وفارس الأحلام، أيش وضعه؟

تعالي عزيزتي لنلعب لعبة "الخيال والواقع" وساعديني، لنبدأ، في وصف فارس الأحلام كما تمليه علينا مخيّلتنا النابضة بالحياة:

هو أمير، على وشك أن يرث العرش عن أبيه الملك. يلبس ثياب العصور الملكيّة في القرن السابع عشر. شعره مموّج ولا تتحرك خصلة منه حتّى ولو ركب الخيل لمدّة أسبوع كامل. أسنانه بيضاء ناصعة ويبتسم على الدوام. عيناه خضراوان! يمتطي حصاناً في الغالب أبيض اللون جميل! لا تلتقين به إلا في الغابات المسحورة، وأنت تقطفين الأزهار في ثياب عادية وعلى خدّيك القليل من التراب... يقع في غرامك فوراً وفي اليوم الثاني تنتقلين إلى القصر ولا أحد يعلم ماذا يحدث بعد هذا اليوم إلا أنكما عشتما "أحلى عيشة"!

حسناً لنستيقظ الآن ونعود إلى الواقع. ففارس الأحلام واقعيّاً، يمكن أن يكون أسمراً، بعينين عسليّتين. لم يركب الخيل في حياته، يفضّل القميص القطنيّة البيضاء والشورت، تعرفت عليه في الجامعة إذ ارتاد صفّ العلوم الإنسانيّة معك. دعيتيه أنت إلى الغذاء. تناغمتما فقرّرتما أن تنتقلا إلى مرحلة جدّية في علاقتكما، تزوّجتما، أنجبتما الأولاد، ولكنّكما بعد عشر سنين تطلّقتما إذ اكتشفتما أن ما جمعكما في أوّل علاقتكما لم يعد كافياً لكما للإستمرار!

الحلم ضروري لأنه ينعش المخيّلة، يكسر الروتين ويجدّد الأمل في الأفضل. ولكنّ الواقع أيضاً حاضر، لا مجال للتهرّب منه وإلا عانيت عدم التوازن والإحباط. أمّا الأمثل فهو أن يكون حلمك وواقعك واحداً. عندها ستختبرين الكمال فيما يناسب جوهرك لتعيشي سعيدة!

دلال حرب.  

المزيد
back to top button