إنّ فوائد الاستحمام بالماء البارد كثيرة، ولذا، يلجأ الكثيرون إلى القيام بهذه العادة، رغم أنّ الغالبيّة تفضّل المياه الساخنة نظرًا للدور الكبير الذي تؤدّيه ببعث الجسم على الاسترخاء. ولكن، لطالما اعتُبِرَ غمر الماء بالمياه المتدنيّة الحرارة، من الطقوس العلاجيّة القديمة، وما زال حتّى اليوم مُعتَمدًا في اتّجاهات العافية الجديدة، إذ تكون الخدمات المبنيّة عليه متوافِرة لدى الكثير من المنتجعات الصحيّة. فما هي فوائد ذلك؟
فوائد الاستحمام بالماء البارد
عندما يتعرّض جسم الإنسان للمياه الباردة، يستجيب لذلك من خلال تفاعلات بيولوجيّة تفعّل آليات الجسم الفيسيولوجيّة المُصَمّمة للتكيّف، مؤديّة بذلك إلى فوائد صحيّة عدّة، من بينها:
تحسين الدورة الدمويّة
عندما يتعرّض الجسم للمياه الباردة، تضيق الأوعية الدمويّة بهدف الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسيّة، والتي تتوسّع من جديد بمجرّد أن ترتفع حرارة الجسم، الأمر الذي يساعد بتحسين الدورة الدمويّة مع استمرار الاستحمام بالمياه الباردة. ونتيجة لذلك، يتنظّم ضغط الدم ويتحسّن تدفّقه، فتقلّ مخاطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين.
تعزيز نشاط الجسم
بسبب تنشيط استجابة الجسم للتوتّر عندما يتعرّض للمياه الباردة، يُطلق الأدرينالين ويزداد معدّل ضربات القلب، الأمر الذي يمنحك شعورًا بالطاقة والنشاط ويعزّز اليقظة لديك. كذلك، يحفّز هذا الأمر إفراز هرمون السعادة المعروف باسم الإندروفين، ما يساعد بتصفية الذهن والشعور بالطاقة وتعزيز الإنتاجيّة.
تحسين القدرة على التحمّل
لأنّ تعرّض الجسم للمياه الباردة يحفّز إطلاق الناقليْن العصبيّيْن المرتبطيْن بتنظيم المزاج وتخفيف التوتّر، وهما الإندروفين والدوبامين، تصبحين قادرة على تحمّل الضغوطات ومصادر التوتّر. فمع التزامك الاستحمام بها، تصبحين معتادة أكثر على الانزعاج، فيقلّ شعورك بعوارض القلق والاكتئاب.
زيادة معدّل الأيض
ينشّط تعرّض الجسم للبرد النسيج الدهنيّ البنيّ، وهو نوع من الدهون يولّد الحرارة عبر حرق السعرات الحراريّة، عكس تلك البيضاء التي تخزّن الطاقة. هذه العمليّة تزيد معدّل الأيض، وتُعرَف باسم توليد الحرارة المُستحث بالبرد، وتُساعد الجسم على الحفاظ على دفئه، مع إمكانية المُساعدة في إدارة الوزن عن طريق زيادة حرق السعرات الحراريّة.
تقوية الجهاز المناعيّ
يحفّز تعرّض الجسم للبرد إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تساعد على مكافحة العدوى ومسبّبات الأمراض، وينشّط أيضًا الجهاز العصبيّ الوديّ، الذي يرفع مستويات النورإبينفرين الذي ينشّط مختلف الخلايا المناعيّة، بما في ذلك تلك الليمفاويّة، وغيرها من الخلايا المسؤولة عن التعرّف على مسبّبات الأمراض ومحاربتها.