طول ساعات عمل الزوج.. هل هي نعمة أم نقمة على الزوجة؟

قضاء القليل من الوقت هو مفتاح السعادة الزوجية، هذا ما كشفت عنه دراسة أمريكية حديثة، نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مشيرة  إلى أن قضاء القليل من الوقت بين الزوجين هو مفتاح السعادة، ونصحت الدراسة الأزواج الذين يريدون إسعاد زوجاتهم عليهم بقضاء وقت أطول في العمل.... فما هو رأي المتزوجين بهذه الدراسة؟

لينا برغوت، لبنانية، متزوجة من سنتين، تقول: " ملازمة الرجل المنزل لفترة طويلة، غير محببة في الحياة الزوجية، وخاصة وأن المرأة بطبيعتها بحاجة إلى وقت خاص بها بعيداً عن زوجها، وبالنسبة لهذه الدراسة هي صحيحة على بعض أنماط الرجال، كالرجل النكدي والعصبي، لذلك خروجه لفترة طويلة من المنزل هو نعمه للزوجة". وتؤيدها الرأي ريم منير، مصرية، وتقول: " الحب بين الزوجين لا يعتمد على طول الفترة التي يقضيها الزوج في المنزل، على العكس قد يولد وجود الرجل في المنزل مشاكل كثيرة، وفي النهاية المنزل لم يخلق للرجل، في المقابل قضاء الزوج لساعات طويلة، وخاصة سهرة لساعات متأخرة خارج المنزل، والذي بدورة يدخله في دائرة الشك، لذلك الأفضل هو الوسطية". وترى ريم أن إجازة نهاية الأسبوع مهمة كثيراً في توطيد العلاقة بين الزوجين، ولذلك تحبذ قضاء الرجل إجازة نهاية الأسبوع برفقة زوجته وأسرته، بعيداً عن أجواء الأصدقاء.

يرى سامي عدنان، سوري ومتزوج من ثلاث سنوات، أن الحياة الزوجية بحاجة إلى راحة أو إجازة ربع سنوية، ويقول: " لابد للرجل الابتعاد يومياً عن زوجته لمدة 8 ساعات على الأقل حتى يشتاق لها وتتجدد مشاعرهما، والزوجة الذكية هي التي تجذب الرجل وتجعله متشوقاً للعودة إلى المنزل بسرعة، كأن تحضر لها المفاجآت اليومية، كالتغيير في مظهرها الخارجي أو أن تحضر له عشاء مميز، يجذب الزوج ويمنعه من العشاء في الخارج، ولكن ثمة نساء بتصرفاتهن العشوائية، يجبرن أزواجهم على السهر والتأخير عن المنزل" .

كلمة السر في التوازن

يرى عبد المعطي سويد، دكتور علم النفس والفلسفة، أن كلمة السر في مسيرة الحياة اليومية ومجرياتها الخاصة والعامة، تتمحور حول كلمة " التوازن" ومن هذه الكلمة السحرية التي تقوم عادة على العقلانية في التفكير والممارسة وعدم المبالغة والتطرف التي تخل بهذا التوازن، يقول: " العمل له قدسيته وهو جوهر هذه المسيرة الزوجية، كذالك فإن العمل سواء كان عاديا أو هادفا للإبداع هو الضامن لعملية النمو والتقدم على صعيد الأفراد والجماعات، وبالتالي بات العمل ومنذ عقود من الزمن من شأن الرجل والمرأة كلاهما أصبحا مشاركين في تحقيق الأعمال، و إن العمل لساعات طويلة يوميا هو في نهاية الأمر إسراف ومبالغة ويقع على حساب راحة وصحة الإنسان الجسدية والنفسية وحتى العقلية ومن هنا فلا يتوجب إهمال راحة هذه العناصر الثلاثة المذكورة، ولا يقتضي منا أن نهمل شؤون حياتنا الخاصة التي تتضمن بلا شك العلاقات مع الآخرين سواء العلاقة مع زملاء العمل أو العلاقة  مع الأصدقاء وأهم من هذا كله العلاقة مع الزوجة والأبناء".

إهمال مبالغ

يتحدث عبد المعطي عن المبالغة الغير مستحبة في ساعات العمل، ويقول: "إن الحياة الزوجية لها مطالبها وضروراتها ومن يتخذ قرار الاقتران والحياة مع الأخر لبناء حياة أسرية يقتضي منه أن يكون واعيا لقراره وما يتبع هذا القرار من مسؤوليات سواء للرجل أو المرأة، ولعل أهم نقطة في وعي إقامة العلاقة الزوجية وبناء الحياة الأسرية هو الأخذ بعين الاعتبار فكرة التوازن التي ألمنا إليها في البداية وأن العكوف لساعات طويلة والانتهاك المبالغ فيه بالعمل يقع في النهاية على حساب الأمور الأخرى الحياتية ثم إن المبالغة الغير مستحبة في العمل وحتى في أمور الحياة الأخرى تخلق مشكلات وتراكمها عبر الأيام يخلق قطيعة في العلاقات الزوجية والعلاقات مع الأبناء وبالتالي ينتج الإهمال لشؤون الحياتين الحياة الزوجية والحياة الأسرية وشؤون تفاصيلها وتجنبا للوقوع في بحر هذه المشكلات ولابد من التركيز على الموازنة بين متطلبات العمل ومتطلبات الحياة الخاصة".

 

 

 

 

المزيد
back to top button