اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، هو حالة نفسية عصبية شائعة، يتميّز بثلاثة أعراض رئيسية: فرط الحركة المرتبطة بنشاط مفرط غير متناسب مع البيئة المحيطة، تشتت الانتباه التي تظهر من خلال صعوبة في التركيز وإكمال المهام، والاندفاعية في اتخاذ قرارات أو تصرّفات دون التفكير في العواقب. وغالباً ما يصيب ADHD الأطفال بشكل أساسي، لكنه قد يستمر إلى مرحلة البلوغ، مما يؤثر على الحياة اليومية في المدرسة، العمل، والعلاقات الاجتماعية.
هل يتسبّب ADHD بالوفاة المبكرة؟
كشف بحث حديث عن صلة مقلقة بين اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD وبين انخفاض متوسّط العمر المتوقع لدى المصابين بهذا الاضطراب. وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يواجهون مخاطر أكبر للوفاة المبكرة مقارنة بأقرانهم، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحّة لفهم هذه الظاهرة وإيجاد حلول تحدّ من تأثيرها.
وقد أوضحت الدراسة أن الأفراد المصابين بـADHD يواجهون تحدّيات تزيد من احتمالية الوفاة المبكرة، وتشمل:
- الحوادث إذ يمكن للأعراض المرتبطة بالاندفاع وعدم التركيز أن تزيد من مخاطر التعرض للحوادث في الحياة اليومية أو أثناء القيادة.
- مشاكل الصحة النفسية إذ غالبًا ما تترافق هذه الحالة مع اضطرابات أخرى مثل الاكتئاب والقلق أو الإدمان، مما يؤثر سلباً على جودة الحياة ومتوسّط العمر.
- الأمراض المزمنة إذ من الممكن أن يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب، نتيجة نمط حياة غير صحي أو عدم الانتظام في الرعاية الطبية.
الأسباب والتداعيات
يرى الخبراء أن الأعراض الأساسية للاضطراب، مثل الاندفاع وصعوبة التركيز، تجعل من الصعب على المصابين الالتزام بعادات صحية أو تجنّب السلوكيات الخطرة. كما أن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بـADHD قد تُثني البعض عن طلب المساعدة أو العلاج اللازم. إلى جانب ذلك، يعاني العديد من المرضى من نقص في الوعي حول حالتهم أو تأخير في التشخيص، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية والنفسية المرتبطة بالاضطراب.
خطوات احترازية
على الرغم من النتائج المقلقة، هناك إجراءات يمكن اتخاذها لتحسين نوعية الحياة والحد من المخاطر، منها التشخيص المبكر والعلاج المناسب إذ تساهم الأدوية والعلاجات السلوكية بشكل كبير في تحسين التركيز والحد من السلوكيات الاندفاعية. كذلك فإن دعم الصحة النفسية من خلال الخضوع لجلسات علاج نفسي منتظمة أو الانضمام إلى مجموعات دعم يساعد في التعامل مع الاضطرابات المصاحبة. ومن الأمور التي يمكنك أن تساهم في الوقاية من أعراض هذه المشكلة، تبنّي عادات صحية وتشجيع الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطراب على اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم.