Olivier Polge، صانع العطور الداخلي لدى Chanel، يتحدّث عن عطر N°5 الشهير، ويعيد تفسيره ليتناسب مع أيّامنا هذه، وعن استمرار هذه الرائحة الخالدة في إلهام النساء للتعبير عن شخصيتهنّ الفردية في مشهدٍ نابضٍ بالحياة ومتطوّر.
نشأتك كانت في عائلة ذات تراث غني في العطور، فكيف شكّلت تلك البيئة رؤيتك الإبداعية لعطور مثل N°5؟
من الصعب أن أدّعي خلاف ذلك. إن أصبحتُ صانع عطور، فلأنّني قد تأثّرت بالتأكيد بعائلتي. صحيح أنّ والدي كان صانع عطور، وكان والداي يحبّان الفنّ بشكلٍ عام. لطالما كانت فكرة الخلق مهمة جداً بالنسبة لنا. وعطر N°5 رائع. إنّه عطر يتجاوز Chanel عندما تتعرّف إلى العطور. أحد الأشياء التي عليك أن تتعلّمها عن ظهر قلب هو كيفية صنع هذا النوع من العطور.
ما هي عناصر عطر N°5 الأصلي التي ألهمتك عندما أعدت تفسير العطر؟
أعتقد أنّ الكثير من الناس يعرفون عطر N°5، ويربطونه بشخصٍ يعرفونه، لكن ليس جميعهم على علاقة حقيقية بهذا العطر. يتمتّع N°5 بهوية قوية لدرجة أنّه بمجرّد ذكر المواد الخام للرائحة مثل بعض الزهور، والفانيليا، وخشب الأرز، يمكنك حقاً تكوين فكرة عن العطر. كانت فكرتي الأساسيّة هي أن أتلاعب بالخفة، أو أتلاعب بأقمشة معيّنة وهذا ما يمكن أن يفاجئ الكثير من الناس.
كيف حافظتَ على إرث عطر N°5 مع تحديثه ليناسب جمهور اليوم؟
إن كنت تتحدّثين عن الحفاظ على قلب العطر، وتغيير الكميات، والتلاعب بالكثافات، فهناك حالة ذهنية معيّنة عندما تصنع عطراً لـ Chanel. عطر N°5 مميّز جداً لدرجة أنّه يمكنك حقاً جلب الرائحة إلى توقيعات مثيرة جداً للاهتمام.
كيف يتطوّر العطر بدءاً من النغمات الأولى وصولاً إلى انطباعه الدائم على البشرة وترك أثره عليها؟
هناك شيء ناعم جداً في عطر N°5؛ له كثافة معيّنة وهي تضيف إليه عمقاً معيّناً بتزاوجها مع بعض الزهور. هناك مزيج من الروائح الزهرية والفانيليا والنغمات الخشبية. تتفاعل كلّ من هذه المواد الخام مع بعضها البعض لتكوين الروائح الوسطى والعليا، مما ينتج عنه عطر يتطوّر ويترك أثراً خلفك.
لقد أصبح عطر N°5 رمزاً للأنوثة والرقي. من وجهة نظركَ، ما هي المشاعر والصور التي يثيرها العطر اليوم؟
صحيح أن جزءاً من جمال العطر يأتي من المرأة التي ترتديه. العطر يشبه تقريباً الآلة الموسيقية؛ فهو يمنحك فرصة العزف على نغماته. كما يختلف كلّ زيّ بحسب المرأة التي ترتديه، فإنّ هذه الرائحة ستبدو فريدة من نوعها على كلّ امرأة. فالعطور تعزّز المشاعر.
تصوّر الحملة Margot Robbie في رحلة مرحة وعفوية لاكتشاف الذات، حيث تلعب الرغبة والترقّب أدواراً رئيسية. كيف يجسّد عطر N°5 هذا الشعور بالحرية وتمكين المرأة ويعزّزه؟
هناك الكثير من الإحساس الذي أحبّه في هذا الإعلان التجاري. بطريقةٍ ما، العطور هي فعلاً وسيلة للتعبير عن نفسك، وأعتقد أنّه إن فعلتِ وأعليتِ الصوت، فهذه هي الخطوة الأولى للتمكين.
إلى أيّ درجة تعتقد أنّ التكنولوجيا مستخدمة في صناعة العطور، خاصةً وأنّ العديد من العطور الحديثة تتضمّن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدّمة؟ وهل يتمّ استخدام هذا النهج لدى Chanel؟
ليس بعد؛ أنا لست هنا من أجل الخلق نفسه. نحن لسنا في عجلة من أمرنا، وأشعر أنّه لا يوجد صواب أو خطأ في العملية الإبداعية للعطر. إنّها مسألة ذاتية، وبصراحة، لا أريد الاعتماد على آلة في هذا الجزء. إنّ تقنيتي أكثر ارتباطاً بالممارسات الزراعية، والتي قد تتضمّن أساليب عالية التقنية، ولكن هذا كلّ ما في الأمر. على سبيل المثال، نستخدم الجزيئات الاصطناعية، لكنّنا نعلم اليوم أنّه يمكننا العثور على مواد خام طبيعية موثوقة. منذ بضع سنوات، تمكنّا من استخلاص الألدهيدات الطبيعية من مصادر الحمضيات، مما يُغْني الألدهيدات الأصلية. ويتمّ استخدامها في عطر N°5، مما يوفّر نغمات وألواناً جديدة.