اضطرابات الأكل هي مجموعة من الحالات النفسية التي تظهر على شكل انشغال مفرط بالطعام والمظهر الجسدي أو الوزن. يبدتأ عادة كمجموعة من الأفكار والسلوكيات والعادات غير الصحية ويمكن أن تتحول بسرعة إلى مرض معقد وربما يهدد الحياة. يعتمد مسار العلاج على الحالة الطبية للمريض ونوع اضطراب الأكل الذي يعاني منه. وقد يشمل مجموعة من العلاجات، مثل:
- الأدوية: قد يصف الأطباء مضادات الاكتئاب أو مثبتات المزاج، للمساعدة في مكافحة الجانب المسبب للقلق من المرض.
- العلاج النفسي: غالبًا ما يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي، أو اختصارًا CBT، للمساعدة في تقليل السلوكيات الوسواسية بشأن الطعام وتحقيق استقرار أنماط الأكل.
- الاستشارة الغذائية: يمكن أن تساعد الاجتماعات المنتظمة مع اختصاصي التغذية المرضى على التعرف على عادات الأكل الصحية والعودة إلى الوزن المناسب بطريقة مستدامة.
ما الذي يسبب اضطرابات الأكل؟
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في تطور اضطراب الأكل. ويُعتقد أن الوراثة والصحة العاطفية والضغط الثقافي تلعب دورًا. يبدو أن الأفراد الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى، مثل الأخ أو أحد الوالدين، الذين يعانون من اضطراب الأكل، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة به. يعد ضعف الصحة العاطفية، مثل صعوبات العلاقات أو السلوكيات المندفعة أو الصفات المثالية، عامل خطر آخر. وأخيرًا، يمكن لمعايير الجمال غير الواقعية التي يتم تعزيزها من خلال الصور الإعلامية والتفضيل المجتمعي للنحافة أن تلعب دورًا أيضًا.
ما هي أعراض اضطراب الأكل؟
على الرغم من أن بعض الأعراض مرتبطة بأنواع محددة من اضطرابات الأكل، إلا أن العلامات السلوكية العامة لهذه الحالات تشمل:
- القلق بشأن تناول الطعام في الأماكن العامة
- تقديم الأعذار لتجنب الوجبات
- إنكار الجوع
- الإفراط في ممارسة الرياضة
- رفض تناول أطعمة معينة
- الخوف الشديد من زيادة الوزن
قد تشمل الأعراض الجسدية ما يلي:
- الخمول
- الإغماء
- الدوخة
- فقدان أو زيادة الوزن بشكل كبير
- مشكلة في النوم
- اضطرابات الحيض
- تساقط الشعر وتقصف الأظافر
- تقلصات المعدة
- ضعف المناعة
- فقر دم
ما هي أنواع اضطرابات الأكل؟
في حين أن هناك العديد من أنواع اضطرابات الأكل المختلفة، إلا أن الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعًا هي:
- فقدان الشهية العصبي: هو النوع الأكثر شهرة من اضطرابات الأكل. حتى لو كان الفرد يعاني من نقص الوزن بشكل خطير، فإنه يميل إلى اعتبار نفسه يعاني من زيادة الوزن. ولذلك، فإنهم يميلون إلى تبني عادات غذائية مقيدة. وفي الحالات القصوى، يمكن أن يؤدي فقدان الشهية إلى ترقق العظام، أو العقم، أو فشل الأعضاء، أو حتى الموت.
- الشره المرضي العصبي: تناول كميات وفيرة من الطعام ومن ثم التخلّص منها القيء القسري أو استخدام المسهلات أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط. تشمل الأعراض النموذجية للشره العصبي تورم الغدد اللعابية، واضطراب ارتجاع الحمض، وتسوس الأسنان، واختلال توازن الكهارل، مما قد يؤدي إلى سكتة دماغية أو نوبة قلبية.
- اضطراب الشراهة عند تناول الطعام: عدم السيطرة على عادات الأكل وبالتالي زيادة الوزن أو السمنة.
اما المعتقدات الخاطئة الشائعة حول اضطرابات الأكل فهي:
1- اضطرابات الأكل هي خيار نمط الحياة
اضطراب الأكل ليس نظامًا غذائيًا متطرفًا أو اختيارًا لأسلوب الحياة. إنه مرض عقلي معقد يسببه اعوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية وثقافية. يبدأ بعض الأفراد في تبني عادات مقيدة كوسيلة للحصول على صحة جيدة واستعادة السيطرة على حياتهم. ومع ذلك، يمكن لهذه العادات أن تتحول بسرعة إلى حالة أكثر خطورة، مثل اضطراب الأكل.
2- اضطرابات الأكل هي صرخة لجذب الانتباه
من المؤسف أن بعض الناس يلومون الضحية من خلال الإصرار على أن اضطرابات الأكل هي مجرد صرخة لجذب الانتباه. في الواقع، يبذل الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل جهودًا كبيرة لإخفاء مظهرهم وإخفاء عاداتهم الغذائية غير الصحية. وبالمثل، قد يختار العديد من المرضى ارتداء الملابس الفضفاضة أو الضخمة لأنهم يشعرون بعدم الرضا عن مظهرهم.
3- اضطرابات الأكل هي مرحلة
على الرغم من أن اضطرابات الأكل أكثر انتشارًا خلال سنوات المراهقة، إلا أنها ليست مجرد مرحلة. إن تجاهل علامات اضطرابات الأكل أو توقع الشفاء التلقائي هو أمر خاطىء. بدلًا من ذلك، يجب عليك بذل جهد واعي لطلب المساعدة قبل أن يتسبب الاضطراب في مشاكل صحية خطيرة.
4-تناول الطعام الصحي هو العلاج
يعد الوصول إلى وزن صحي وتطوير سلوكيات صحية فيما يتعلق بالغذاء جزءًا أساسيًا من عملية التعافي. ومع ذلك، يجب على المريض أيضًا تغذية صحته العقلية والتركيز على التعافي نفسيًا وجسديًا.
5- يعاني النحيفون فقط من اضطرابات الأكل
تؤثر اضطرابات الأكل على الأشخاص من جميع الأعمار والأجناس والأحجام. خلافًا للاعتقاد السائد، فإن اضطرابات الأكل لا تقتصر على الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن. يدور هذا المرض العقلي حول تشويه الإدراك الذاتي ويتضمن أفكارًا متطفلة حول وزن الجسم، لذلك يمكن أن يؤثر على مجموعة واسعة من الأفراد.
اضطرابات الأكل حالات خطيرة وربما تهدد الحياة. إن تجاهلها باعتبارها "مرحلة" أو "صرخة لجذب الانتباه" ليس خطأ فحسب، بل إنه أمر خطير.