إنّ ألم أسفل الظهر عند النساء هو من أكثر المشاكل شيوعًا، وهي تصيب العناصر الموجودة فيها، مثل الفقرات، والأربطة، والعضلات، والأعصاب الشوكيّة وغيرها. فكلّ منها مسؤول عن تأدية وظائف معيّنة، ويحدث الألم عندما يحدث خلل في أي منها وتتوقّف عن العمل بالشكل الصحيح. ولأنّ منطقة أسفل الظهر تحمل الكثير من وزن الجسم، ولها دور في كلّ حركة تقريبًا، هي تكون أكثر عرضة للإجهاد والإصابات، ولأنّ النظام فيها يجتوي أعصابًا ترسل إشارات من الدماغ وإليه، تشعرين بالأم في حال أُرهِقَ أي جزء من هذا النظام.
أسباب الشعور بألم أسفل الظهر عند النساء
عندما تشعرين بألم في أسفل الظهر، عليك أن تستشيري الطبيب خصوصًا إن لازمك لأيّام واشتدّت حدّته، حيث سيشخّص حالك وفقًا للعوارض ولفحوصات معيّنة يجريها، ليحدّد لك السبب وراء معاناتك هذه، ويصف لك العلاج بناء على ذلك. وقد يكون سبب الألم في هذه المنطقة:
وضعيّة الجلوس غير السليمة
عندما تجلسين بطريقة غير صحيحة، مثل الانحناء إلى الأمام خلال استخدام الحاسوب، يؤدّي ذلك إلى خلل في استقامة العمود الفقريّ، وبالتالي إلى تحميل إضافيّ على منطقة أسفل الظهر. وفي حال تكرّر ذلك، يقلّل هذا الإجهاد من مشاركة عضلات الجذع، ممّا يحمّل العمود الفقريّ ضغطًا إضافيًّا، ويؤدّي إلى انحنائه وتغيّرات مؤذية في فقراته وأقراصه. كلّ ذلك، يتسبّب بآلام تتزايد في حال لم يتمّ تحسين وضعيّة الجلوس واتّخاذ التدابير العلاجيّة اللازمة.
التغيّرات الهرمونيّة
تؤثّر التغيّرات الهرمونيّة على الكثير من أجهزة الجسم، بما في ذلك الجهاز العضليّ الهيكليّ، وخصوصًا هرمون البروستاجلاندين المؤدي إلى توتّرات عضليّة، والذي ترتفع نسبته خلال فترة الحيض، ما يؤدّي إلى ألم في الظهر. كذلك، يتسبّب هرمون الريلاكسين الذي يزداد إنتاجه خلال فترة الحمل إلى ارتخاء الأربطة، فيقلّل من دعم العمود الفقريّ ويعرّض الجزء السفليّ من الظهر للإجهاد. وفي حال انقطاع الطمث، ينخفض هرمون الإستروجين، فتقلّ كثافة العظام، ما يزيد من تعريض العمود الفقريّ للخلل. كلّ هذه التغيّرات الهرمونيّة، وإن كانت طبيعيّة، تترافق مع شعور في ألم زسفل الظهر عند النساء.
إجهاد العضلات
إنّ تعب العضلات في أسفل الظهر هو من أكثر العوامل المؤديّة إلى الشعور بألم في هذه المنطقة، وهو يحدث عندما ترفعين أشياء ثقيلة باستمرار، وأحيانًا في حال قيامك بحمل شيئ ثقيل بطريقة غير صحيحة. فذلك ينتج عنه تمزّقات في ألياف العضلات، والتهاب وتيبّس وألم، وغير ذلك ممّا يمكن أن يتطوّر ليصبح مزمنًا. ولذا، إن كنت تقومين بحمل الأثقال في النادي الرياضيّ، أو حتّى حمل أطفالك في المنزل، أو القيام بمهام منزليّة تتطلّب منك إزاحة مفروشات ثقيلة، أو أي حركات غير سليمة، سوف يزداد الضغط على مفاصل الفقرات، وسينتج عن ذلك شعورًا بالألم في أسفل الظهر.
علاجات ألم أسفل الظهر
تختلف الطرق العلاجيّة التي تخفّف ألم أسفل الظهر، وأبرزها:
العلاجات بالتدليك
قد يقرّر الطبيب أن يصف لك علاجات طبيعيّة للتخفيف من ألم أسفل الظهر، والتي تشمل استخدام كريمات وزيوت وتدليك هذه المنطقة ومحيطها، إنّما على أيدي متخصّصين في العلاج الفيزيائيّ، إضافة إلى تمارين معيّنة عليك أن تقومي بها. وتساعد هذه العلاجات على تثبيت العضلات الضعيفة وشدّ تلك المتشنّجة، وإعادة تدريب أعضاء هذه المنطقة على العمل بكفاءة، فيخفّ الألم بشكل كبير، ويمنع حدوث نوبات ألم في المستقبل.
تناول الأدوية
قد يصف الطبيب لك تناول أدوية مسكّنة للألم، وأخرى تقلّل الالتهاب، إضافة إلى ما يرخّي العضلات في حال معاناتك من تشنّجات فيها. ومن المهم ألّا تتناولي أي من هذه الأدوية من دون وصفة طبيّة، وذلك لضمان علاج نوبات الألم.