رائحة الفم وتأثيرها على العلاقات الزوجية

النفور من التقبيل والعلاقة الحميمة لأول وهله، والاشمئزاز والبرود من العلاقات، وتجنب الحديث لم نحب أو حتى الكلام مع المحيط الاجتماعي وبين زملاء العمل، جميعها قد يكون المسبب الأول فيها رائحة الفم الكريهة التي تبني حواجزاً وجسوراً وتجعل صاحبها مرفوضاً اجتماعياً وعاطفياً وعملياً.

 

وعن تأثير رائحة الفم بين الزوجين، أكدت الدراسات أن نظافة الأسنان ورائحة الفم العبقة تزيدان من الرغبة الجنسية عند الرجال والنساء على حد سواء، لما لها من تأثير صحي إيجابي خلال المعاشرة الحميمة... فما تأثير رائحة الفم على العلاقة الزوجية؟

 

ترى عفراء العوضي- متزوجة- أن رائحة الفم تعكس مدى الصحة البدنية والنظافة الشخصية، وتقول: " لا استطيع التعامل مع شخص لديه رائحة أنفاس كريهة، فالرائحة الغير محمودة منفرة تجنبني الحديث مع صاحبها، فكيف إذا كان الزوج شريك حياتي؟". وتقول: " قرأت عن قضايا طلاق حصلت على أرض الواقع في المحاكم كانت نتيجتها رائحة الفم الكريهه، لذلك أنصح الأزواج وكل انسان الانتباه إلى هذا الشأن، لاسيما وأن صاحبها عادةً يجهل طبيعة رائحة أنفاسه، لذلك عليه بالاهتمام بنظافة أسنانة واحتساء بعض من الأعشاب ومنها النعناع بعد تناول الطعام".

 

وتشاركها الرأي حياة محمد- متزوجة- وتقول أن رائحة الفم يستطيع الإنسان ملاحظتها منذ للقاء الأول. وتشير إلى أن الرائحة الطيبة تعزز الثقة بالنفس وتزيد من فرصة تكوين الصداقات، أما من الناحية الزوجية فهي إحدى أهم المقومات الداعمة للحب والممكنة للعلاقات الحميمة، وتقول موضحه: " قد ينحرج أحد الزوجين من إخبار شريكة حياته أو العكس بحقيقة رائحة فمه، ما يؤدي إلى النفور العاطفي والبرود الجنسي، وصولاً للطلاق، لذلك على الزوجين أن يكون لديهم نوعاً من الجرأة والصراحة في التعبير عن انتقاداتهم وبيان الأمور التي تنفرهم في شخصية كل منهم، ما يجعل الحياة الزوجية أكثر سلاسة وموائمه".

 

 

المال لا يغفر الرائحة!

رفضت سلوى يعقوب- عازبة- الإرتباط بشخص ذو مكانة اجتماعية مرموقة بسبب رائحة فمه، وتقول: " التقيت بشاب عن طريق العمل، وكان ذو وضع اجتماعي واقتصادي مرموق، ويتمتع بوسامه جيدة، إلى أن عرض علي الشاب التعرف عليه واللقاء به، وكنت عندها في قمة السعادة، ولكن عندما اقتربت منه شيء ما منعني من الاقتراب وهو رائحة فمه، وعندها انتابني شعورا بالاشمئزاز وقررت الابتعاد عنه، ومازالت رائحة فمه مرتبطه بشخصة".

 

الأسنان ليست المذنب الوحيد

توضح طبيبة وأخصائية تجميل الأسنان، داليا بازرباشي، أن أسباب رائحة الفم ممكن أن تنشأ بسبب الإهمال في صحة الفم والأسنان على وجه الخصوص، لذلك تنصح بزيارة عيادة الأسنان كل 6 شهور للتأكد من صحة وسلامة الأسنان، وتقول: " قد تنشأ رائحة الفم الكريهة أو المنفره بسبب بكتيريا المعدة أو التهاب الكبد، بالإضافة إلى أمراض السكري، وقلة شرب الماء الذي يؤدي إلى جفاف الفم والشفتين، وقد تنتج الرائحة أيضاً بعد تركيب جسور الأسنان وابتسامة المشاهير والتهاب اللثة كذلك".

 

وتشير الدكتورة بازرباشي أن رائحة الفم تؤثر على العلاقات الاجتماعية بما فيها العلاقة بين الزوجين بالدرجة الأولى والأصدقاء والزملاء في العمل، وتقول أن رائحة الفم تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية وتقلل من ثقة الإنسان بذاته.

وحول معرفة الإنسان حقيقة رائحة فمه، توضح الدكتورة بازرباشي، قائلة: "يستطيع كل شخص فحص نقاء أنفاسه ورائحة فمه، من خلال وضع كف اليد بين باطن الفم والأنف، وإخراج النفس ومحاولة استنشاقه، والتحقق من وجود رائحة".

 

- نصائح وقائية

وتنصح الدكتور بازرباشي، بضرورة التأكد من صحة الفم اليومية، ومعرفة السبب الرئيسِ للرائحة، فإذا كان السبب فموي فيتم معالجتها عن طريق الطبيب والالتزام بنظافة الأسنان والفم واللسان، وإذا كان السبب من داخل الجسم فينصح بمراجعة الطبيب المختص. كما تنصح باستخدام العلكة والمغامض والفحص الدوري للأسنان كل 6 أشهر، وتنظيف اللثة من البكتيريا. وتقول بأن هناك أدوية تساعد في القضاء على البكتيريا المسببه لرائحة الفم بسهولة.

 

تحقيق: رنا إبراهيم

المزيد
back to top button