هل تنجح علاقات الحبّ بالرغم من المسافات البعيدة؟

يقول البعض: "بعيدٌ عن العين، بعيدٌ عن القلب"، فيما يظنّ البعض الآخر: "بعيدٌ عن العين، قريبٌ من الفكر". كلاهما على حقّ وكلاهما على خطأ لأنّ القرب الدائم يُطفئ شعلة الحب تماماً كالبعد الطويل. إجمالاً، تعتمد المسألة برمّتها على الاعتدال ولكن أيضاً على حالة كلّ ثنائي.

 

كثيراً ما نسمع بثنائي يفترق جسدياً، ولا سيما في البلاد العربية، إذ تبقى هي في الوطن ويذهب هو إلى بلد عربيّ آخر ليعمل لفترة معينة، غالباً ما تمتدّ وتطول من سنتين إلى أربع سنوات لا بل إلى 10 سنوات، حتى ينتهي الأمر بالمرأة أحياناً لأن تلحق به. لكن سرعان ما تعود مدفوعةً بحاجة الأولاد الماسّة إلى التعلّم في بلادهم.

 

 

كذلك من الرائج أن تولد بين أيّ شاب وشابة قصة حبٍّ يكملانها على الرغم من افتراقهما جسدياً لإكمال دراستهما أو للعيش في مدينتين مختلفتين أو حتى في بلدين مختلفين. كذلك نصادف حالات كثيرة يكون فيها المرء، رجلاً كان أو امرأة، في الخمسين من العمر ويشعر بالوحدة بعد حياة زوجية سابقة فيقيم علاقة مع شريك يسكن بعيداً ولا يلتقيان إلا من وقتٍ لآخر.

 

لكن ما هي ظروف هؤلاء الأشخاص الجنسية؟

 

بعد مرور فترة طويلة، من المحتمل أن يعاني الكثير من هؤلاء الرجال ضعفاً في أدائهم الجنسي. وهذا الواقع لا يبرز في بداية العلاقة عن بعد بل بعد سنتين أو ثلاث سنوات من الحياة الجنسية المتقطّعة. حين يعود هو من السفر تتملّكه رغبة جامحة وجنونية تجاهها والأمر نفسه بالنسبة إليها. لكنّ المشكلة تطرأ على الفور! إنّ عضوه لم يعد يلبّي النداء فلا يفهم ما الذي يجري ولا هي تفهم بدورها. ثمّ تسوء الحال إذا راحت تظنّ أنّه لم يعد يشتهيها.

 

 

أمّا السيناريو الأفظع فهو حين تتبادر إلى ذهنها فكرة أنّه كان يخونها طيلة تلك الفترة. لتبرير هذه التجربة الفاشلة، يلقي الحبيبان اللّوم على التعب من السفر والإرهاق آملَين الاستمتاع بالتجربة اللاّحقة، التي تكون، لسوء الحظ، فاشلة بدورها على غرار المحاولة الأولى. هكذا تبقى الحال في المرة الثالثة والرابعة والخامسة... ما يحوّل اللّقاء المنتظر إلى خيبة أمل مرّة للزوج ودليل خيانة للزوجة. فتقع الكارثة الحقيقية لأنّ الزوجين ليسا مطّلعين على الأضرار التي تطرأ على الحياة الجنسية جراء الانفصال الجسدي الطويل الأمد.

 

في ما يتعلّق بالرجل، وبعد تخفيفه من نسبة تواتر علاقاته الجنسية بسبب البعد عن الشريكة، تتأثّر مطاطية الأوعية الدموية المسؤولة عن عملية الانتصاب عنده (إقرأي الفقرة الإضافيّة أدناه). لكنّ مرونة الأوعية ليست السبب الوحيد فهناك مشكلة مرتبطة بما نسمّيه "وضعية المرة الأولى". في أول علاقة جنسية يختبرها الرجل، من المحتمل أن يتزعزع الانتصاب عنده بفعل الإرهاق والخوف من المجهول والحياء المتزايد. بالطريقة ذاتها، قد يفشل الانتصاب عند الرجل بعد غياب طويل عن زوجته وكأنّه يمارس الفعل الجنسي للمرة الأولى.

 

 

 

المزيد
back to top button