يُعدّ الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، وهو حالة معقّدة تؤثر في المزاج، والطاقة، والنوم، والقدرة على أداء المهام اليومية. ورغم أن أسبابه متعدّدة، منها البيولوجية والنفسية والاجتماعية، فإن تطوّر أساليب التشخيص والعلاج جعله من الاضطرابات القابلة للتحكّم والعلاج. وتختلف طرق العلاج بحسب شدّة الأعراض والحالة الصحية العامة، وتشمل مزيجاً من التدخلات النفسية، السلوكية، وأحياناً الدوائية.
نستعرض معاً أبرز الطرق الطبية المعتمدة للتعامل مع الاكتئاب، بدءاً من العلاجات النفسية وانتهاءً بخيارات العلاج الدوائي.
العلاج النفسي
إذا كنت تعانين من أعراض اكتئاب خفيف إلى متوسّط، قد يكون العلاج النفسي خياراً فعالاً. كثيراً ما يُنصح ببدء العلاج النفسي قبل التفكير في أي تدخل دوائي، إلا إذا كانت الأعراض شديدة وتتطلب مقاربة متعدّدة الجوانب.
العلاج بالكلام
هو أحد أشهر أنواع العلاج النفسي، ويعتمد على التحدّث مع مختص في بيئة آمنة وداعمة. هذا النوع من العلاج يساعد في فهم أنماط التفكير والسلوك التي قد تسهم في تعزيز مشاعر الحزن وفقدان الاهتمام، ويتيح مساحة لفهم الذات بشكل أعمق.
العلاج المعرفي
يركّز هذا النوع من العلاج على التعرّف إلى الأفكار السلبية التي تكرّس مشاعر الاكتئاب والعمل على تغييرها. يمتد عادة لعدّة أسابيع إلى أشهر، ويهدف إلى تعزيز التفكير الإيجابي والتفاعل الأفضل مع المواقف الحياتية.
العلاج السلوكي
يركّز على تعديل السلوكيات التي قد تكون غير صحية أو مدمّرة. يهدف إلى استبدال هذه العادات بأنشطة تساعد على رفع مستوى الشعور بالرفاهية والانخراط في الحياة اليومية بشكل أكثر توازناً.
العلاج المعرفي السلوكي
يجمع بين الطريقتين المعرفية والسلوكية، ويعد من أكثر أنواع العلاج فعالية في حالات الاكتئاب. يساعد على فهم العلاقة بين الأفكار والسلوكيات والمشاعر، مما يمنح الشخص أدوات عملية لتحسين صحته النفسية.
ماذا عن العلاج الدوائي؟
في بعض الحالات، يكون سبب الاكتئاب مرتبطاً باختلالات كيميائية في الدماغ، وقد يكون من الضروري استخدام أدوية للمساعدة في تعديل هذه الاختلالات. لكن من المهم أن نعرف أن العلاج الدوائي ليس دائماً ضرورياً أو دائماً الحل الوحيد. اختيار العلاج المناسب يتم بناءً على تقييم شامل من قبل مختص، يأخذ بعين الاعتبار الأعراض، والتاريخ الصحي، والتفاعلات المحتملة مع أدوية أخرى، وغيرها من العوامل الفردية.