العادة الشهريّة توقّفت. إذاً؟

في وجه ظاهرة انقطاع الحيض المحتّم، تبرز ردّتا فعل لدى النساء: "النجدة، لديّ نقص في الهورمونات وفي القدرة على الإغواء!" أو العكس: "رائع! وأخيراً، سأتخلّص من حبوب منع الحمل!"
لجهة الحياة الجنسيّة، يتشاطر الباحثون رأياً واحداً: الاندفاع الجنسي لدى النساء ينخفض مع انقطاع الحيض فيما تبقى الرغبة ثابتة. وبالإضافة إلى "انقطاع الحيض البيولوجيّ"، يؤثّر الإطار النفسي الاجتماعي على الحياة الجنسيّة.

أظهرت دراسة أجريت على الأميركيّات عام 2000 (Massachusetts Women’s Health Study) أنّ معدّل "الأوستروجين" الذي ينخفض غير مرتبط مباشرة بوظيفة جنسيّة مضطربة. غير أنّه يبدو أنّ انقطاع الحيض، بصفته حالة اجتماعيّة، نفسيّة، وعاطفيّة، مرتبط بانخفاض الرغبة والإثارة. لذلك، الجانب البيولوجيّ ليس مهمّاً بقدر أهميّة البيئة النفسيّة الاجتماعيّة.

الحقّ على الهورمونات

يبقى أنّ انقطاع الحيض مسألة هورمونات، وأنّ انخفاض معدّل "الأوستروجين" يسبّب تغيّرات خلويّة تؤدّي إلى توقّف في نموّ الأعضاء كالرحم (توقّف العادة الشهريّة)، والمهبل (خطر جفاف)، والمبولة (يصبح الغشاء الضامر عرضةً للالتهابات)، والنهدين والبشرة (ارتخاء، تجاعيد).
ومع ذلك، تشير دراسة شاملة لمختبرات بفايزر  إلى أنّ المشكلة الوحيدة التي تسوء مع التقدّم في السنّ هي خسارة الإفرازات. غير أنّ الجفاف المهبلي قد يسبّب حالة من الألم خلال الاتصال الجنسي. يسهم علاج هورموني استبدالي ـ إلاّ إذا كان ممنوعاً من الطبيب ـ في الوقاية من التوقّف في نموّ الأعضاء التناسليّة والحفاظ على التكامل النسيجي للأنسجة البوليّة التناسليّة*. وقد يكون "كريماً أوستروجينيّاً" موضعيّاً و/أو الحلقة المهبليّة بالـ"أوستراديول" مفيدان في هذه الحالة **.

ثم إنّ عوارض انقطاع الحيض تؤثر بشكلٍ غير مباشر على الحياة الجنسيّة: هبّات الحرارة التي تمنعنا من النوم ـ من الصعب التجاوب عندما نكون مرهقات! فضلاً عن أن التبدّل في المزاج وغياب المعنويّات لا يسهمان في تعزيز الثقة بالنفس الهشّة في تلك الفترة من الحياة. وأخيراً، الصعوبات في الانتصاب وانخفاض مستوى النشاط الجنسي لدى الرجل تزيد الطين بلّة...

بحسب كلّ الدراسات، الرضى الجنسي لا ينخفض كثيراً مع التقدّم في السنّ. كلا، الحياة الجنسيّة لا عمر لها. تولد معنا، وترافقنا على مرّ السنين والمراحل التي تتميّز كلّ واحدة منها، بحياةٍ جنسيّة خاصّة بها.

د. أنطوان ضاهر

* Freedman, 2000
** Berman & Goldstein, 2001
 

المزيد
back to top button