4 حقائق لا تعرفينها عن "الليلة الأولى"

كم من أسرار أحاطت بهذه اليلة الأولى منذ فجر التاريخ. كم من أحجية غامضة وصورة في شرقنا الخصب أولدت نثراً وشعراً حول هذه الليلة... وأولدت ثماراً كانت ممنوعة طويلاً وأصبحت فجأة مباحة وفي متناول اليد والقلب. الليلة الأولى والنعيم، كم من نقاط تتشابه بينهما نسجها عقل الشرقيين والشرقيات الباطني. أليس الفردوس نفسه ليلة طويلة لا تنتهي؟ لكن بالمقابل، كم من سؤالٍ وهمٍّ، وخوف من المجهول، من الجانب الخفي للآخر والجانب الحميم للحياة. حتى وإن كانت لنا تجربة سابقة، نبقى نحيط اللقاء الحقيقي الأول للأجساد والأرواح بهالةٍ من التساؤلات.

 

الحقيقة الأولى

تساؤلات حول كيمياء الشخص الآخر، وطبعه الخفي، وطريقة تصرفه وردود فعله، واندفاعه... وبوطقة أسئلة تتراوح بين "كيف سأتصرف؟" و"ما الذي سيفعله بي؟"، "وهل سأتحمله؟"، و"هل سيخيب ظني؟"، و"هل سيصاب بصدمة؟"، إلخ... أما "الحقيقة" الأولى، فهي أن نقتنع بأن كل هذه الأسئلة سرعان ما نجد لها إجابات. ولعل الصبر وطول الوقت يعلماننا أكثر من كل كتب الأرض. وإذا كان التعلم أمر جيّد، فالاكتشاف أفضل منه، لا بل هو أمر رائع. هل كان بحوذة آدم وحواء كتباً أم كان لهما معلّم؟ ومع ذلك، فقد ملآ الأرض من نسلهما.

 

الحقيقة الثانية

أما "الحقيقة" الثانية التي يجب معرفتها، فهي أنه يجب توقّع ألا تكون المرة الأولى هي الفضلى. قد يحصل العكس استثنائياً، فنجد أنفسنا في الجنة منذ البدء.

لكن علينا دائماً القول بأن الطريق إلى الجنة غالباً ما تكون طويلة، نمرّ في خلالها بمراحل عديدة قبل بلوغها. أولى هذه المراحل كسر الجليد، ثانيها تلاقي الجسدين للمرة الأولى. أما في المراحل التالية، فإنهما يصبحان وفي كل لقاء جديد، كالمتدربين الذين يبذلان أفضل ما عندهما لبلوغ مرحلة التمرّس. وهذا كله يتطلب الكثير من الوقت.. الوقت صديق الحب الأكبر.

 

الحقيقة الثالثة

"الحقيقة" الثالثة هي أن كلمة "الضعف" لعلّها من أهمّ صفات الجنس القوي وأكثرها واقعية. فما من مخلوق أكثر هشاشة من الرجل. على الرغم من قوته الظاهرة والتي يتباهى بها، هو أكثر الناس عرضة للضعف لدى أول إحساس بالشك أو أصغر تساؤل يواجهه. لكن ذلك لا يعني إطلاقاٌ وبتاتاً أنه عاجز! غير أنه لا يكون في أوج عطائه منذ اللقاء الأول. فحتى لو لم يبلِ رجلك بلاءً حسناً في اللقاء الأول، لا تعظمي الأمر في ذهنك، وقولي بأن أداءه سيتحسن في المرة الثانية. فعدم تضخيم الأمور قاعدة ذهبية عليك باتباعها حتى تسير كل الأمور في مسارها الصحيح. دعيه يشعر بأنك لم تلاحظي أي ضعفٍ لديه، وبأنك واثقة من قدراته وبأنه قادر على العطاء أكثر.

 

الحقيقة الرابعة

وتبقى "الحقيقة" الرابعة والأخيرة، وهي أن تعب اليوم الأول الطويل الذي لا ينتهي، والركض المتواصل طوال الأيام التي تسبقه، والقلق المتراكم وكل جرعات الضغط النفسي الكبيرة، كلها تشترك في إفراغ العروسين من طاقتهما. فكم من عرسان حلما بليلة أولى من... النوم!

هناك حتماً "حقائق" أخرى غير هذه الأربع التي ذكرناها يجد كل واحدٍ أو واحدةٍ منكم حقائقه.

 

د. سامي سالم

المزيد
back to top button