أدخلي إلى "مختبر الحبّ" لقياس علاقتك مع زوجك!

عنما تتدخل العلوم والرياضيّات في مسائل الحب والعلاقات الحميمة، يصبح من الممكن احتساب الفترة المحتملة لاستمرار علاقة غرامية!  هذا ما يحقّقه "" في واشنطن، للبروفيسور

يتوصّل غوتمان إلى "قراءة" مستقبل العلاقات الثنائية داخل مختبره في جامعة واشنطن الذي ابتُكر ليدرس العلاقة الغرامية وبالأخصّ ليحدّد مدّة دوامها، مستنداً إلى معايير مختلفة، رسوم بيانية، خطوط مقوّسة، دوائر مجزّأة ومفصّلة!

فبعد أربعين عاماً من العمل العلمي الشاق، تمكّن د. غوتمان من تطبيق المعادلات الرياضيّة على العلاقات الغراميّة لكي يحتسب مدّتها وعمقها! من الحب، بإطاره الزوجي، يقرّر أن يصنع دراسته فيعمل على جانبه المعقّد من خلال معادلات دقيقة. ويكمن طموحه في ابتكار نموذج حسابي عالمي لتفكيك نواة الحب.

وفقاً للدراسات، يولّد الغضب والازدراء والرضى والرغبة تقلّصاً في عضلات الوجه ويكون التقلّص هو نفسه لدى شخص أجنبي أو عربي إذ ليس هناك صلة للثقافة مع ظهور التعابير على الوجه. إنّها حركة فطرية لا يمكن التحكّم بها على الإطلاق وتعبّر عن واقع المشاعر وعن نوايا الفرد. وإنّ لحظة الصدق المطلق هي عابرة ولا تدوم إلاّ لجزء من الثانية قبل أن يعود المرء ليتحكّم من جديد بآلية التعبير عن أحاسيسه. ودائماً حسب إيكمان، ليس هناك على الأرض سوى حوالي خمسين شخصاً يتحلّون طبيعياً بموهبة التقاط تلك "التعابير الخفيّة". 

في مختبر الحبّ، يجلس الشريكان وجهاً لوجه على مقاعد مزوّدة بأجهزة تراقب الحركة. كذلك توضع آلات أخرى على الصدر وفي الأذن والأصابع كما تحدّد عدسات الكاميرات الموجودة في المختبر الوجوه عن كثب. ولدى إعطاء الإشارة، يبدأ الشخصان بمناقشة وجه من أوجه حياتهما المشتركة، وإنّ ما يتحدّثان به ليس له أهمية كبرى على الاختبار. يمكنهما التحدّث عن يوميّاتهما أو عن صديق مزعج أو عن إدمان الزوج على الأفلام الإيباحية... لا يهم فليس لذلك أي تأثير على النتائج. بالنسبة لغوتمان، وحدها التعابير الصغيرة التي تظهر على وجهيهما بطريقة لا إرادية هي التي تعطي المؤشّرات.

الأرصاد الغرامية

في نهاية اللقاء الذي يستمرّ 15 دقيقة، يتمّ تحليل كل ثانية من التسجيل وفقاً لقائمة تحليل لها عشرين مدخلاً تتلاءم مع كل أنواع المشاعر التي قد يحسّ بها الشريكان خلال الحديث كالنفور، الاحتقار، الحنان، الغضب، الحماسة، اللامبالاة...

يحلّل غوتمان بطريقة موضوعية عيّنات من حياة كلّ من الشريكين. يقوم عمله على تحديد نسبة العنف الجسدي أو النفسي في ظلّ العلاقة. بالنسبة له، لا تستحقّ كل الزيجات بأن يتمّ إنقاذها فإن لم يبلغ مستوى القساوة الخط الأحمر يكفي، لمعرفة ما إن كانت العلاقة التي تعاني من الاختناق تحيا من جديد، قياس نسبة التسمّم "بأربعة سموم قاتلة" هي: الاحتقار والإنكار والنقد والانطواء الدفاعي المنهجي.

بئس الاحتقار. فلتحيا
 
من بين الأحاسيس العشرين التي يحدّدها غوتمان في مختبره Love Lab، وحدها هذه المعايير الأربعة تبدو قاتلة بالنسبة لعلاقة زوجية. يولي غوتمان مكانة خاصة للاحتقار ويؤكّد أنّه يحكم على الزواج بالدمار ما إن يلاحظ طريقة معينة في رفع العينين نحو السماء يقوم بها أحد الزوجين تعبيراً عن عيب حاد في الشخص الذي يشاطره حياته. إنّ الاحتقار علّة لا علاج لها حتى ولو تمّت معاينتها منذ ظهور علاماتها الأولى. إنّه إحساس مدمِّر لأنّه يزيل رغبة الزوجين في الدفاع عن مصالحهما المشتركة في حال طرأت مشاكل جدّية.
 
للاستمرار، يجب أن يميل الشريكان إلى الصداقة أكثر من الحب. وهنا تكمن النتيجة الأبرز لكل حسابات دكتور الحب! إنّ الصداقة التي يصفها على أنّها مزيج من الاحترام والتقدير والمزاح والحميمية هي الطاقة الأكثر أماناً للعلاقة. إنّ الحب شرط ضروري لكنّه ليس كافياً للعيش مع الآخر بسعادة ولفترة طويلة.
 
لذا، أحبّوا بعضكم بعضاً كما يحبّكم الأصدقاء فهذه  هي حكمة عالم الرياضيات!
 
أنطوان ضاهر
المزيد
back to top button