ما هي أسباب العقم عند الذكور؟

إن قضية تعد دراسة معقدة يضاعف من صعوبتها العديد من الأساطير والمفاهيم الخاطئة حتى وقتنا هذا. فوفقًا لبحث أجرته اي في اي، قادة العالم في حل مشاكل العقم والخصوبة والمساعدة على الإنجاب، تضاعفت مؤخراً عدد حالات العقم عند الذكور خلال ما يزيد عن عقد من الزمان. ففي ظل ارتفاع عدد حالات العقم عند الذكور في جميع أنحاء العالم، ألقت عيادة اي في اي ميدل ايست للخصوبة الضوء على الأسباب الأكثر شيوعًا التي تؤثر على خصوبة الذكور والتي توضح أثر حركة الحيوانات المنوية وكميتها وجودتها في العقم.

 

وقالت الدكتورة لورا ميلادو، أخصائية التلقيح الصناعي في عيادة اي في اي ميدل ايست للخصوبة، أبوظبي: "إن صعوبة الحمل الطبيعي يمكن أن تُعزى أيضًا إلى العقم عند الذكور. ووفقاً لدراسة أجرتها اي في اي وجد أنه ما يقرب من 40% من جميع حالات العقم ترتبط بالعقم عند الذكور، وداخل تلك المجموعة 90% من هذه الحالات يرجع سبب العقم إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية".

 

 

وأضحت الدكتورة ميلادو: "ترتبط خصوبة الذكور بشكل عام بكمية ونوعية الحيوانات المنوية. وفي حالة الأزواج الذين يعانون من كمية منخفضة من الحيوانات المنوية أو جودة منخفضة للحيوانات المنوية، ففي مثل هذه الحالات يكون الحمل الطبيعي عملية صعبة الحدوث، كما أن بطء حركة الحيوانات المنوية تعد مشكلة أساسية أيضا تعيق حدوث الحمل الطبيعي، حيث يصبح من الصعب على الحيوانات المنوية السباحة إلى البويضة، وعندما يتعلق الأمر بالعقم عند الذكور، من الصعب تحديد سبب محدد، حيث تتحكم العديد من العوامل المادية والوراثية والهرمونية حتى العوامل البيئية قد تكون سبباً مؤثراً في حدوث العقم، لهذا فنحن بحاجة إلى مواصلة دراساتنا حول الظاهرة المتنامية للتعمق في القضية وإيجاد نتائج قاطعة وحلول نافعة".

 

 

ويتفق خبراء الخصوبة على أنه السبب وراء انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو بطء حركتها غير محدد، فبعض المحتملة قد تكون عدم التوازن الهرموني أو المشكلة الوراثية، أو مشاكل الخصيتين، أو العيوب التي تؤثر على الأنابيب التي تنقل الحيوانات المنوية، أو التهابات الأعضاء التناسلية مثل الكلاميديا ​​أو السيلان، أو التهاب البروستاتا أو دوالي الخصية (توسع أوردة الخصية) أو إجراء جراحة سابقة للخصيتين أو إصلاح الفتق، كما أن بعض أنواع الأدوية مثل المنشطات والمضادات الحيوية وعلاجات السرطان قد يكون لها تأثير على إصابة الذكور بالعقم.

 

وتعد العوامل البيئية مثل التعرض للمعادن الثقيلة أو المواد الكيميائية الصناعية والتعرض للأشعة السينية أو التعرض للإشعاع يمكن أن تلحق الضرر أيضًا بكمية ونوعية الحيوانات المنوية. كما أن ارتفاع درجة الحرارة بسبب الجلوس لفترات طويلة، كالقيادة أو العمل على جهاز كمبيوتر محمول لساعات طويلة، يمكن أن يكون له أيضًا تأثير ضار على الحيوانات المنوية.

 

 

ومازال الباحثون يدرسون تأثير نمط الحياة غير الصحي والتعرض الطويل للتلوث على جودة الحيوانات المنوية. ومع ذلك ينصح خبراء الخصوبة الأزواج عادة بتبني أسلوب حياة صحي، بما في ذلك الامتناع عن التدخين لزيادة فرصهم في الحمل.

واختتمت الدكتورة ميلادو حديثها قائلة: "لا يزال الطب الإنجابي لا يتمتع بمعالجة طبية مرضية لمشكلة انخفاض عدد الحيوانات المنوية إلا في حالات التشوهات الهرمونية، وفي هذه الحالة يمكن للمريض تناول بعض الأدوية. ولايزال مفهوم الحمل الطبيعي ناجحًا على الرغم من انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية ولكن معظم الوقت تظهر الحاجة إلى اللجوء إلى أحد أشكال تقنيات المساعدة على الإنجاب، ونظرًا لأن العقم يمثل مشكلة قد تكون مرتبطة بأيٍ من الشريكين، يجب على كل من الزوج والزوجة زيارة أطباء الخصوبة للتشاور والبحث في حالة وجود صعوبة في الحمل بشكل طبيعي".

المزيد
back to top button