يمنى خوري: "انا سيدة اعمال ارتكز على صدقي وشغفي وشراكتي مع من حولي

يمنى خوري هي رائدة أعمال لبنانية شابة وشغوفة. بدأت مسيرتها المهنية من خلال فتح صالون صغير، حيث اكتشفت وطوّرت المزيدمن حبّها لعالم الجمال مثل العدسات اللاصقة والرموش ووصلات الشعر. ومن ثم، أسّست يمنى علامتها الخاصة لمنتجات التجميل هذه.

 

ELLE Arabia: ما هو عمل مدوّنة الموضة؟ ولماذا اخترت هذا المجال؟

يمنى خوري: عالم والموضة والجمال، واسع بلا نهاية. يحمل الجديد في كل يوم بشكل تصاعدي حاد، بوجود العشرات وربما المئات من دور الأزياء وماركات الملابس الجاهزة وصنّاع الجمال والتجميل والتزيين عالمياً، مع تعدد واختلاف الصيحات التي تعلو وتخفت، لذا تصبح مواكبة كل ذلك بحرفية أمراً بالغ الصعوبة على كل سيدة وشابة وفتاة، هنا تلعب مدوّنة الموضة دورها الرئيس في إعلامهن وتوجيههن وإرشادهن كي تحصلن على ما يليق بهن ويناسبهن. من حق كل إمرأة أن تكون الأجمل في عالم كل تفصيل فيه يهم. أنا هنا لأجيب على جميع الأسئلة بمصداقية وكفاءة. وبالطبع هنا يختلف الأمر بين مدّونة وأخرى. هنا أعود إلى أهمية الصدق الذي تحدثا عنه، فمن يتابعوني، أحبوني بالدرجة الأولى لأنهم أحبواحياتي اليومية التي يشاهدونها، والتي اتناولها بكل صدق بكل جانب فيها، سواء في يومياتي او سفري او عملي او شركتي وحتى مع أهلي،ولا سيما في النصائح التي أقدمها والمنتجات التي أعرفهم بها. حياتي أمامهم من الألف إلى الياء.

وأما اختياري هذا المجال، فمردّه إلى خبرتي الواسعة في عالم الموضة والجمال، والتي دفعتني إلى افتتاح شركتي وعلامتي التجارية فيعام 2017، فكان لوجودي في الـ"سوشيال ميديا" بالغ الأثر في تعريف الناس بي وتطوير عملي وتوسيع مدى انتشاره والأمر عينه بالنسبة للعلامات التجارية الأخرى التي عملت معها، لذا عملي هو الأساس في هذا الخيار. وأضيف سبباً ثانياً، هو حبي للتواصل والعلاقات الإنسانية لا سيما السلوك البشري فيها. وهنا أكشف لك أني حالياً في صدد التحضير لمتابعة دراسة الدكتوراة في علم النفس بالعاصمة البريطانية لندن. وللربط بين السببين، أشير هنا إلى أن للموضة والمظهر دلالات أشمل من التعريف المجرد بالزي أو الشكل، فهما التعبير الخارجي عن الشخصية والهوية، عن الداخل والنفس بشكل عام.

 

الاطلالة الكاملة من Patou

 

ELLE Arabia: ما هي مهارات ومواصفات المدوّنة الناجحة؟

يمنى خوري: بالطبع تختلف المهارات والصفات بين فئة من الأعمال وأخرى، كضرورة الطموح وحسن التنظيم والثقة والتركيز على نقاط القوة والكفاءة اللازمة ومواكبة كل جديد بين حاجات ورغبات المستهلك من جهة، والمنتَج من جهة أخرى. ولكن السمة الأبرز والجامعة هي الصدق والوضوح مع الذات، في كل تفصيل صغير منذ البداية حتى النهاية، من الفكرة إلى التنفيذ، وما بعد ذلك أيضاً. وتختص المرأة في هذا المجال بحرصها على التفاصيل التي تشكل في نهاية الأمر الصورة الكبرى.

في هذا الإطار، أنا أؤيد مقولة جيني روميتي التي قادت IBM لسنوات طويلة: "عندما تكونين واضحة فيما تؤمنين به، إذن لديك مؤسسة رائعة لصناعة السوق".

وإذا أردنا التحدث عن خاصية المرأة في مجال الأعمال، بخاصة في العالم العربي، لا شك أنّ النظرة تتفاوت بين بلد وآخر حيث ما تزال تجهد في إطار الحصول على الفرص المتكافئة. وأشير هنا إلى أن التكنولوجيا والعالم الرقمي أدياً إلى تعزيز مشاركة المرأة في الوظائفالمهنية والفنية من خلال إعادة تشكيل مكان العمل وفق دراسات معهد "ماكنزي"، بخاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تكمن إحدى أبرز نقاط قوتي، وفق ما قلت في بداية حديثي، كمدوّنة وسيدة أعمال في آن واحد.

 

فستان Loewe / أقراط Patou

 

ELLE Arabia: كيف يتم التعاون مع العلامات التجارية وما هي معاييرك في اختيار العلامات التي تتعاملي معها؟

يمنى خوري: لا أخفي سعادتي الكبيرة لقدرتي خلال فترة قصيرة من التواجد في سوق العمل وشبكات التواصل الاجتماعي، على التعاون والشراكة في الإعلانات مع أهم العلامات التجارية العالمية مثل "ديور" و"لويس فويتون" و"جيفينشي" و"شوميه" و"كريستيان ولوبوتان"، وحضوري ومساهمتي في عدد من أبرز الأحداث العالمية في عالم الموضة على غرار "اسبوع باريس للموضة". أبرز مزايا هذا التعاون هو كوني صلة وصل بارزة بين هذه الـ"براندات" العالمية وووجهتها الهامة في الشرق الأوسط والخليج العربي، إذ أمنت بي وبجمهوري والمتابعين على حساباتي. 

بالنسبة للمعايير، هذا الأمر يتمتع بدرجة عالية من الأهمية. من جهة هناك المستوى الرفيع الذي لا يمكن أن أتساهل به، إذ لا يمكنني القبول بأي مستوى أقل من الأطراف التي اتعامل معها حالياً من أجل الحفاظ على الجودة والمصداقية في تقديم الأفضل من الأفضل. ومن جهةأخرى، تكمن المسؤولية الاجتماعية التي أمارسها في كل خطوة ضمن عملي، بما يتلائم مع اسمي وصورتي، إذ يجب أن أكون حريصة على جودة المنتج الذي أقدمه وأعلن عنه، إضافة إلى ممارسة هذه المسؤولية في جانب آخر، من خلال دعم الشركات الناشئة، طبعاً بعد التأكد من التزامها بالمعايير التي تحدثنا عنها. في هذا المجال أعارض فكرة الاقتصادي الأميركي ميلتون فريدمان حول أنّ "المسؤولية الاجتماعية للشركات هى زيادة أرباحها".

 

الاطلالة الكاملة من Patou

 

ELLE Arabia: كيف يمكن إنشاء علاقة مع العملاء والمتابعين؟

يمنى خوري: ​​​​​​​لا أنظر إلى العلاقة مع جمهوري إلا كعلاقة إنسانية راقية، إذ على مدى السنوات الماضية، تبادلنا الثقة والمعرفة والروابط من خلال التفاعل رقمياً وتبادل التجارب، وأيضاً من خلال زياراتي الدائمة إلى مختلف الدول الخليجية والعربية. لا أبالغ اذا قلت بأنهم يشعرون بأنني أختهمكما أعتبرهم أخوتي، وربما يراني الكثيرون منهم كقدوة في العديد من المجالات. ولا أنسى أنهم كانوا دائماً إلى جانبي في فرحي وحزني، ولعل في حديثنا فرصة لأشكرهم على دعمهم الدائم لي في حياتي وعمل حيث يعني لي كثيراً أن يجد الناس الأن وربما بعد سنوات لاحقة ايضاً، أني قدّمت لهم شيئاً استفادوا منه.

وفيما يخص علاقتي مع العملاء، أجدها دوماً علاقة شراكة أحترمها إلى أبعد حدود، وتحظى بقدر عالٍ من الخصوصية، فهي تشكل جزءاً منصورتي وحضوري ولا بد لها أن تمسّني بداية في طريقها إلى المتابعين باتصال فعّال. ولا بد هنا من الاستعانة ببعض المناحي التقنية كي لايكون الكلام عاماً. جميع البيانات الرقمية الخاصة بحساباتي على شبكات التواصل الاجتماعي، تثبت أنّ الإعلان عن أي منتج، ترفع مبيعاتها إلى مستويات قياسية، وإلى نفاذه في أحيانٍ كثيرة بسبب الطلب الهائل. طبعاً الشركات الكبرى والعلامات التجارية العالمية تحرص على التأكد من نجاعة إعلاناتها ما دفع كل منها حين التعاقد للمرّة الأولى، إلى تحويله إلى عقد سنوي أو طويل الأمد، إثر النتائج المميزة.

 

القبعة والقميص من Mihano Mamosa

 

ELLE Arabia: كلمة أخيرة لقراء المجلة

يمنى خوري: ​​​​​​​سأستغل هذه الفرصة من أجل توجيه رسالة إلى كل شابة وشاب، لا سيما من هم في سني، وخاصة اللبنانيين، من تغرّب منهم ومن هومستقر في بلدي العزيز والجريح، لا مستحيل في هذه الدنيا، وهذا ليس كلاماً انشائياً بل واقع يتحقق بالشغف والإصرار والإيمان بالأحلام والرسالة التي يملكها كل منا. أنا انطلقت من الإمارات العربية المتحدة بعالم الأعمال منذ كنت في سن 18، والأن أبلغ من العمر 24 عاماً،وأنا فخورة بما حققته في مجالي حيث أصبحت العلامة التجارية الخاصة بي من الأبرز، وحالياً أحضر لإطلاق "يومي بيوتي YOUMI BEAUTY بعد تحضيرات طويلة، والتي سأتعاون من خلالها مع عدد كبير من المشاهير والنجوم، وستتضمن منتجات مميزة جداً في العدسات اللاصقة وووصلات الشعر المستعار والعناية بالبشرة والشعر وغيرها من منتجات الجمال. وخلال الدرب، وعند الوصول إلى أهدافنا، علينا ألّا ننسى أنّ الأخذ غير ممكن من دون العطاء، لذا أنا أخصص 25 في المئة من أرباحي من أجل الأعمال الخيرية، عهد اتخذته على نفسي في بدايتي، وسأظل ألتزم به.

 

تصوير: Kenzalebas

مكياج: Odile Jimenezmua

تنسيق الملابس: Celine Laviolett

انتاج: Aleen Agency

يمنى خوري: youmibeauty.com​​​​​​​

المزيد
back to top button