ما هي التأثيرات السلبية لشجار الوالدين أمام الأطفال؟

لا تخلو الأسر والعائلات من الشجارات العائلية الزوجية. وهي مشكلة خطيرة تؤثّر على جميع أفراد العائلة؟ وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الأطفال الذين يشهدون الشجارات المنزلية بين الأهل يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية. 
نعم، هناك خلافات في كل عائلة وبين كل زوج وزوجة ولا بأس أن يستمع الأطفال إلى بعضها ما دامت في الحدود السليمة، ولكنها إذا تصاعدت إلى معارك عنيفة، فيمكن أن تترك أثراً سيئاً على الأطفال.

 

إذن كيف يؤثر الشجار بين الأهل على الأطفال؟ فيما يلي بعض الآثار السلبية التي قد يعاني منها الأطفال.

 

- العدوان

 

قد تسبّب شجارات الوالدين امام الأطفال أضرار هائلة على نفسيتهم وتنمّي لديهم معتقد خاطىء أن المشاكل تحل بالجدال والقتال. ومن هذا المنطلق، يعتبر الأطفال أن الطريق الوحيد لحل المشاكل هو القتال ويحاولون حل مشكلاتهم أيضًاً بنفس الطريقة مع كل شخص يختلفون معه. تذكّري أ الأهل هم القدوة التي يتّبعها الأطفال وغالباً ما يقوم الطفل بتقليد تصرفات والديه والتي تصبح عادة فيما بعد. 
 

- الاضطراب العاطفي

 

تسبّب صراعات الآباء أمام الأطفال ضائقة عاطفية تؤدّي إلى عقد نفسية تصاحبهم طوال حياتهم وتأثّر على معاملتهم مع الآخرين سواء في علاقاتهم العاطفية، الاجتماعية أو العملية. يثير مشهد الشجار المتكرّر بين الوالدين مشاعر السلبية بين الأطفال تؤدّي إلى انعدام الأمن في نفوسهم وإلخوف ومشاكل نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب.

 

- فشل في العلاقات

 

يتعلم الأطفال كل شيء تقريبا ًمن والديهم. فبعد رؤية والديهم يقاتلون باستمرار، يتعلّموا الأمر نفسه ويمارسون مع الآخرين. نتيجة لذلك، يعاني هؤلاء الأطفال في المستقبل من علاقات فاشلة لا تدوم وغالباً ما ينتهي زواجهم بالطلاق أو الانفصال..في بعض الأحيان، قد يتجنّب بعضهم حتى اقامة أي نوع من أنواع العلاقات خوفاً من التعرض للاذى.

 

- مشاكل صحّية

 

إن رؤية الأهل يقاتلون مراراً وتكراراً قد يؤدّي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب والعجز. نتيجة لذلك، قد يتوقّف هؤلاء الأطفال عن الأكل أو على العكس، يفرطون في تناول الطعام بشراهة. يمكن أن يعاني هؤلاء الأطقال أيضاً من آلام في المعدو ومن الصداع، وقد يواجهون صعوبة في النوم ليلاً. تؤدّي جميع هذه العوامل إلى فقدان الوزن أو في بعض الحالات زيادة الوزن بسبب الإفراط في تناول الطعام. قد يعاني هؤلاء الأطفال أيضًا من العديد من مشاكل الصحّية أو العقلية أو مشاكل في سلوكياتهم في المدرسة وفي العمل.

 

- انعدام الثقة بالنفس

 

قد يشعرر هولاء الأطفال بالعار من تصرفات أهلهم أو بالذنب والعجز عن القيام بأي شيء لتحسين الأوضاع. يخاف الولد من استضافة اصدقائه كي لا يشهدوا المشاكل التي تحصل داخل منزله وبالتالي ينطوي على نفسه ويبتعد عن الآخرين. يؤثّر الشعور بالعار سلبًا على صحّة الطفل العقلية، ونتيجة لذلك، يخسر ثقته بنفسه وبالآخرين، وهو قد يفشل في علاقاته المستقبلية سواءً كانت شخصية أو مهنية.

 

- عدم القدرة على التركيز

 

 

تسيطر المشاكل المستمرة بين الأهل على عقل الطفل فيستمر في التفكير في الأمور طوال الوقت الأمر الذي يمنعه من التركيز على دراسته وقد تظهر عليه علامات الاضطرابات السلوكية وقد يبدأون بإلقاء اللوم على أنفسهم في الخلافات التي تحدث بين آبائهم وقد تظهر عليهم علامات الاكتئاب.

كما ذكرنا، من الطبيعي أن يختلف الأهل ولكن من الضروري السيطرة على حدّة الخلاف وعدم تخويف الأطفال. ينبغي للزوج والزوجة الامتناع عن القاء الشتائم والصراخ والتهديد. الأهل هم القدوة التي يقتاد بها الأطفال، لذلك عليهم أن يكونوا مثلهم الأعلى، وبدلاً الشجارات العنيفة، عليهم حل المشكلة بنضج وعن طريق الحوار. يعتبر شجار الزوجين أمام أطفالهما الضارة بالأطقالوالتي تؤثّر سلباً على مستقبلهم الأسري، الاجتماعي والمهني. 

المزيد
back to top button