يعتقد الكثير من الناس أن الوجبات الصحية تفي بالتغيرات التي يرغبون بإحداثها لأجسامهم والتي بنظرهم تنحصر بخفض أو زيادة وزن الشخص، لكن يكشف تحليل شامل للحمية المتوسطية أن الصحة النفسية تعتمد بشكل مباشر على نوع الوجبات التي يستهلكها الشخص!
فالوجبات الغنية والمُكوّنة من الخضروات والأسماك والفواكه والمكسرات وزيت الزيتون وغيرها، تلعب دوراً محورياً في خفض الاكتئاب على عكس المعتقد الاجتماعي. وخلافا للأغذية الجاهزة والوجبات السريعة، فإن الأطعمة الكاملة والغير مُصنّعة تقلل بشكل فعّال من خطر الإصابة بالاكتئاب، لأنها غالباً ما تكون طبيعية ولا تحتوي على أي مواد مضافة.
وكشفت الدراسات التي تم القيام بها في السنوات القليلة الماضية معلومات قيّمة حول العلاقة بين الصحة والنظام الغذائي وكيف يؤثر كل منهما على الآخر.
وفقا لكارولين دين، المديرة الطبية في جمعية المغنيسيوم الغذائية (NMA)، فإن المغذيات بما في ذلك المغنيسيوم، والأحماض الدهنية الأساسية، والفيتامينات ( B12 و (B6 تحفز تشكيل الناقلات العصبية.
قد يبدو الأمر عند النظر بشكل سطحي للموضوع، على أن هذه الناقلات العصبية هي ناقلات كيميائية تنقل إشارات بين أعصاب الدماغ، لكن عند تحليل الوضع، فالاكتئاب ينشأ من حين لآخر عند انخفاض مستويات هذه المواد في الدماغ، وهكذا يبقى من الواضح أن الوجبات التي تحتوي على مغذيات مثل المغنيسيوم تسرع من إنتاج الناقلات العصبية، وتثبط بدورها سيناريوهات الاكتئاب.
كيف يمكن لهذه الأغذية الغنية تحسين صحتك العقليّة؟
استطاع المستشارون الغذائيون أن يثبتوا أن الأشخاص الذين يتغذون على وجبات ذات نوعية رديئة لا يعانون من أعراض الاكتئاب فحسب، بل من المحتمل أيضاً أن يعانون من السمنة.
يقول الخبراء: "الناس الذين يكملون وجباتهم مع الفواكه والأسماك والحبوب هم أقل عرضة للاكتئاب. هذه الوجبات تلبي تلك الفئة من الاحتياجات الغذائية للجسم والتي يطلق عليها بشكل شعبي اسم الأغذية الخارقة أو الغنيّة أو السوبرفود!. تؤثر المواد الغذائية المختلفة بشكل إيجابي على الصحة العقلية والنفسية من خلال المغذيات والإنزيمات ومضادات الأكسدة الموجودة فيها، وهذه الأطعمة تشمل الكينوا، بذور الشيا، بذور الكتان، وكذلك الأرز البني المُنبّت».
نقدم لك دليلاً تفصيلياً حول كيفية تحسين هذه الأطعمة للصحة العقلية والنفسيّة!
الكينوا
في المقام الأول، الكينوا غنية بالحديد والمواد الغذائية الأساسية الأخرى! وكما تعلّم معظمنا في البيولوجيا الأساسية، فإن الحديد عادة ما يكون الأساس لتشكيل الهيموجلوبين ونقل الأكسجين إلى الخلايا المختلفة. غالباً ما يأخذ الدماغ 20% من إجمالي الأكسجين في الدم ليقوم بأداء وظائفه.
ومن الفوائد الأخرى التي يقدمها حديد الكينوا هي تصنيع الناقلات العصبية، التي تقوم بالدور الرئيسي لتوازن كيميائية الدماغ! تكون مستويات الريبوفلافين (B2) في الكينوا مرتفعة نسبياً وفقاً للتحاليل الطبية، حيث يعتبر الريبوفلافين مكوّن ضروري في عملية تعزيز التمثيل الغذائي للطاقة داخل خلايا الدماغ.
بذور الشيا
تستطيع ملعقة صغيرة من بذور الشيا يومياً مساعدتك على مكافحة الاكتئاب. فهي غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم ودهون أوميغا 3. وقد كشفت الدراسات العلمية باستمرار أن المستويات المنخفضة من دهون أوميغا 3 في الجسم قد تسبب مجموعة من الاضطرابات العاطفية والعقلية. هذه الدهون ضرورية في مصارعة المزاج والاكتئاب. لذلك فإن الاستخدام المتواصل لبذور الشيا سيحسن أداء دماغك.
بذور الكتان
بذور الكتان هي ما يعادل بذور دوار الشمس إلى حد ما في الطريقة التي يمكن استخراج الزيت منها. زيت بذور الكتان غني بالعناصر الغذائية مثل دهون الأوميغا 3، وتتميز بذور الكتان بالعديد من الفوائد من أهمها المحافظة على صحة القلب وتعزيز البشرة.
الأرز البنّي المُنبّت
هو الأرز الذي ينتج بعد إزالة الطبقة الخارجية من الأرز البني! ويعتبر من الحبوب التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية المهمّة مثل كميّات عالية من الأحماض الأمينية جاما أمينو (GABA) بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الأرز غني أيضاً بالأنزيمات ومضادات الأكسدة. ويعتبر الأرز البنّي المُنبّت هو الخيار المفضل في تعزيز نشاط الدماغ وذلك نتيجة طريقة تكوينه المميزة!. هنالك العديد من النتائج العلمية الموثوقة تكشف أيضا أن الـ GABA جنباً إلى جنب مع عناصر محدد من مضادات الأكسدة يقومان بمحاربة الاكتئاب بشكل فعّال!
النتيجة!
نظامك الغذائي قادر على تغيير الوظائف المعرفية لدماغك!
وبناء عليه، سيبقى أداء الدماغ دليلاً على نوع الأطعمة التي يستهلكها بمرور الوقت. ومع ذلك، فإن التناول المنتظم لأي من أو جميع الأغذية المذكورة أعلاه سوف يحسن من نشاط الدماغ تدريجياً! وأخيراً، حاول قدر الإمكان الابتعاد عن الوجبات السريعة والأغذية المرُكبّة والمُصنّعة لتحافظ على نشاط عقلي طبيعي وسليم!