منذ مئات السنوات انصب حلم البشر على الطيران في الهواء تماما كما الطيور، ونتيجة لذلك، فقد العديد من البشر حياتهم في تجارب الطيران. حتى انه بعد اختراع الطائرات بات الناس يحلمون بالطيران بشكل فردي في الهواء، فهل هذا الامر ممكن، وماذا يحدث لو تحققت هذه الرغبة؟
ماذا لو تمكن الانسان من الطيران؟
ردا على هذا السؤال ، يوضح خبراء فيس علم الفضاء والطيران انه كي يتمكن البشر من الطيران يجب أن تتغير أشياء متعددة ، اذ ان الاجسام البشرية ستحتاج إلى تغيير جذري لتقليد الطيور، كما ان الهندسة المعمارية ستتطلب مكونات مختلفة ملائمة للطيران، وكذلك يجب على التكنولوجيا مواكبة العصر.
وبحسب العلماء، فما ذكر اعلاه ليس فقط المطلوب اذ ان الجوانب اليومية للحياة البشرية ستتغير بعضها للأفضل والبعض الآخر للأسوأ، لان الطيران يستهلك الكثير من الطاقة، وكلما كنت أثقل، ستعمل الجاذبية ضدك، لذلك سنحتاج إلى امتلاك جناحي يبلغ طوله حوالي 23 قدمًا من أجل القيام برحلة.
بالاضافة الى ذلك، فالطيور تمتلك أيضًا صدورًا قوية، حيث تمثل عضلات الطيور الطنانة ما يصل إلى 25٪ من كتلتها الإجمالية، وبالتالي فسيحتاج الانسان أن يكون أقوى من لاعبي كمال الأجسام.
الشيء الذي سيكون أكثر صعوبة هو تغيير بنية عظام الانسان ،نظرًا لأن عظامنا يجب أن تكون خفيفة وهشة للطيران، فسنحتاج إلى عظام ترقوة أقوى، كما سنحتاج أيضًا إلى عظم "العارضة" الذي تبرزه الطيور من صدورها، مما يساعد في رفع الجسم.
حتى لو استطاع البشر الطيران، فستظل هناك حاجة للطرق وأنظمة النقل، حيث سيتم تغيير الهندسة المعمارية وخرائط المدن لتناسب كون البشر يطيرون.
بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يكون للمباني نوافذ مظللة ومنصات الهبوط، ومداخل للمنازل من الأسطح ، في حين أن الطرق قد تكون أصغر قليلاً، إلا أنها ستظل ضرورية للحياة اليومية.
لن يتغير هيكل بيئتنا فقط إذا تمكن البشر من الطيران، ولكن هيكل سلوكنا الاجتماعي سيتغير أيضًا.
فمن المحتمل مثلا أيضًا أن يضطر الناس إلى ارتداء نظارات واقية أو خوذات لحماية أعينهم ورؤوسهم من الحشرات والحطام وأي شيء آخر.
ستكون هناك أيضًا حاجة إلى تشديد القيود والتتبع.
نادرًا ما تصطدم الطيور ببعضها البعض، ولكن قد لا يكون البشر محظوظين جدًا، حيث يتحركون كل هذا الوزن بسرعات قصوى في الهواء الطلق لذلك، فمن المحتمل أن تكون مسارات الطيران بحاجة إلى موافقة مسبقة، للسلامة الشخصية لمنع حوادث الطيران بين الأشخاص..
ورغم أنه سيكون هناك احتمال متزايد لتلوث الهواء إذا قام البشر بالطيران، إلا أنه سيقلل أيضًا من الحاجة إلى النقل البري.
