من الطبيعيّ أن تفرز الغدد الوجودة في منطقة الإبط التعرّق، إذ إنّ هذه المنطقة تحتوي تركيزًا عاليًا من الغدد العرقيّة المتّصلة ببصيلات الشعر، وهي على عكس الغدد العرقية الإكرينية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم والمسؤولة عن التبريد من خلال العرق المائي، تُنتج الغدد المفرزة سائلًا أكثر كثافة وغنيًا بالبروتينات والدهون. في البداية، يكون العرق الذي تُفرزه عديم الرائحة، ولكن بمجرّد وصوله إلى سطح الجلد، تُحلّل البكتيريا الموجودة طبيعيًا تحت الإبطين البروتينات والأحماض الدهنية في هذا السائل، فتنتج مركبات متطايرة هي الرائحة. وأكثر حلّ مهعروف للاخلّص من هذه الرائحة، هي تطبيق مزيل التعرّق، ولكن أحيانًا رغم ذلك، تجدين أنّ المشكلة ما زالت موجودة. فما الأسباب وراء ذلك؟
الملابس التي ترتدينها
قد تكون الملابس التي ترتدينها هي ما يمنع التخلّص من رائحة منطقة الإبطيْن. فالأقمشة الصناعية، مثل البوليستر والنايلون، لا تسمح للجلد بالتنفس، مما يعني أن العرق يبقى لفترة أطول وتزداد الرائحة الكريهة متّى ولو كانت منطقة الإبط نظيفة.فالأقمشة الصناعيّة تحبس الحرارة والرطوبة، ممّا يخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، فتنتج رائحة غير مرغوبة.

تطبيق مزيل العرق بطريقة خاطئة
أحيانًا، لا تكمن المشكلة في نوع المنتج، بل في كيفية استخدامه. فوضع مزيل العرق على بشرة رطبة أو متعرّقة يُخفف من تأثيره. وبالمثل، فإنّ الإفراط في استخدام المنتج أو عدم تنظيف البقايا بشكل صحيح قد يؤدي إلى انسداد المسام، مما يزيد من سوء الرائحة. للحصول على أفضل النتائج، ضعي مزيل العرق على بشرة نظيفة وجافة تمامًا واتركه لبضع دقائق حتى يمتص قبل ارتداء الملابس.
اختلال التوازن البكتيريّ
تُعد منطقة تحت الإبط موطنًا لميكروبيوم دقيق، تمامًا مثل الأمعاء. عندما يختلّ توازن هذا النظام البيئيّ، غالبًا بسبب الإفراط في التنظيف، أو استخدام الصابون القوي المضاد للبكتيريا، أو بعض مكونات مزيلات العرق، تموت البكتيريا النافعة، مما يسمح للسلالات المسبّبة للروائح بالنمو. وهنا، لا بدّ أن تعلمي أنّ الإفراط في غسل البشرة أو استخدام مزيلات العرق بكثافة قد يفاقم المشكلة بتعطيل هذا التوازن البكتيري الطبيعي.
التغيّرات الهرمونيّة
يمكن أن تُغير التقلبات الهرمونية، والتي تحدث خلال فترة البلوغ، أو الدورة الشهرية، أو الحمل، أو انقطاع الطمث، تركيبة العرق. فالمستويات المرتفعة من بعض الهرمونات، احفّز الغدد المفرزة، مما يزيد من كمية وقوة العرق. هذا قد يُقلل من فعالية مزيل العرق، حيث تزداد قوة الرائحة الطبيعية للجسم من الداخل وليس من البكتيريا السطحية وحدها.
اقرئي أيضًا: الطريقة الصحيحة لاستخدام مزيل التعرّق مختلفة عمّا تعرفينه