يحمي من الأمراض ومن خطر الحمل غير المرغوب فيه. لكنه مزعج ويقطع الحماسة. حتى إنّه قد يتمزّق. فلننظر عن قرب إلى الواقي الجنسي ومشاكله.
"خلال لقاءاتنا، البداية تكون جيّدة. زوجي يكون نشيطاً، والتواصل في أحسن حال، إلى أن... إلى أن يضع ذاك الشيء الذي أصبح عدوّي: الواقي الذكري. عندئذ، أنتظر. يختلف كلّ شيء عن السابق. يتبخّر الاندفاع. ويُصاب الانتصاب بضربة... "لاتكس". والأحاسيس أيضاً، وخاصةً أحاسيسي. لم تعد هناك أيّ شاعريّة. مرحلة ميكانيكيّة مزعجة نستعجل لإنهائها".
نسمع شكاوى من هذا النوع بانتظام. والأمر صادر خاصةً عن أشخاصٍ اختبروا المرحلة الأولى من حياتهم الجنسيّة من دون وقاية، عندما لم تكن المخاوف من الأمراض المنقولة جنسياً موجودة. وفي عصر الحياة الجنسية الحديثة وهوس فيروس الآيدز، يصبح التأقلم صعباً.
عادة نمارسها معاً
بعد حقبة التحرّر الجنسي السعيدة، يُنظَر إلى الواقي على أنّه حاجز. باعتباره مسألة ذكوريّة، أصبح مرادفاً لانقطاعٍ مزعج وخاصةً لاقتحام جسمٍ غريب، أشبه بضجيج يكسر السكينة أو حتى بوجود شخصٍ ثالث، ومن شأنه أن يطفئ الشوق.
الجيل الذي بدأ حياته الجنسيّة مع الواقي لم يذق طعم هذا الفشل. فبالنسبة إليه، كلّ شيء طبيعي. دخل "اللاتكس" العلاقة، ولم يعد الرجل يختبئ لارتداء الواقي. أصبحت عادة الواقي جزءاً من اللقاء الغرامي، تمارس بين الرجل والمرأة، "كما يحصل عندما نلبِس العروس". هو وهي يهتمّان معاً بالأمر الذي أصبح أشبه باللهو، ولم يعد سرّاً أو حركة سريعة وخجولة.
حسب القياس
عادةً، يتراوح عرض الواقي الذكوري بين 51 و54 ملمتراً، وطوله بين 170 و185 ملمتراً. إذا كان الواقي صغيراً، تبرز المشكلة. يخنق الواقي العضو ويحصل التلاقي بصعوبة، وقد يؤدي ذلك إلى تمزّق الواقي. وإذا كان كبيراً، تكون المشكلة أكبر، وأكثر إزعاجاً. وتبدأ هذه المشاكل في الصيدلية. فمنصات العرض ليست تفسيريّة بما فيه الكفاية، وغالباً ما نحتاج إلى التوضيحات. فمع أنّ طلب القياس الأكبر ترافقه ابتسامة فخر ذكوريّة، غير أنّ طلب القياس الأصغر يمثّل دقيقة محرجة للرجل الذي يعيشها أمام الصيدلاني، أو غالباً أمام الصيدلانيّة، ووسط زبائن فضوليّين. استخدام قياس نموذجي عندما يكون العضو صغيراً يجعل الرجل يطوف في مكانٍ فارغ، ما يجعل الواقي يتفلّت.
مشاكل "اللاتكس"
مشكلة أخرى: الحساسيّة لـ"اللاتكس". يمكن للمرأة أن تعاني من هذه المشكلة كما الرجل. احمرار، حكاك، ورم... الحلّ؟ الهروب من "اللاتكس"، واختيار واقٍ من "البولي أوريتان"، فقد اعتمدت عدّة "ماركات" هذه المادّة. ولكن أحياناً، تكون الحساسيّة ناتجة عن المواد اللزجة التي تغطي الواقي والتي تسهل الحركة. في هذه الحالة، يجب اللجوء إلى الأنواع المغطّاة بالطَلق. وغالباً ما يستخدم الثنائي في هذه الحالات مواد لزجة إضافية لتسهيل الحركة. هنا، ينبغي الحذر. فإلى جانب قابليّتها لتسبيب الحساسيّة، ينبغي عدم استخدام بعض هذه المواد مع "اللاتكس"، خاصة تلك المشتقّة من المواد النفطيّة، وبذلك تكون المواد المزيّتة لتسهيل الحركة، مثل "الفازلين"، قادرة على تذويبه. فينفتح الواقي ويتمزّق. إذا دعت الحاجة إلى إضافة المواد المسهّلة للحركة، يبنبغي استخدام منتج ذي أساس مائيّ.
أخيراً، دعونا نقل إنّه حتى إشعارٍ آخر، يبقى الواقي حاجة أساسيّة. فلنتعلّم دمجه في مقاربتنا للّقاء الغرامي، دون أن نحمّله كل أسباب فشلنا.
د. أنطوان ضاهر