بدء موريس روسيلMaurice Roucel حياته العملية في عام 1973 كخبير كيميائي لعلامة Chanel حيث اضافة لمسة مميّزر للعديد من الاختبارت المشتركة إلى أن بدء بصنع عطوره الخاصة في عام 1978 والتي تحمل اسمه. وقد فاز موريس روسيل في عام 2002 بجائزة بريكس فرانسوا كوتي للعطور.
ELLE Arabia: أطلعنا باختصار ما الذي جعلك تختار مجال صنع العطور.
Maurice Roucel: لقد ولدت في نورمانديا وبقيت فيها حتى بلغت سن الخامسة – وهذه المنطقة، على خلاف بروفانس، غير مرتبطة بعالم العطور. إلى حد ما لم يكن يبدو أنه قدر لي أن أصبح صانع عطور. غير أنني منذ الطفولة احتفظت ببعض الانطباعات الشمية القوية مثل رائحة أطباق البطاطا المقلية على الكورنيش أو خليط رائحتي الورد والياسمين التي كانت تفوح من Ambre Solaire، المستحضر الخاص لاسمرار البشرة والذي أصبح جزءا من الثقافة الفرنسية "الشمية" منذ أن دخلت الإجازات مدفوعة الأجر حياتنا.
عندما كان عمري 23 عاما وكنت قد نلت إجازة في الكيمياء، اقترحت عليّ شركة Chanel إنشاء مختبر كروماتوغرافي، وهو عبارة عن تكنولوجيا تسمح بتحليل مكونات العطور. على الرغم من أن هذه العملية بعيدة عن الإبداع، إلا أنني قضيت السنوات الست التالية في دراسة العطور من الناحية الذرية، أي أنني كنت أشمها حتى أشعر بالحرقة في أنفي. تدريجيا بدأ اهتمامي يتحول من مجال الذرات إلى مجال صنع العطور.
ELLE Arabia : ما أبرز ما تعلمته من خلال الخبرة التي اكتسبتها في العمل لدى Chanel في بداية حياتك المهنية؟
إنها الخبرة التي عرفتني على أسس صنع العطور وجعلتني أفهم مواد الخام المستخدمة في ذلك بشكل أعمق. "المواد الخام في مجال صنع العطور هي كالنوتات بالنسبة للموسيقى، كالألوان بالنسبة للرسم أو الحروف بالنسبة للأدب". أنا أعلم أن كل مكون في المواد الخام له مساهمة خاصة في العطر. ففي Chanel كانوا يعيرون اهتماما خاصا بجودة مواد الخام المستخدمة. فعندما التحقت بالعمل في الشركة تولدت بيني وبين عالم العطور علاقات تشبه تلك التي تتولد لدى دخول الشخص في مجال "الفورمولا-1" الساحر. مع الوقت تجتاحك رغبة كبيرة بأن تصبح سائقا وتقود سيارة السباق! وهذا مع حصل معي.
E.A: عشت 12 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية، ما رأيك بالعطور الرجالية والنسائية في هذا البلد؟
M.R: لكل بلد ميّزاته الخاصة. أشياء أعجبتني وأخرى لا.
E.A: أين تجد مصادر إلهامك، كيف تؤثر فيك، ومن أي تأتيك الأفكار الجديدة؟
M.R: يلهمني الأشخاص الذين أعمل معهم والمهام التي تولى إليّ. المصدر الأول والثاني يولّدان في نفسي الذكريات والمشاعر الضرورية للإبداع. أمّا في عقلي الباطني، فتولّد الأفكار، إلا أنها تنتظر الوقت المناسب لرؤية الضوء. عندما كنت أعمل على عطر Atkinsons Amber Empire، اعتمدت على مفهوم "الاستشراق الأقصى". قرّرت استخدام شاي أولونغ كمصدر للإلهام كي أصنع منتجاً يتصف بالتباين الشديد على غرار باقي منتجات Atkinsons. توصّلت إلى تأثير الشاي الطازج الموزون بصبغة العنبر الحلو. إنه عطر ساحر للغاية ومؤثّر وكأنه يحتضنك. قد يجعلك تفكرين برائحة الأرز مع أنه لا يحمل هذه الرائحة.
E.A: ما هي الخصائص الأساسية التي يجب أن يتحلى بها صانع العطور الماهر؟
M.R: لا مجال للإبداع ما لم يكن هناك توجّه واضح. التوجّه بالنسبة لي هو ما أريد أن أوصله للمستهلك: يجب أن تكون الفكرة واضحة وأن يتمكّن لمن يتنشّقها فهمها. أعتقد أن قوة التعبير هي في بساطته. يجب أن يكون بسيطا ولكن ليس مبسّطا. يجب أن يكون التعبير جميلاً كي يضيف المتعة. اعتمد على نفس المبدأ خلال عملي مع Atkinsons، وذلك أن يجمع العطر بين الأسلوب الإبداعي غير المتوقع والتألّق الكلاسيكي.
E.A: لماذا برأيك تلعب فرنسا دوما ًدورا هاما في مجال صنع العطور وتعتبر موطناً للعطور المعروفة؟
M.R: لدى فرنسا تقاليد عريقة وخبرة كبيرة في مجال صنع العطور. لا مجال لنفي هذا الإرث الرائع. فهي لا تزال مركزا للإبداع في مجال العطور إلى جانب عاصمة العطور الأخرى وهي نيويورك. تتميّز فرنسا بالتربة التي تنبت فيها الزهور التقليدية الهامة في هذا المجال: الورد والياسمين في مدينة غراس، الخزامى في البروفانس.
E.A: برأيك، لما يختلف تأثير العطر من شخص لآخر؟ ما هي العوامل التي تؤثّر على الرائحة؟
M.R: من الناحية التقنية، فإنه لا توجد أسباب تجعل رائحة العطور تتغيرّ من شخص إلى آخر.
أعتقد أن الإدراك الشمي قد يؤثر قليلاّ على ذلك... إنه مثل رائحة بشرة الإنسان أو بسبب الطعام (خاصة إن كان حارا كما هو منتشر في بعض الدول)، أو بسبب رائحة مستحضر تجميلي.
E.A: ما هو العنصر الذي تفضل استخدامه ولماذا؟
M.R: فيما يتعلّق بالروائح، ليس لدي عنصر مفضل. لقد استنتجت أنه من الأفضل إعادة تطوير المكونات العطرية التي تعجبك بدرجة أقل. لم أكن أحب شجرة البرتقال. إلا أنني صنعت Hermès 24 Faubourg! لذلك فإن المكوّنات المفضلة لدي هي تلك التي تساعدني في خلق التعبير المطلوب بناءّ على الفكرة أو العلامة التجارية. إلا أنني أعترف بأني أحب صنع الروائح القويّة، الدافئة والمثيرة التي تعتمد على العنبر. Amber Empire، الأمر الذي يفسّر شغفي للمجموعات الشرقية.
E.A: ما هو شعارك؟
M.R: أمشي في طريقي وألركّز اهتمامي على حدسي.
E.A: أين ترى موقعك في عالم تجارة العطور ؟
M.R: تعرف Symrise بعراقة صناعتها للعطور الناعمة منذ 220 سنة. على الرغم من هذا التاريخ العريق، إلاّ أن الشركة تسعى دائماً للتجديد مع الحفاظ على العطور التقليدية (قاعدة DeLaire من الجيل الجديد) وطرحها بأسلوب حديث ومتكامل يجمع بين المكوّنات الطبيعية والتركيبة الكيمائية. لذلك فإن مهمتي تكمن في دعم هذا الإرث الرائع وصنع عطور الحديثة ضمن الشركة قواعد متجدّد في مجال صنع العطور.
E.A: وفي نهاية اللقاء، ماذا تقول لقراء Elle Arabia؟
M.R: بصفتي صانع عطر فرنسي، أفخر بأن المجلة الفرنسية Elle اختارتني كي أقوم بالترويج لأفكار الجمال والإبداع في عالم تصنيع العطور في هذه المنطقة الملهمة، المتنوعة جماليا مثل الدول العربية. يتميّز العرب بمعرفتهم القديمة للعطور ولهم ذوق مميّز. يمكنني أن أنصح محبّي العطور باستكشاف مجموعة Atkinsons. إنه عالم فريد من العطور يجمع ما بين الرفاهية المعاصرة والتقاليد البريطانية الساحرة!
حاورته ندى قبّاني