إذا كنت قد جربتي كل انواع الانظمة الغذائي او الدايت، بالإضافة الى ممارسة الرياضة، ولم تتمكني من إنقاص وزنك، فقد تكون هناك عقبة نفسية تمنعك من الوصول الى هدفك.
تعتبر خسارة الوزن معركة شاقة لأي شخص، لكن الأشخاص الذين يتعاملون مع الصراعات العاطفية قد يواجهون صعوبة اكبر في الوصول إلى هدفهم. اول خطوة لخسارة الوزن، هي تحديد المشكلة. فقد تجدين أن هناك أكثر من حاجز واحد يجب معالجته، لكن الخبر السار هو أن هذه العقبات يمكن التغلب عليها.
المشاعر وخسارة الوزن
لدى معظمنا نوايا حسنة عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة، كما نعرف أساسيات ما نأكله وما يجب تجنبه. ولكن حتى مع أفضل النوايا، غالبًا ما يتعرقل تقدمنا عندما نشعر بالتعب أو التوتر أو الملل أو الإحباط. ودعونا نواجه الأمر: هذه المشاعر موجودة بكثرة في حياتنا اليومية!
من ناحية اخرى، جميعنا نجد الراحة في الروتين. لذلك، إذا كان روتينك يتضمن أنماطًا للطعام والنشاط أدت إلى زيادة الوزن غير الصحي، فمن الطبيعي أن تلجئي الى تلك العادات المريحة في الأوقات صعبة. هذه العادات تخفف من توترك، على الأقل في المدى القصير.
الأسوأ من ذلك، هو أنه من المحتمل أن يكون لديك مهارات عقلانية قوية لدعم استمرار العادات غير الصحية. لكن لا تيأسي! إذا كنت ترغبين في تغيير عاداتك لتخسري الوزن، ستحتاجين أولاً إلى معرفة ما هي الحواجز التي تقف في طريقك.
العوائق النفسية التي تمنع خسارة الوزن
في ما يلي، 5 عوائق نفسية وعاطفية تقف كحاجز لخسارة الوزن:
1-تفكير الكل أو لا شيء
إذا وجدتي نفسك عالقة بين فكرة الالتزام الصلب بخطة دايت أو فكرة الفشل التام في الالتزام بهذه الخطة، فقد تعانين من تشوه إدراكي يسمى "تفكير الكل أو لا شيء". يستخدم علماء النفس مصطلح "التشويه المعرفي" للإشارة إلى الأفكار المستمرة والمبالغ فيها والتي لا تتماشى مع ما يحدث بالفعل في العالم الحقيقي.
أظهرت الدراسات أن أسلوب تفكير الكل أو لا شيء يرتبط ارتباطًا وثيقًا بفقدان السيطرة على الأكل وعدم القدرة على الحفاظ على وزن صحي.
إذا كان لديك تفكير الكل أو لا شيء، فمن المحتمل أنك تكافحين للعودة إلى نمط الأكل الصحي بعد القليل من التساهل. فبدلاً من العودة إلى نمط الأكل الصحي، من المحتمل أن تذهبي بعد صف الرياضة وتتناولي وجبة دسمة بناءً على افتراض أن نظامك الغذائي قد فشل تمامًا.
2- صورة سلبية عن جسمك
إذا كنت تحاولين خسارة الوزن او تغيير شكل جسمك، فمن المحتمل أنك غير راضية عن شكله الحالي. بالطبع لا حرج في الرغبة في تحسين صحتك أو مظهرك. ولكن إذا كانت صورة جسدك سلبية، فقد تعيقين عملية إنقاص وزنك. فقد أظهر الباحثون أن عدم الرضا عن الجسم يكون أكثر شيوعًا لدى الأفراد المصابين بالسمنة منه لدى أصحاب الوزن الطبيعي.
بالنسبة لبعض الناس، ترتبط صورة الجسم السلبية بتقدير الذات. قد يعتقدون أن قيمتهم تتحدد بحسب جسمهم أو شكلهم أو وزنهم أو الطعام الذي يتناولونه. هذا التفكير او هذه الصورة سلبية يمكن أن تعيق طريق النجاح عند محاولة تطوير عادات الأكل الصحية أو محاولة الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه.
3- الإجهاد والتوتر
هناك سبب وجيه وراء تسمية الطعام المريح بهذا الاسم. بالنسبة لمعظم الناس، يحمل تناول الطعام شعورًا جيدًا. وفي أوقات التوتر، يستخدم بعض الناس الطعام كأفضل طريقة لتهدئة اعصابهم. في حين أن هذه الإستراتيجية شائعة لدى الأشخاص من جميع أشكال وأحجام الجسم، إلا أنها تخلق مشاكل إذا كنتي تحاولين إنقاص الوزن أو إذا كان تناول الطعام هو الطريقة الوحيدة للتعامل مع الإجهاد.
لقد وجدت الدراسات أن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يصبح آلية تأقلم مزمنة للتعامل مع ضغوط الحياة. قد تكون الاستراتيجية أكثر شيوعًا بين أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن.
ولا يقتصر الأمر على مجرد الإفراط في تناول الطعام الذي يمكن أن يكون مشكلة، بل على الإفراط في تناول الأطعمة المستهلكة التي يتم تجنبها عادة لفقدان الوزن أو لأسباب صحية (الأطعمة التي عادة ما تكون أعلى في السعرات الحرارية والسكر المضاف).
أخيرًا ، عندما نعاني من الإجهاد والتوتر، ينتج جسمنا المزيد من الكورتيزول الذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن. وقد لا يرى الكثير من الأشخاص، ان مسألة خسارة الوزن تخلق لديهم التوتر، الأمر الذي يزيد الكورتيزول لديهم ويمنعهم من الوصول الى هدفهم.
4- الاكتئاب
لم يتضح بعد ما إذا كان الاكتئاب يسبب زيادة الوزن أو إذا كان الاكتئاب يمنع فقدان الوزن، لكن يعتقد العديد من العلماء أن هناك صلة. وحتى بين الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، يمكن أن يكون للاكتئاب صلة بالوزن. فعند بعض الناس، يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى نقص الشهية وفقدان الوزن.
يمكن للأعراض المرتبطة بالاكتئاب مثل الأرق أو التعب أن تجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة. كما يمكن أن تتسبب بعض مضادات الاكتئاب الشائعة في زيادة الوزن أيضًا.
5- صدمة عاطفية أو صدمة في الطفولة
وجد بعض الباحثين أن الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم للإيذاء الجسدي أو الاعتداء الجنسي أو التنمر، هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة. ويعتقد بعض العلماء أن زيادة الوزن يمكن أن تستخدم "كحل" وقائي عاطفياً الأشخاص الذين تعرضوا الى صدمة.
بالطبع، ليس كل شخص يعاني من صدمة عاطفية أو صدمات الطفولة يكافح من أجل الحفاظ على وزن صحي. ولكن إذا تعرضتي لإساءة أو إهمال أو تنمر، فقد يكون فقدان الوزن مشكلة لديك.
إذا كنت تكافحين من أجل إنقاص وزنك، فقد تكون هذه العوائق النفسية السبب الذي يمعك من ذلك. اطلبي المساعدة إذا استطعتي لأن هناك العديد من الخبراء والأطباء النفسيين المدربين خصيصًا للتعامل مع الاكتئاب والصدمات وغيرها من المشكلات التي قد تقف في طريق نجاح إنقاص الوزن.