كما قال فيرلان:
"ها هي الثمار، والورود، والجذوع، وها هو قلبي لا ينبض إلاّ لك." هل يمكن للمواد الطبيعيّة أن تثير حواسّنا الجنسيّة؟ إنّها مسألة ذوق...
منذ فجر الزمان والرجل كما شريكته يبحثان عن مواد عجائبيّة أو شراب سحريّ من شأنه أن يوقظ الرغبات الجنسيّة و/أو يحسّن الأداء الجنسيّ. وهكذا، رأت المواد المثيرة للشهوة الجنسيّة النور. إسمها في الفرنسيّة منشقّ من كلمة "أفروديت"، آلهة الجمال والحبّ في الميثولوجيا اليونانيّة. هذا هو الواقع، حتى ولو كان العلماء لا يؤمنون به. في العام 1982، عالجت إدارة الغذاء والأدوية 15 مادة غذائيّة تساعد في إثارة الرغبة الجنسيّة، ولكنّها لم تتوصّل إلى أيّ نتيجة إيجابيّة. من جهتهم، أعلن علماء النفس أن مفعول هذه المواد يحصل في الذهن وليس في الجسد. ولكن التجربة بيّنت أن بعض المواد أثبتت قدرتها على إيقاظ الرغبات الجنسيّة. لذلك، لا شيء يمنعنا من إكتشاف حديقة أفروديت وقطف بعض ثمار الحبّ.
الهليون يعزّز الرغبة الجنسية ويزيد الخصوبة
حضّري طبقاً
أطباق ثمار البحر تشتهر بقدرتها على إيقاظ الرغبة.غنيّة بالبروتينات والأملاح المعدنيّة وفقيرة بالدهون: إنّها الأفضل لأخذ الطاقة الضرورية من الطعام من دون الشعور بالثقل في المعدة... المحار مثلاً غنيّ بالزنك وهو معدن يحسّن قدرة الرجل على الإنجاب، وغدّة التذكير فيه ليست إلاّ مادة منويّة. أمّا الكافيار، فهو تذكرتك لبلوغ النشوة الغامرة!
لأطباق أكثر إقتصاديّة، الثمار والخضر موجودة على لائحتنا! يحتوي البصل على السلينيوم الذي يعزّز تكوين السائل المنوي، والثوم منشّط طبيعيّ يحسّن جريان الدمّ ويعزّز مناعة الجسم، وحتى الرغبة الجنسيّة. أمّا الكرفس فغنيّ بالفيتامينات والمواد الضروريّة ويحتوي على مادّة الأبيغينين التي توسّع العروق وتسهّل قذف المنيّ لدى الرجال. واعرفي أن اللفت يحتوي على مواد شبيهة جدّاً بالتستوستيرون التي تؤثر على الرغبة الجنسيّة أو الليبيدو لدى الرجال والنساء. وإذا كان الأفوكاتو مصدراً ممتازاً للفيتامين E الذي يحسّن الخصب لدى الرجال، فالموز غنيّ بالبوتاسيوم المعروف بمفعوله المسكّر. وتنتهي اللائحة بالرمّان الذي استعملته الآلهة أفروديت لتحضير شراب الحبّ...
يذكر أن هذه الثمار غير الممنوعة تحتوي أيضاً على جرعات صغيرة قلوانيّة ومواد من الأفيون تفسد الإدراك على مستوى الدماغ فتؤثر على الخيال الجنسيّ.
أضيفي النكهة إلى سريرك
لا تحتاج أطباقك إلاّ الى القليل من النكهة بفضل البهارات... الزنجبيل يوسّع العروق، والزعفران قلوانيّ، والخردل يعزّز نشاط الغدد الجنسيّة. أما ثمرة الونيليّة، فتولّد النشوة وتحارب الضعف الجنسيّ، كما أن رائحتها وحدها كفيلة بإيقاظ حواسنا. من بين بهارات الحبّ نذكر البهار، وإكليل الجبل، وخصوصا" القرفة، المكوّن الرئيس لشراب تريستان وإيزولت. ويبقى الكاكاو الفائز في هذه الفئة... بالفعل، إن الشوكولا هو المادة المثيرة للرغبة الجنسيّة التي اكتسبت الشهرة الأوسع عبر التاريخ بفضل غناها بالكاكاو الذي يعزّز الإسترخاء الوعائيّ.
الشوكولا والحبّ: قصّة تواطؤ تاريخيّ
قال عالم الكيمياء الفرنسيّ الكبير لويس لوميري عن الشوكولا: "ميزاته المنشّطة تثير شوق فينوس." والقصص لا تكذّب ذلك... ففي عصر الأزتيك، ذاع صيت الشوكولا على أنّه منشّط جنسيّ. كان يشرب الملك موتوكوزوما الثاني حولى 50 كأس شوكولا يوميّاً ليتمكّن من إشباع رغبات زوجاته الكثيرات. في العام 1528، تمّ تصدير الكاكاو إلى إسبانيا وتهافت البلاط الملكي على هذا المشروب الإستوائيّ. أصبح الشوكولا الشراب المفضّل لدى نساء طبقة النبلاء! حتى أنّه في العام 1624، منع أحد علماء اللاهوت إستهلاك هذا الشراب في الأديرة بحجّة أنّه يوقظ الشغف.
دخل الشوكولا إلى فرنسا في القرن السابع عشر بفضل آن النمساويّة التي نشأت في مدريد. سرعان ما تحوّل إلى شراب على الموضة في باريس قبل أن ينتشر في كلّ أوروبا ويصبح شراب الحبّ لدى فتيات الهوى. وكانت تقدّم مادام باري الشهيرة كأس شوكولا مزبد لعشّاقها. في مارسيليا، نظّم الماركيز دي صاد حفلاً ضخماً وزّع خلاله أقراص شوكولا على كلّ مدعوّيه. كما أن مدام بومبادور التي اعتبرها الملك لويس الخامس عشر باردة، راحت تتناول الشوكولا بانتظام لتحمية دمها. الاثباتات على أن الشوكولا يثير الرغبة الجنسيّة موجودة على نقوشات ألمانية تعود للقرنين السابع عشر والثامن عشر والتي تصوّر مشاهد أحبّاء يتذوّقون الشوكولا الساخن. وحتى اليوم، لا يزال الشوكولا أفضل هديّة نقدّمها لعشّاقنا...
وهناك مكوّنات أخرى تضطلع بدور منشّطات ومولّدات للنشوة. الكافيين والتيوبرومين مواد قلوانيّة قويّة، كما أنّ الفينيليتيلامين والسيروتونين مادّتان محاربتان للكآبة وتعزّزان نشاط النظام العصبي الأساس . أخيراً، يعتبر الشوكولا، موضع كلّ اشتهاء، مكافأة نمنحها لأنفسنا. هذا التصرّف الأنانيّ يفرز مادة شبيهة بالأفيون. أولا يكفي كلّ هذا لإعطاء الشوكولا شهرة عالميّة؟!
كريستال عويجان