يُعَدّ عالم وسائل التواصل الاجتماعي نافذتكِ إلى المعرفة والاكتشاف، ولكنّه في الوقت نفسه، قد يتحوّل إلى مصدر ضغط نفسي يؤثّر سلبًا على راحتكِ وسلامتكِ العقليّة. تكشف الدراسات أنّ التعرّض المستمّر لهذا المحتوى الرقمي قد يضعكِ أمام تحدّياتٍ متنوّعة، كالشعور بالتوتر، وفقدان الثقة بالنفس، وحتى الشعور بالعزلة. لكن، يمكنكِ مواجهة هذه العقبات بذكاءٍ ووعيٍ من خلال اتّباع خطوات بسيطة تعيد لكِ التوازن وتجعلكِ تستمتعين بعالمكِ الرقمي من دون أن يؤثّر على صحّتكِ العقليّة.
1- حدّدي وقت التصفّح بحكمة
يمكن أن يؤدّي الانغماس المفرط في وسائل التواصل إلى استنزاف طاقتكِ العقليّة من دون أن تشعري. لذلك، ضعي لنفسكِ جدولًا واضحًا يمنحكِ أوقاتًا محدّدة للتصفّح. جرّبي بعض التقنيّات مثل استخدام المنبّه على هاتفكِ لتحديد المدّة اليوميّة المناسبة لاستخدام المنصّات المفضّلة لديكِ. لا يساعدكِ هذا الأمر فقط على تحسين جودة وقتكِ، بل يفتح أمامكِ الفرصة لتخصيص المزيد من الوقت للمشاركة في أنشطة تحبّينها، مثل ممارسة الرياضة، أو تعلّم مهارات جديدة، أو حتى الاسترخاء.
2- اختاري المحتوى بعناية
يتأثّر عقلكِ بشكلٍ كبيرٍ بالمحتوى الذي تشاهدينه يوميًا. إذا كنتِ تتابعين حسابات تعرض صورًا مثالية باستمرار أو تنشر سلبيّة مثلًا، فإنّ ذلك قد يجعلكِ تشعرين بالإحباط أو عدم الرضا عن حياتكِ. لذلك، اختاري متابعة حسابات تشجّعكِ، وتُلهمكِ، وتضيف قيمةً إلى يومكِ. فعندما تحيطين نفسكِ بمحتوى إيجابي وداعم، تشعرين بطاقةٍ أفضل وتصبح تجربتكِ الرقميّة أكثر متعة.
3- لا تنفصلي عن الواقع
غالبًا ما يؤدّي الانشغال بوسائل التواصل إلى إهمال العلاقات الواقعيّة. ولتفادي الوقوع بهذا الفخّ، خصّصي وقتًا للتواصل مع أحبّائكِ وجهًا لوجه؛ رتّبي لقاءات أسبوعيّة مع صديقاتكِ، أو خصّصي وقتًا لتمضية يوم ممتع مع عائلتكِ. لا تنسي أنّ هذه اللحظات الواقعية تغذّي روحكِ وتعيد لكِ شعور الراحة النفسيّة. عندما تعيشين هذه التجارب بعيدًا عن الشاشات، تدركين أهميّة تحقيق التوازن في حياتكِ.
4- ابتعدي عن المقارنات السلبيّة
لا تعكس وسائل التواصل الاجتماعي الواقع دائمًا، بل تعرض نسخةً منتقاة بعناية من حياة الآخرين. لهذا السبب، إذا وجدتِ نفسكِ تقارنين حياتكِ بما ترينه على الإنترنت، توقّفي فورًا وفكّري: "ما أراه ليس الحقيقة الكاملة". بالمقابل، ركّزي على إنجازاتكِ الشخصيّة وتقدّمكِ الخاص، مهما كان بسيطًا. فالتوقّف عن المقارنة يحرّركِ من مشاعر النقص ويعزّز ثقتكِ بنفسكِ.
5- عزّزي صحّتكِ العقليّة
بدلًا من تمضية الوقت بأكمله باستخدام وسائل التواصل، خصّصي جزءًا من يومكِ لممارسة أنشطة تدعم صحتكِ العقلية. على سبيل المثال، مارسي التأمّل، واكتبي يومياتكِ، أو تعلّمي أشياء جديدة. تساعدكِ هذه الأنشطة في تحسين مزاجكِ وزيادة إحساسكِ بالرضا والسعادة.
