نمر في رحلتنا في الحياة بالعديد من العلاقات الفريدة، سواء كان ذلك مع الأصدقاء أو الشركاء أو أفراد الأسرة أو زملاء العمل. على الرغم من أن ديناميكيات العلاقات تحيط بنا، إلا أنه ليس من المعتاد أن نفكر ولو للحظة في صحة كل فرد على حدة. من المهم مراقبة علاقاتك بموضوعية وتحديد ما إذا كان هناك أي تغيير ضروري يجب عليك القيام به، لأنها يمكن أن تؤثر هذه العلاقة بشكل مباشر على صحتك العقلية.
في ما يلي بعض الطرق لتحديد العلاقة السامة وماذا كيفية التعامل معها بطريقة صحية.
السلبية المستمرة
تمر جميع العلاقات بفترات مختلفة، منها ممتعة وأخرى صعبة ومنهكة، ولكن إذا كنت تواجهين الكثير من التقلبات، فقد حان الوقت لفهم طبيعة هذه العلاقة. إذا كانت علاقتك مليئة بالنقد المستمر، أو مشاعر عدم الجدارة، أو عدم الاحترام، فهي سامة. العلاقة الإيجابية لا يمكن أن تخرج من السلبية المستمرة. يمكن أن يكون الانتقاد المستمر أو التحكم سامّا لأنه يعيق استقلاليتك الشخصية. بشكل خفي، يمكن أن تُمارس هذه السلوكيات تحت ستار الاهتمام بالشخص الآخر، ولكن في الواقع، يجب أن تعزز العلاقة الصحية استقلال كل شخص. يعمل الشريك في العلاقة السامة تحت غطاء النية الصافية، لكنهم في الواقع يتلاعبون بك لتشعري بالذنب أو الأسف تجاههم.
الاستنزاف
في نهاية المطاف، إحدى أفضل الطرق لمعرفة ما إذا كنت في علاقة سامة هي مراقبة مساحة تفكيرك ومشاعرك. هل تشعرين بالاستنزاف أو النشاط؟ يمكن أن تكون جميع العلاقات صعبة، ولكن إذا كنت تشعرين باستمرار بأنك محبطة أو محطّمة، فمن المحتمل أن تكون العلاقة سامة.
كيفية التعامل مع العلاقة السامة
1- التواصل
الخطوة الأولى نحو معالجة العلاقة السامة هي التواصل. قومي بمناقشة كيفية تأثير سلوكه عليك. إلقاء اللوم عليه قد يجعله يتخذ موقفًا دفاعيًا، لذا بدلًا من ذلك استخدم جملًا محايدة تبدأ بـ "أشعر" والتزمي بالحقائق. تذكري أنه قد لا يتقبل رسالتك على الفور، وربما يتفاعل بغضب. يمكنك فقط التحكم في سلوكك، لذا كوني مستعدة للمغادرة بهدوء.
2- الحدود
إذا استمر الشخص السام في سلوكه السلبي بعد أن عبرت عما تشعرين به، فيجب عليك وضع حدود ثابتة وواضحة والتواصل معه. كوني صارمة. المفتاح هنا هو التأكيد أنك جادة حتى يعرف أن لسلوكه عواقب.
3- الابتعاد
إذا كنت قد استنفدت جميع الخيارات، فسوف تحتاجين إلى إنهاء العلاقة السامة. قد تكون هذه الخطوة صعبة، لكن من المهم جدًا أن تفصلي نفسك عن السمية لأنها ستؤذيك حتمًا. إنهاء العلاقة لا يعني بالضرورة حاجتك إلى الانفصال رسميًا عن العلاقة، لكن عليك التوقف عن التواصل بانتظام. في بعض الأحيان يكون الانفصال ببطء عن علاقة سامة أقل صعوبة ودراماتيكية.
على الرغم من أننا لا نستطيع دائمًا التحكم في تصرفات الأشخاص في حياتنا، إلا أنه يمكننا دائمًا التحكم في ردود أفعالنا وسلوكياتنا. قد يكون تحديد العلاقات السامة والتعامل معها أمرًا صعبًا، لكنه أمر محوري للحفاظ على مساحة تفكير صحية.