النجدة، زوجي يعاني من البرودة!

غالباً ما تُنسب البرودة الجنسية إلى النساء، لكنّها في الواقع تُعرب أيضاً بالجمع المذكّر. في التالي رأي طبيب ELLE! إنّ الرغبة هي كالبنطلون، منتشرة عالمياً ولم تعد حكراً على الرجال فقط. من البديهيّ القول إنّ الغريزة الجنسية ذكورية وأنثوية أيضاً لأنّ المشاكل التي تطال الرغبة لا تميّز بين جينات XX وXY. على الرغم من ذلك، مرّ الكثير من الوقت الضائع قبل إدراك الحقيقة، ففي ما يتعلّق بالخلل الجنسي، طال الحديث عن الرجل العاجز والمرأة الباردة، لكنّ الأمور تميل إلى التغيّر مع تطوّر العقليات.

 

هو يقدر، هي ترغب

تدور المسألة برمّتها حول التمييز بين فعلَين أساسيَّين في القاموس الجنسي: يقدر، ترغب. على امتداد قرون طويلة، كان فعل "يقدر" خاصية ذكورية فيما أخذ فعل "ترغب" طابع الأكسسوار النسائي. لتتمّ العلاقة الجنسية، يجدر بالرجل التمتّع بالقدرة، وبالمرأة التحلّي بالرغبة. فإذا اختلّت القدرة الجنسية عند الرجل فهذا يعني أنّه يرغب في العلاقة لكنّه غير قادر البتّة، من هنا جاء مصطلح عاجز. تماماً مثل حكاية ذاك المزارع الذي لا ينفكّ يحلم بالذهاب إلى المدينة بسيارته التي لا تسير. من جهة أخرى، لطالما ارتبط الخلل الجنسي عند المرأة بكونها تقدر ولا تعاني من أية مشكلة فعلية لكنّها لا ترغب، إذ لا تدفعها شهواتها لذلك.

نستخلص إذاً أنّ العلاقة الناجحة جنسياً تقوم، في المفهوم التقليدي، على ثنائي يكون فيه الرجل قادراً على الدوام والمرأة راغبة في كلّ الأحوال، ولا سيّما حين يكون زوجها قادراً! في ما مضى، كانت رغبة الرجل لا بل عدم رغبته أيضاً تفوق كلّ اعتبار، فإذا شعرت الزوجة برغبة في إقامة العلاقة بينما زوجها يرفض، لم تكن تجرؤ على التحدّث في الأمر بل تحاول التلهّي بقضايا أخرى مثل التنظيف والاعتناء بالأولاد والطبخ، وقد تصل أحياناً إلى حدّ اللجوء إلى علاقة خارج إطار الزواج. 

 

حقّ المتعة

تبدّل وضع المرأة في هذه الأيام فقد اعتُرف بحقوقها ولا سيما على صعيد الاكتفاء الجنسي. من هذا المنطلق، تفشّت مشكلة نقص الرغبة عند الرجل وظهرت إلى العلن لأنّ النساء يدفعنَ برجالهنّ إلى استشارة الأطبّاء، فتوصّل الطبّ إلى اكتشاف حالات كثيرة من البرودة عند الرجل تختلف درجاتها وفقاً للأسباب المتعدّدة. أولاً وببساطة، يمكن أن يكون التعب وراء ذلك، فإنّ الرجل كالمرأة يمرّ في أوقاتٍ من التعب الجنسي، وتزداد الأمور مع الروتين والتكرار. في مثل هذه الحالات يجب عدم التوقّف عند المشكلة وتعظيمها لأنها مؤقّتة. لكن إذا كان الرجل من الصنف الذي يقلق كثيراً فإنّ مشكلة صغيرة قد تسبّب له أزمة طويلة الأمد. يضاف إلى هذه الأسباب قلق الرجل على أدائه الناجم عن تعصيب يظهر إلى العلن عند الاقتراب من العلاقة الجنسية أو عن تجارب سيئة سابقاً أو عن الخوف من الفشل.

 

من الإرهاق إلى ضعف الذكورة

يعدّ الإرهاق السبب الرئيسي في تدنّي النشاط الجنسي: هموم مرتبطة بالعمل أو بالعائلة، صعوبات مادية، ضغوط اجتماعية... مشاكل تشغل المرء وتستحوذ على انتباهه وتصل إلى حدّ تخفيف حماسته الجنسية. كذلك تترجم الخلافات المستمرة مع الشريك والتي تبقى من دون حلّ، بتدنّي الرغبة على المدى البعيد. في بعض الحالات، يكون عدم وجود رغبة عند الرجل تجاه النساء ترجمة لميل مثلي لم يكن معروفاً سابقاً. يجدر التنبّه كثيراً من الإرهاق الذي قد تتبلور أولى علاماته بانقطاع الشهوة الجنسية. كذلك يجب الانتباه من بعض الأدوية التي قد تؤثّر على الرغبة (انظري إلى الفقرة الإضافيّة أدناه). في حالات الشكّ لا تتردّدي في استشارة الطبيب. فضلاً عن ذلك، قد تؤدّي الهرمونات دورها في تدنّي الرغبة، وذلك بسبب انخفاض نسبة إفراز التستوسترون أو ارتفاع نسبة هرمون المحلبة (prolactine) أو نادراً من خلال انخفاض نسبة إفراز الهرمونات الدرقية.

وأخيراً يأتي عامل العمر! في معظم الأحيان، يؤثّر العمر على ضعف الذكورة بحيث يتدنّى مستوى إفراز الهرمون الذكوري المعروف بالتستوسترون بوتيرة بطيئة وتدريجية، ويترجم بتقلّص الشهوة الجنسية. بدءاً من عمر الثلاثين، يأخذ منسوب التستوسترون بالانخفاض بنسبة 10 في المئة كلّ عشر سنوات وصولاً إلى الستين عاماً حيث يعاني الرجل من شح في إفراز هذا الهرمون، لكنّ الأمر ليس مسحوباّ على جميع الرجال.

 

في كلّ الأحوال، لا تدعي الرعب يسيطر عليك إذا رأيت عند رجلك علامةً أو أكثر من العلامات المذكورة آنفاً لأنّ ذلك لا يحكم عليه إلزاماً بأنّه "بارد جنسياً". في حال الشكّ والريبة، اطرحي على نفسك السؤال الآتي: "هل تتأثّر علاقتنا الحميمة؟" إذا جاء الجواب "نعم" أو "بعض الشيء"، فتحدّثي معه في الموضوع، وإذا لزم الأمر استشيري الطبيب المختصّ. أمّا إذا كان الجواب "لا" أو "نادراً" فتذكّري أنّ الرغبة كالبنطلون، يحتاج من وقتٍ لآخر إلى الكيّ ليعود جديداً وأملساً كما في اليوم الأول.

 
المزيد
back to top button