يُعدّ انقطاع الطمث مرحلة طبيعية تمرّ بها جميع النساء، وغالباً ما يبدأ في العقد الخامس من العمر، ليشير إلى نهاية الدورة الشهرية وبداية مرحلة جديدة من التوازن الهرموني. وعلى الرغم من أنّه جزء من التطوّر الطبيعي للجسم، قد تحمل التغيّرات التي تسبقه مجموعة من الأعراض التي تختلف من امرأة إلى أخرى في شدّتها ومدّتها.

متى تبدأ مرحلة انقطاع الطمث؟
تمرّ المرأة عادة بثلاث مراحل أساسية. تبدأ الأولى بما يُعرف بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهي فترة انتقالية تمتدّ لعدّة سنوات قبل التوقّف الكامل للدورة. في هذه المرحلة تبدأ مستويات الهرمونات الأنثوية، خصوصاً الإستروجين والبروجيسترون، بالتقلّب، ما يؤدي إلى تغيّرات واضحة في الدورة الشهرية، مثل عدم انتظامها أو تغيّر مدّتها وغزارتها. تأتي بعد ذلك المرحلة الثانية، وهي مرحلة الانقطاع الفعلي، عندما تغيب الدورة لمدة عام كامل دون عودة. أما المرحلة الثالثة فهي ما بعد انقطاع الطمث، حيث تستقرّ الهرمونات على مستويات منخفضة، ويبدأ الجسم بالتكيّف مع الوضع الجديد، لكن بعض الأعراض قد تستمرّ لفترة أطول.
أبرز الأعراض
- تغيّرات في الدورة الشهرية: غالباً ما يكون هذا أول مُنَبِّه لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وتظهر على شكل دورة غير منتظمة أو تغيّر في كمية الدم أو في زمنها.
- هَبّات الحرارة (Hot Flashes) والتعرُّق الليلي: من الأعراض الشائعة خلال ما قبل الطمث وقد تستمر بعده.
- جفاف المهبل، ألم أثناء الجماع، تغيّرات في الرغبة الجنسيّة: نتيجة للتغيّر في مستويات الهرمونات تؤثر على الأنسجة المهبليّة.
- تغيّرات في المزاج والتركيز: تعب، صعوبة في النوم، «ضباب ذهني»، مزاج متقلّب أو تهيّج.
- أوجاع المفاصل والعضلات، تساقط الشعر، زيادة في تكرار التبوّل: تظهر أيضاً ضمن طيف الأعراض الجسدية.
- زيادة خطر مشاكل صحيّة أخرى: مثل هشاشة العظام، أمراض القلب، التهابات المسالك البولية… وهذه ترتبط بمرحلة ما بعد انقطاع الطمث.

لماذا تختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى؟
تتأثر شدّة الأعراض وتوقيتها بعدّة عوامل، منها الوراثة، نمط الحياة، الحالة الصحية العامة، وحتى الجانب النفسي. بعض النساء قد يبدأن بملاحظة التغيّرات في أواخر الثلاثينات، بينما قد لا تظهر لدى أخريات إلا بعد الخمسين. كما يمكن أن يتسارع الدخول في مرحلة انقطاع الطمث لدى من خضعن لجراحة إزالة المبيضين أو بعض العلاجات الهرمونية.