غريزة الأمومة عطاء رباني موجود عند كل أنثى، ذلك الشعور الذي يولد في نفس كل فتاة صغيرة ويكبر معها الحلم حتى تصبح فتاة يافعة لتختار الزواج من أجل الحب والاستقرار وبدافع تكوين الأسرة المتكاملة، فهل من الممكن أن تتنازل الفتاة عن حلم الأمومة بدافع الحب؟ ومن هي المرأة التي من الممكن أن تتزوج برجل عقيم؟

 

اختارت ندى جواد (42 سنة) العيش مع رجل عقيم لعدة أسباب، تشرحها قائلة: " سبق وأن تزوجت برجل وعشت معه قرابة الـ 12 عاماً وانجبت منه ثلاثة أطفال، ولكن شاءت الأقدار أن يتوفاه الله مبكراً، وعندها قررت تربية أبنائي بمفردي، وكانت فكرة الإرتباط بعيده عن تفكيري، إلى أن لتقيت بزوجي الذي أحببته من كل جوارحي، وصارحني بأنه رجل عقيم وسبق له بالزواج من قبل ولكنه انفصل عن زوجته كونه لا ينجب. لم أفكر كثيراً ووافقت على طلب زواجه لأني وجدت فيه الزوج والحبيب والأب البديل لأولادي".

وكذلك هو الأمر بالنسبة لسميرة يعقوب (58 سنة) التي تزوجت بمن أحبته، وبعد زواجها بسنوات اكتشفت أن زوجها عقيم، وتقول: " لم يكن زوجي يعلم بعلته، إلا بعد زواجنا بعامين، حيث خضعنا للفحوصات الطبية، وتبين بأن زوجي عقيم، وخضع لعلاجات ولكن دون جدوى، ولكن وبالرغم من شعوري الدفئ بالأمومة، إلا أنني اخترت مواصلة حياتي معه، لأنني بإختصار أحببته ووجدت فيه الحبيب والزوج والصديق".. وتسرد كلامها قائلة: " عرض علي زوجي فكرة تبني طفلة، ولكني رفضت الفكرة لأني مقتنعه بقضاء الله وقدره، ولله الحمد حياتنا الزوجية على وفاق وإنسجام كبيرين، وفي كل عيد زواج يتجدد حبنا ووصال قربنا من بعض، وأشعر دائماً وأنا بقربة بأني فتاة صغيرة مدللة".

 

- مرفوضة قطعاً

نجود إبراهيم (19 سنة) عازبة، ترفض فكرة الزواج برجل عقيم، وتقول: " طبيعتي كفتاة أهوى شعور الأمومة، ولدي حلم صغير في تكوين أسرة مكونة من أربعة أطفال، وبالنسبة لي فالأمر مستحيل، لاسيما وأني فتاة مازلت في مقتبل العمر، وحب الأطفال هو جزء مني وأرفض التنازل عنه".

وكذلك هو الأمر بالنسبة لعائشة محمد (22 سنة) عازبة، وتقول: " سؤال صعب الإجابة عنه بسهولة، لاسيما وأنه يعتمد على طبية العلاقة ودرجة الحب والإرتباط، فبالرغم من تطور الطب ووجود الوسائل البديلة، إلا أن الأمر أعتقد بأنه سيكون صعباً، لاسيما وأن الحياة الزوجية بعد فترة ستكون مملة دون وجود الأبناء".

 

ترى رهف عماد (32 سنة) عازبة، أن فكرة زواجها بشخص عقيم هي أشبه بالمستحيل، وتقول: " لا أعتقد أن فكرة الزواج بدون وجود أطفال ستكون مقبولة بالنسبة لي، ويقول الله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فإذا لم يكن هناك أبناء حتى في ظل وجود المال، أعتقد بأن الحياة ستكون مملة. وفي حال تزوجت واكتشف بأن زوجي عقيم بكل تأكيد سوف انفصل عنه دون تردد".

 

-موافقة ضمن شروط

قد توافق عفراء البادي (24 سنة) عازبة، على الزواج برجل عقيم ضمن شروط، توضحها قائلة: " أنا إنسانة أحب الصراحة، ففي حال تقدم لي رجل واعترف بأنه رجل عقيم ممكن أن أوافق عليه، في حال كان هناك حب وانسجام وألفه بيننا، وهذا لا يمنع أن نحتضن طفلاً في المستقبل، لنكسب فيه الأجر والثواب من الله". وتشاركها الرأي مروة عبدالله (29 سنة) عازبة، وتقول: " الأبناء هم سر السعادة وأحياناً التعاسة، وهذا يعني أن فكرة ارتباطي برجل عقيم ليست ببعيدة أو مرفوضة، الأهم في العلاقة الاحترام والحب، أما وجود الأطفال فثمة طرق بديلة ممكن أن تعوضنا عنها" .

 

تحقيق: رنا إبراهيم