لا تدعي الخوف يدمّر علاقتك

لا تدع الخوف يدمّر علاقتك بالحبيب!!! لماذا نحن نعاني مع شركائنا؟ أنا لا أشير إلى المشاكل الصغيرة التي يمكن حلًها بسرعة معقولة والوصول إلى حل توفيقي. إنني أتحدث عن المعارك التي تهبّ مثل الإعصار في يوم سلمي وتتركنا محطّمين ومرهقين ونتساءل، ماذا حدث للتّو؟

 

هذه المعارك المستهلكة والمجنونة تتغذى بشكل عام من المخاوف المعلنة وغير المعلنة، لأن معظمنا لا يحب الشعور بالخوف، نمضي سنوات من عمرنا في تطوير استراتيجيات لمحاولة السيطرة على مخاوفنا من خلال القضاء على هذه المخاوف أو تجنّبها. المشكلة هي: الخوف!!! الخوف من رحيل الشريك، الخوف من الوحدة، الخوف من الفشل، الخوف من تحمّل المسؤولية إلخ... 

 

في الكثير من الأحيان في الزواج أو في أي علاقة، نرضخ بسبب خوفنا من النتائج ظنّاً أنها أكبر من قدرتنا على التحمّل. الخوف هو عدو صاحبه،.. فالخوف لا يرحم.

 

قد تخافين من المشكل نفسه الذي سوف يأخذك إلى دراما مظلمة وكارثة، فتصابين بالذعر والرعب! لا يمكنك تجاهل الخوف لفترة طويلة. على سبيل المثال، ربما تخافين من العزلة والوحدة، فتجبرين نفسك على تحمّل أمور مزعجة ومؤلمة خوفاّ من هجر الحبيب... للأسف، في نهاية المطاف، الزوج الظالم سيغادر . 

 

نعم، العلاقات تحتاج إلى بعض العمل من كلا الطرفين، لذلك يجب معالجة القضايا الشائكة بأسلوب "الأخذ والعطاء" باستمرار.

 

قد يدفعك الخوف في بعض الأحيان إلى الهجوم، فيهرب الزوج في هذه الحالة من أي مناقشة، مما يؤكد مخاوفك أنه هو الشرير. هذا بالطبع خطأ كبير لأنك تستخدمين أسلوب الهجوم للدفاع عن نفسك. وهنا تنقلب الأدوار، وتصبحين الشريرة التي يقودها الخوف. وهو يرى الآن أنك المرأة المتطلبة و الغير راضية.

 

كيف نتعامل مع الخوف في العلاقة؟

 

هناك طرق متعدّدة للتعامل مع الخوف:

 

1. ما هي أسباب خوفك الرئيسية؟ الخوف من الانهيار، الخوف من الرفض، الخوف من عدم الفهم، الخوف من الحكم، الخوف من الوحدة، الخوف من الخسارة، الخوف من التغيير، الخوف من الشيخوخة، الخوف من الملل، والخوف من انعدام السيطرة، والخوف من الفشل، والخوف من العجز.

 

2. أخبري شريكك أن لديك بعض المخاوف وشاركيه تلك المخاوف بدلاً من إلقاء اللوم عليه.

 

3. استمعي إلى مخاوف شريكك ولا تحاولي التقليل منها. من الممكن أن تكون مخاوفه سبب مخاوفك. على سبيل المثال، إذا كان شريكك يخاف من الملل، قد تخافين من حكمه عليكك بأنك غير مثيرة للاهتمام وتشعرين بخوف عميق من الرفض. من المهم جدّاً السماح لشريك حياتك من معرفة حقيقة شعورك.

 

5. التركيز على الخوف، على سبيل المثال، لا تدعي "أشعر بالخوف من فقدان السيطرة على أموالنا" تتحول إلى "لماذا لا يمكنك التوقف عن إنفاق المال على الغولف؟" ضعي خطة لمناقشة قضايا العلاقة العملية في وقت آخر، بعد حل المشاكل المادية.

 

6. استيعاب المخاوف، اعترفي بأن محادثات "الخوف" هذه سوف تحدث بانتظام طوال فترة العلاقة، ولكن أبقي كل نقاش ضمن مهلة زمنية معقولة، مثل 10 إلى 20 دقيقة. يجب دعم بعضكما البعض للتمكّن من المضي قدماً والتمتّع بالحياة. لا تدعي الخوف يسيطر على حاضرك ومستقبلك. 

 

الخوف يتعارض مع سعادتنا الحالية لذا ننصحك بمواحهته ودفعه بعيداً. يمكن انتصار الحب على القدرة المدمرة للخوف وإحياء العلاقة بدل قتلها. هذا لا يعني أن الحب والقبول يحوّل الخوف إلى قوس قزح وفراشات. حتى داخل أحضان الحب، الخوف لا يزال حائم، مؤلم، ومزعج للغاية. ولكن عندما يصبح الخوف "مواطنا" مقبولا في العلاقة، فإنه يصبح العدو.

 

المزيد
back to top button