نظراً لظروف الحياة والضغوطات التي يعيشها أغلب الأشخاص، صار من الممكن جداً أن نجد حالة من التوتر والاكتئاب والقلق تسيطر على الكثيرين لتؤثر على حياتهم اليومية وتؤدي بالنهاية إلى أضرار كثيرة نفسية وجسدية، تمنع هؤلاء الأشخاص من الاستمتاع بحياتهم. وقد كشفت الدراسات والأبحاث أن حالة التوتر والقلق إذا استمرت لفترة طويلة، فإنها تؤدي لظهور مجموعة مشاكل اجتماعية وصحية عند الشخص المصاب، من بينهما فقدان القدرة على التركيز في الأعمال، حالة من الأرق وعدم القدرة على النوم بشكل جيد، وظهور أحاسيس سلبية، وسيطرة حالة من الغضب. والسبب في ظهور هذه العوارض يعود إلى ارتفاع مستوى هورمون الكورتيزول أو ما يُعرف بهورمون التوتر في الدم، وهو هرمون يُفرز بواسطة الغدة الكظرية ويلعب دوراً مهماً في وظيفة كل جزء من أجزاء الجسم تقريباً.
وهنا يأتي دور العلماء والأطباء والباحثين الذين يحرصون دوماً على إعطاء نصائح تساعد في التخلص من القلق والتوتر وتقضي على الاكتئاب. ولا ننكر بالطبع دور التغذية الصحية والسليمة التي أثبتت الدراسات أهميتها في التغلب على التوتر والقلق. وبالإضافة إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه الأطعمة في تخفيض مستوى هورمون الكورتيزول، في المقابل تعمل مأكولات أخرى على رفع مستوى الكورتيزول في الدم فيتناولها الكثيرون دون أن يدركوا مدى أهميتها في ازدياد عوارض التوتر لديهم.
لذا سنعرض عليكم أهم الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى هورمون الكورتيزول في الجسم وتسبب حالات من التوتر والقلق:
الأطعمة الجاهزة
تعتبر الأطعمة الجاهزة والدسمة من أسوء أنواع الأطعمة التي تزيد من مستويات هورمون الكورتيزول في الجسم لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة. كما أنه يجب الحذر من بعض المنتجات التي تطلق عليها الشركات المنتجة تسمية الزيوت المهدرجة دون ذكر النسب. إعلمي أنه، حتى في حال ذُكر أن المنتج خالي من الدهون غير المشبعة، يحتوي على 0،5 إلى 2 غرام من الدهون غير المشبعة وهي النسبة القانونية والمسموح بها. إحرصي على قراءة قائمة المحتويات للمنتج للتأكد من خلوها من نسب الدهون غير المشبعة التي ترفع مستويات الكورتيزول وتؤثر على تدفق الدم في الشرايين.
السكر
إن السكر في جميع أشكاله يرفع مستوي الكورتزيول في الجسم، كما يؤثر على رفع مستويات السكر في الدم. فعند تناول السكر يصل يرتفع الكورتيزول إلى أعلى مستوياته، ومع مرور الوقت، يبدأ الجسم في مقاومة الأنسولين وتصبح مستويات الكورتيزول مرتفعة طوال الوقت. لذلك تخصلي من التوتر وابتعدي عن تناول السكر! أما إذا كنت من المدمنات عليه، إكتفي بكميات معتدلة من الشوكولا الداكنة، التي أثبتت الدراسات أنها تعمل على تخفيف هورمونات التوتر وتحفيز إفراز هورمون السيروتونين المسؤول عن السعادة، كما أنه لا تحتوي على كمية كبيرة من السكر.
الكافيين
لا شك أن العديد من النساء يحرصن على شرب القهوة أو النيسكافيه أو المشروبات الغازية يومياً والتي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، لكن يجب الحدّ من تناولها لأنها تزيد من مستوى الكورتيزول. إذ كلما تم الإفراط في تناول الكافيين كلما زاد إنتاج الكورتزيول في الجسم تماماً مثل الكسريات. إستعيضي عنها بمشروب الشاي الأخضر بالعسل والزنجبيل، أو إشربي قهوتك مع الحليب الخالي من الدسم وكميات قليلة من العسل.
الأطعمة المنخفضة الألياف
تؤثر على مستويات الكورتيزول كونها لا تشعرك بالشبع والإمتلاء وقد تتسبب في اضطرابات في عملية اخراج البراز وهذا يزيد من التوتر وكذلك يحدث اضطراب في الجهاز الهضمي وهذا يؤثر على مستوى هرمون الكورتيزول. أكثري إذاً من تناول المأكولات الغنية بالألياف، والتي توجد في الشعير والشوفان والفاصولياء المجففة والبازلاء والعدس والفواكه مثل التفاح، المشمش، المانجو، الخوخ والخضراوات مثل القنبيط، والبروكولي والبامياء.
الدهون الحيوانية المشبعة
والتي لها التأثير نفسه كالدهون غير المشبعة والمتواجدة في الزبدة، والبيض والحليب كامل الدسم واللحوم الغنية بالدهون والتي تساعد على رفع مستوى المورتيزول. تناولي بدلاً منها اللحوم الخالية من الدهون وكميات قليلة من البيض بمعدل 5 بيضات في الأسبوع وتناول الزبدة العضوية مثل زبدة زيت جوز الهند أو زيت جوز الهند التي تعمل على خفض مستوى الكورتيزول في الجسم.
بعد تجنّب المأكولات التي ترفع مستوى الكورتيزول في الجسم، عليك الإكثار من تناول الأسماك واللحوم الخالية من الدهون، والبروتينات النباتية والخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبذور لتخفيض مستوى الكورتزيول في الدم.