منذ القدم وحتى أيامنا هذه، يحاول العلماء دوماً العثور على السبب الرئيسي لظهور السرطان في الجسم. وقد تم ربط تطور العديد من أنواع الأمراض السرطانية بخيارات نمط الحياة غير الصحية، مثل التدخين، وشرب الكحول بشكل مفرط، والتوتر وقلة النشاط البدني.
والرابط، الذي غالبًا ما يتم تجاهله، هو الرابط بين التوتر والسرطان. فعندما تكون متوترًا، يمر جسمك بسلسلة من التغيّرات الفيزيولوجية التي تكون مؤقتة في العادة. بمجرد أن تمر حالة التوتر، يعود كل شيء إلى طبيعته. ومع ذلك، فإن التعرض للضغط والتوتر لفترة طويلة يمكن أن يسبب تغيرات دائمة في جسمك، مما يزيد من مخاطر إصابتك بالسرطان. إذاً، فهناك دائماً ارتباط بين صحتك العاطفية والجسدية.
هل يمكن أن يطوّر التوتر مرض السرطان؟
هناك القليل من الأدلة التي تؤكد أن التوتر يمكن أن يتسبب بشكل مباشر في تطور السرطان. لكن من الشائع أن الناس يطورون عادات غير صحية كآليات للتكيف عند الضغط عليهم. فيستخدمون أحيانًا عادات مثل التدخين، أو الأكل بنهم، أو شرب الكحوليات بشكل مفرط للتغلب على التوتر: هذه العادات هي التي تساعد في تطور مرض السرطان.
التوتر يضعف جهاز المناعة
قد يؤدي التعايش مع التوتر المزمن لفترة طويلة إلى إضعاف جهاز المناعة لدى الإنسان. يتمثل دور جهاز المناعة في حماية الجسم من الأمراض والالتهابات. لذا فإذا كان جهاز المناعة ضعيفاً فهذا يعني أن الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
في دراسة عن تأثير التوتر في مكان العمل على الرجال المصابين بسرطان البروستات، خلص الباحثون إلى أن هناك صلة بين التعرض للتوتر المطول في مكان العمل وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات قبل سن 65.
وتظهر أبحاث أخرى أن التوتر قد يعمل أيضًا على تطوير السرطان لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض، خاصةً المصابين بسرطان الثدي أو المبيض أو سرطان القولون والمستقيم. عندما يتوتر الجسم، فإنه يزيد من إنتاج الهرمونات مثل النوربينفرين. يُعتقد أن هذه الهرمونات تحفّز نمو الخلايا السرطانية.
التعامل مع التوتر
إن إيجاد طرق صحية للتعامل مع التوتر أو التخلص من التوتر يضمن صحة الجسم وجهاز المناعة. إليك بعض النصائح الفعالة للتعامل مع التوتر:
1- ممارسة اليوغا والتأمل
تظهر بعض الأبحاث أن اليوغا والتأمل يمكن أن يساعدا في التغلب على التوتر. كبداية، يمكنك متابعة مقاطع فيديو اليوغا والتأمل الموجهة على الإنترنت .
2- التحدث إلى معالج نفسي
في كثير من الأحيان، يكون مصدر توتر الناس عاطفيًا وشخصيًا. في مثل هذه الحالة، يصبح التخلص من مسببات التوتر أكثر تعقيدًا. يمكن أن يساعد التحدث إلى معالج نفسي في إيجاد الوسائل اللازمة لإدارة التوتر.
3- الحصول على قسط كافٍ من النوم
يمكن أن يكون الشعور بالتوتر وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم حلقة مفرغة. أنت متوترة، لذلك تجدين صعوبة في النوم؛ ولأنك تواجهين صعوبة في النوم، تظلين متوترة. حددي موعدًا مجدّوَلاً للنوم. يؤثر التوتر على جسمك وجهاز المناعة. الحصول على قسط كافٍ من النوم يمنح جسمك أيضًا وقتًا للشفاء.