. موضوعها يلامس العادات والتقاليد ومع مسألة النظافة تبدأ فصول المعاناة حين تذهب الفتاة لأول مرة إلى المدرسة، عادةً في ربيعها الرابع. ومع بدء رحلة العلم الطويلة، تتعلّم البنت الصغيرة، أول ما تتعلّم، أن ت. وذلك قبل تعلّم القراءة والكتابة والحساب. ويصبح الأمر عادة مزمنة تدخل قاموس التصرفات والعادات.

 

لماذا تمارس الفتيات عملية حصر البول هذه؟ بالطبع المسألة تعود، في الدرجة الأولى، إلى موضوع النظافة في الأماكن العامة. من هذه الأماكن، لا بل أهمّها، "التواليت". ورغم أنّ هذا المكان هو في غاية الخصوصية إلاّ أنّه في المدرسة عمومي، ولا يستطيع أن يكون غير ذلك. وككل شيء عام، تتصف إجمالاً "التواليت" في المدرسة بالإهمال والإتساخ وانبعاث ما يثير الإشمـئزاز. ويصبح هذا المكان نقيض النظافة والنعومة والذوق، أي الموقع الأكثر بعداً عن جماليات الطفولة.

 

تترك البنت بيتها وتواليتها النظيفة المعطّرة لتُفاجأ بتواليت المدرسة التي تصدمها فتعاهد نفسها ألاّ تعود إليها ثانية. ألاّ تعود إليها على الإطلاق. هذا ما يحصل عادةً، مع الإعتراف بوجود بعض المدارس التي تسهر على رونق ونظافة التواليت فيها.

أمّا لدى الصبيان، فبالرغم من أنّ الإشمئزاز يكون بالقوة نفسها، إلاّ أن الموضوع يبقى أخفّ وطأة. والسبب في ذلك بسيط إذ أنّهم، بعكس البنات، ليسوا بحاجة للجلوس في هذه الأماكن للتحرّر من عبء ما تحمله المثانة المسكينة.

 

ماذا يحلّ بهذه المثانة بعد سنوات من ممارسة الحصر الطوعي الذي يبدأ كل يوم من السابعة صباحاً وحتى الثالثة بعد الظهر؟ ما يجب أن نعرفه عن المثانة أنّها، وقبل كل شيء، محطة مؤقتة يستريح فيها البول الآتي من الكلى والمتّجه الى خارج فضاء الجسم. في الأزمنة الغابرة، عندما كان الناس يعيشون في رحاب الطبيعة، وعلى تماسٍ تام معها، كان التخلّص ممّا تحمله المثانة مسألة سهلة وسريعة، إذ أن "التواليت" كانت في حينه منتشرة في كل مكان: خلف الحائط، تحت الشجرة، الخ...في تلك الأزمنة كانت المثانة تقوم بما هو مطلوب منها، أي التخلّص بأسرع وقت من السوائل التي تأتيها. مع تطوّر الحياة وابتعاد الإنسان عن بدائيته، أصبح للمثانة دورٌ إجتماعي. تعلّمت أن تحصر البول فأصبح ممكناً إطالة الإجتماع، إلقاء محاضرة من أربع ساعات، ركوب السيّارة فترة طويلة، الخ... كل هذا على حساب المثانة إذ أنّها كناية عن جيب تغلّفه عضلات رفيعة مهمّتها الضغط عليه لدفع البول خارجاً. بسبب انتفاخ المثانة فوق طاقتها تفقد هذه العضلات، التي تتمدّد أكثر من اللزوم، مطاطيتها فترتخي وتضعف قوة التقلّص فيها.

 

لنتخيّل ما يمكن ان يحصل لمثانة تنتفخ دون أي تفريغ فترة ثماني ساعات كل يوم، وذلك على امتداد عشرين سنة! تصبح أشبه بكيس فقد حيويته وقدرته على ضخّ البول كلياً إلى الخارج بسبب ارتخاء العضلات. وعند التبول يبقى في المثانة فائضاً مهمّاً من البول. وهنا تكمن المشكلة. هذه الكمية المتبقّية ليست في مكانها الطبيعي، فالمثانة يجب أن تبقى فارغة خفيفة متحرّرة من كل عبء. وككل سائلٍ راقد غير متحرك يتعرّض البول المتبقي لخطر الإلتهاب. فتدخل المثانة ونحن معها قي دوامة الإلتهابات المتكرّرة.

 

إنّها قصة المثانة المتعبة التي لا يأبه لتحريرها، علماً أنّ ثمن التحرير ليس باهظاً. لنطلب من المدارس أن تهتم بالتواليت اهتمامها بنواحي الحياة المدرسية الأخرى. فإذا كنتم تحكمون على الناس من شيمهم، فالمدرسة تتعرفون على مستواها من خلال مكانتها العلمية، ملاعبها، برامجها... لكنّ صورتها ترتسم أيضاً في تلك الزوايا المنسيّة. فالمدرسة تُعرف من تواليتها.

 

عوارض التهاب المثانة

  • حاجة متكرّرة لدخول الحمّام.
  • حروق عند التبوّل مع ظهور دم في بعض الأحيان.

 

ما يجب عمله

  • إستشارة الطبيب فوراً.
  • شرب الماء (ليتران ونصف يومياً).

 

أما إذا تعذّرت الزيارة الطبية:

  • الإتصال بالطبيب هاتفياً.
  • إجراء تحليل بول في أقرب مختبر مع زراعة (يمكن تناول الطعام قبل هذه التحاليل).
  • بعد ذلك، المباشرة بتناول مضاد للإلتهابات الذي يصفه الطبيب لكم.
  • مراقبة الحرارة، فإذا ما تخطت 38º مئوية، فهناك احتمال التهاب في الكلى، وقد يتطلب هذا الأمر دخول المستشفى.

 

ما لا يجوز عمله

  • تناول أدوية مضادة للإلتهابات تصفها الجارة، أو تصفونها أنتم لأنفسكم.
  • تناول مضاد للإلتهابات قبل إجراء التحاليل.
  • قطع العلاج قبل انتهائه لمجرّد شعوركم بالتحسّن.

 

المزيد
back to top button