تعد هندسة الديكور من التخصصات الحديثة القديمة، التي تحاكي عصر الحداثة والتطور وتمزجه بالماضي والتاريخ، فهو يرتبط بالفن المعماري على مر العصور. كما وتهتم هندسة الديكور في توزيع الأثاث في المكان وتجميله بالاستعانة بعناصر إبداعية مبتكرة وجديدة.
كان لElle Arabia فرصة إجراء مقابلة شيقة مع مهندس الديكور العالمي خوان بابلو مولينوكس Juan Pablo Molyneux من أشهر المصممين في العالم، وله بصمة لا يستهان بها في منطقة الشرق الأوسط، فقد عمل مع الكثير من الأمراء والشيوخ العرب، بالإضافة الى رجال الأعمال النافذين والأثرياء من مختلف أنحاء المنطقة العربية.
فكان هذا اللقاء..
Elle Arabia: أخبرنا عن بدايتك: كيف ولماذا اخترت هذا المجال؟
Juan Pablo Molyneux: التحقت بمدرسة الفنون الجميلة بباريس، حيث أتممت دراستي بها، ومنذ الوهلة الأولى التي أقدمت فيها على تنفيذ مشاريع طلابية، وجدت نفسي أكثر اهتمامًا وحبًا لتصميم تفاصيل الملامح الزخرفية الداخلية للمباني. أصبح العمل كمصمم داخلي منذ ذلك الحين، هو الخطوة المنطقية التالية، وحلم حياتي المهنية، وكان الفضل الأكبر في نجاحي يعود إلى التدريب الشاق والرغبة القوية في تحقيق النجاح، اللذين دفعاني لتحقيق هذا الإنجاز المهني، والذي أشعر أنه كان أمرًا حتميًا لتلك الرغبة والجهد المبذول.
تقوم عقيدتي المهنية الراسخة بصفة أساسية على فكرة أن فن العمارة، والتصميم الداخلي، وتصميم البيئة الخارجية المحيطة بالمبنى، تعتبر كلها وحدة واحدة وجزءاً لا يتجزأ من مفهوم الهندسة المعمارية. وعلى الرغم من أن المسمى الوظيفي لمهنتي هو "مصمم داخلي"، إلا أنه على سبيل المثال، حينما يأتيني عملاء ممن يحملون أفكارًا خلاقة ويطلبون مني تصميم حدائق منازلهم، لا أجد غضاضة في تنفيذ أفكارهم على أرض الواقع، لأنني أرى أن تصميم الحدائق يعتبر امتدادًا طبيعيًا للتصميم الداخلي للمنازل.
E.A.:ما الذي يميز تصميماتك عن تصميمات الآخرين؟
لا أتبع منهجًا محددًا، ولا أعبأ بأن أضع نفسي موضع المقارنة مع غيري من المصممين المعاصرين ممن هم على قيد الحياة. ما يمنح أعمالي طابعها المتميز هو ما أوليه من اهتمام وعناية فائقة بجودة كافة جوانب وتفاصيل العمل، بدءًا من الأرضيات الرخامية، إلى الأسقف المطلية، علاوة على أنني لا أقنع بما وصلت إليه، ولا أجعل منه نهاية المطاف، بل - على العكس – دائما ما أطالب نفسي وفرق العمل التابعة لي- سواء في باريس أو نيويورك- والحرفيين المُبدعين، والعمال، والمقاولين، بأن يبذلوا كل جهد للإبداع والوصول إلى درجة الكمال.
E.A.: ما الذي تراه سر نجاح أي تصميم معماري؟ وما النصائح التي تسديها لمن يترسمون خطواتهم الأولى في هذا المجال؟
يكمن السر وراء نجاح أي عمل معماري في نهاية المطاف، على قدرته بالوفاء بما هو منوط به من أهداف ومتطلبات، التي قد تتغير بمرور الزمن على مدار السنين والقرون. وفي نفس الوقت الذي أُقّدر فيه التصميمات التي تتسم بالجرأة ولا تحذو حذو النهج التقليدي ولم يتم تجربتها على أرض الواقع من قبل، فإنني أُقّدر أيضًا بوجه خاص الروائع المعمارية لفنان القرن الثامن عشر "كلاود نيكولاس لوديو"، كما أنني أعيش في مضمار آخر، وأقوم بتنفيذ كل ما بات ممكنًا بعد أن استحال تنفيذه في نظر الكثيرين، بداية من التصميم برسومات اللوحات والقلم والحاسوب، وصولًا إلى التنفيذ الذي يأخذ بالألباب على يد مهرة الحرفيين، وصناع الأثاث، والمبدعين، والمقاولين الذين يقومون بتجسيد أحلامي وأحلام العملاء إلى واقع ملموس.
أهمس في أذن كل معماري، أو مهندس تصميم داخلي يخطو خطواته الأولى في عالم المهنة، بأن يجوب العالم ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، فعلى الرغم من أهمية الدراسة الأكاديمية، وخصوصًا دراسة الأساليب المعمارية التاريخية، إلا أن الترحال والاستمتاع بالمشاهدة له أثره البالغ في فتح الآفاق والمدارك على أفكار جديدة تتفتق عنها قريحة المسافر نتيجة احتكاكه بالتاريخ مجسدًا في زيارة المباني العتيقة والقصور والمتاحف وغيرها من الأماكن التي وجدت فيها ضالتي المنشودة في حياتي المهنية، لذا فإنني حينما أكون منهمكًا في لقاءات العملاء والزيارات الميدانية لمواقع العمل في أوروبا وروسيا والشرق الأوسط، لا أجد بدًا من إفساح بعض الوقت للتأمل في كل ما هو جديد وطريف في عالم الهندسة المعمارية.
أذكر أنني حينما كنت طالبًا حديث العهد بهذا المضمار، سافرت برًا إلى روسيا التي كانت تعرف آنذاك بالاتحاد السوفيتي، مستقلًا سيارة من طراز "سيتروين"، ولكم كانت رؤية المشاهد المعمارية رؤي العين بمثابة الإلهام الجمالي الذي هيمن على كل مشاعري وظل مسيطرًا على حواسي وذوقي المهني طوال مشواري.
E.A.: كيف تصف لنا أسلوبك المتميز؟
ليس لدي أسلوب خاص، بل هي شخصيتي الخاصة في التعبير.
تخضع كافة مشروعاتي المعمارية لعدد من المعايير البارزة، أهمها الجودة المُثلى وتحقيق الرفاهية بخلق الجوانب الجمالية، والكفاءة العملية، ويمكن أن تختلف هذه المعايير من حيث المنظور والمكان، بيد أنني أروم دومًا خلق ملاذ آمن يتصف بالألفة وتوفير أسباب الراحة لكل عملائي، الأمر الذي يجعلني لا أفتأ أدقق في مفهومي عن الملاذ المثالي لكل عميل، انطلاقًا من رغبتي الشديدة في منح عملائي ما يفوق توقعاتهم، أو بالأحرى ما لم يجل بخواطرهم، بلمسة من الرفاهية تتحول معها حياتهم إلى جنة من الجمال والراحة.
E.A.: ما الأمر الذي يمثل التحدي الأكبر أمام المصمم المعماري؟
أحيانًا ما أجد في أصعب التحديات فرصة لتحقيق أفضل المنجزات، فقد عملت في عدد من مشروعات المقار الدبلوماسية المملوكة لحكومات، وكم كانت الصعاب والتحديات التي يتسم بها العمل في جو من الروتين والإجراءات البيروقراطية المُنهكة في السعي ما بين لجنة وأخرى. وعلى الرغم من ذلك، فقد كانت بعض هذه المشروعات من أبرز الإنجازات المُذهلة، مثل مشروع جناح المعاهدات بقصر "كونستانتينوفسكي"، والغرف الروسية "بقصر الأمم" في جنيف بمقر الأمم المتحدة. وعلى الرغم من ذلك، فقد خرج من رحم هذه المعاناة الرهيبة، والساعات الطويلة التي قضيناها في المفاوضات والمشاورات، وما تبع ذلك من جهد جهيد حاولنا فيه التغلب على الصعوبات البيروقراطية، مشروعات معمارية مُلهمة في نهاية المطاف، وفرت لروادها من رجال السياسة وقادة العالم وحكام الأمم أجواء من الرفاهية والألفة ربما أعانتهم على إيجاد حلول خلاقة للمشكلات العالمية بروح ملؤها التعاون البّناء.
E.A.: ما أكثر المشروعات التي كانت تمثل تحديًا مهنيًا لكم؟ ولماذا؟
أعتقد أن أكثر المشروعات التي قمت بتنفيذها وشكلت تحديًا لي في مسيرتي المهنية، هو المجمع السكني بالغ الفخامة الذي أشرفت على تصميمه وتشييده في كندا، والحق يقال إن العميل كان أحد العقول المستنيرة المثقفة، ومن ذوي الرؤية العالمية علاوة على كونه يملك دراية طيبة بالفن المعماري الروسي أواخر القرن الثامن عشر الذي استلهمناه في تشييد المبنى. لقد كانت فكرة تشييد قصر على غرار العمارة الروسية يحمل طابع القرن الثامن عشر المعماري، ولكن في القرن العشرين يمثل تحديًا حقيقيًا لي. ومع ذلك، لا زلت أحمل أجمل الذكريات لهذا المشروع. امتزجت سنوات الجهد الشاق التي قضيناها في بناء هذا المشروع العملاق الذي تبلغ مساحته ثلاثة آلاف متر مربع، بالكثير من المتعة والبهجة، بالإضافة إلى أن رؤية العميل وسعة أفقه وعلمه كانت بمثابة التحدي العقلي والمهني لقدراتي المعمارية، ولقد بدا ذلك جليًا منذ لقائي الأول به، حينما استفزت معارفه الغزيرة خبراتي العلمية والعملية، حتى شعرت وكأنني في اختبار لمناقشة أطروحة رسالة لنيل درجة الدكتوراه، وليس في مجرد لقاء عمل تقليدي!
E.A.: هل أنت راض عن نفسك، وما خططك المستقبلية؟
أشعر بالسعادة، ولكنني اتطلع دائمًا إلى المزيد! فعقلي في حالة تفكير دؤوب، أبحث دائمًا عن المشروع المُبهر .. أيًا كان حجمه .. كبيرًا كان أم صغيرًا، بسيطًا كان أم بالغ التعقيد.. أسعى دومًا للعمل مع عملاء مثاليين ومحبوبين يشاركونني رؤيتي الإيجابية للحياة.
كما أشعر بالكثير من الرضا والارتياح عن مشروع قصر "بوي سير فان" بإقليم "شامبين"، الذي عكفت مؤخرًا على ترميمه، وأقوم بقضاء عطلة نهاية الأسبوع هناك كلما سنحت لي الفرصة لزيارة فرنسا. وقمت بجعله مقرًا لمؤسسة تستهدف دعم وتشجيع الحرفيين المهرة في المستقبل.
يغمرني شعور بالغبطة الشديدة أن يفتح هذا القصر الذي يرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر أبوابه في المستقبل للنابغين من خريجي كليات الفنون التطبيقية الفرنسية والأوروبية. وسوف يكون في مقدورهم من خلال نظام المنح الدراسية، أن يجدوا الفرصة سانحة للارتقاء بمعارفهم، في ظل الشراكة مع جمعيات التراث الخاصة التي أتشرف بالانتماء إليها وهي: "جمعية التراث الفرنسية"، و"صندوق الآثار العالمية"، و"أصدقاء فيرساي الأمريكيين"، ويمكن أن يحصل الخريجون على فرص عمل بمشروعات ترميم التراث الكبرى التي تقام تحت رعايتنا.
وكما ترى، ليس هناك أي انفصام بين عملي وشغفي بالحفاظ على التراث، والسعي نحو التميز والموهبة والإبداع.
E.A.: ما مصدر إلهامك؟
في الوقت الحالي، أجد الإلهام في الزجاج، والزجاج المُشكل أو المصبوب على وجه الخصوص، وأجدني أميل لاستخدامه بأشكال مختلفة في العديد من مشروعاتي، كأن أشيد مدفأة من الزجاج المُشكل، أو أقوم باستخدامها في الحجرة بأكملها، مع ألواح وتشكيلات أخرى تشغل الحيز الواقع ما بين الأرضية والسقف، وكلها من الزجاج. يخلق الدور الذي يلعبه الضوء ما يشبه السحر، والسر الكامن في ذلك هو ببساطة أن الضوء الواقع على الزجاج يقوم من خلال تضخيم الأحجام والمساحات بإضفاء نوع من المهابة على المكان.
كما أجد في المدن التي أعمل بها في الوقت الراهن مصدر إلهام دائم، فموسكو وبيروت وتبليسي ولندن ونيويورك تعد مصدر إلهام سرمدي يتجلى في مبانيها وفنونها وثقافاتها وشعوبها، بل وفي الهواء المتنسم ذاته!
لكن لا يتعين بالضرورة أن أتواجد في مدن شهيرة أو في العواصم الكبرى المتقدمة حتى أجد مصدر إلهام لي، فحين ألجأ إلى البيت الريفي الذي أملكه، أنعم بالاسترخاء ورسم التصميمات، وأحادث رفاق العمل عبر خاصية "الفيديو كونفرانس"، أو حتى حين أتفقد حماري، أو الدجاج، أو البجع، أو الطاووس أو ألهو مع كلابي، فإنني أجد أيضًا مصادر إلهام لانهائية، وليس فقط الإلهام المنشود، بل أجد معنى الحياة ومذاقها.
E.A.: ما هدفك النهائي؟ وما الذي تود أن يذكرك الناس به؟
أسعى بطبيعة الحال لأن يُخلد ذكري، وأن يذكرني الناس دائمًا كما أنا بالضبط، ومن أكون ودون الإقلال من شأني قيد أنملة. تتحدث تصميماتي عن نفسها، وسوف تظل محط أنظار وأسماع الجميع.
E.A.: ما الفرق بين المعماريين في الماضي وفي الحاضر؟
كان فريق عملي في نيويورك يبحثون مؤخرًا في أدراج الملفات عن مخططات تصميمات كنت قد انتهيت منها منذ أعوام مضت. يعتبر العثور على تصميمات قديمة مرسومة باليد للأثاث، بالإضافة إلى المصاعد عتيقة التصميم التي طواها النسيان، وتصميمات الأرضيات، والتشكيلات، بالنسبة لمثل هؤلاء الشباب الذين يقضون معظم أوقاتهم في التصميم على الحاسوب، معينًا لا ينضب كمصدر للإلهام. كما يقوم فريق عملي بتصميمات رائعة ثلاثية الأبعاد، وحين استرجع ذكرياتي قبل وجود هذه التقنيات، يمكنني أن أرى كيف تطورت، وكيف تطورت تصميماتي المعمارية لتتفوق على هذه التقنيات، حيث لا يمكن تمييز التصميمات ثلاثية الأبعاد عن الصور الفوتوغرافية في العصر الحالي. تتيح هذه الرسومات ثلاثية الأبعاد ذات التفاصيل الدقيقة المذهلة للعميل في كل غرفة بكامل تشطيباتها وأثاثها؛ مما يدفعنا للقول بأن زمن تصميمات لوحات النقاط الأساسية قد ولى عصرها! بل بات بمقدورنا الآن الحصول على تصميمات كاملة ثلاثية الأبعاد بخاصية الواقع الافتراضي بحيث يمكن للعميل ارتداء نظارات خاصة ويقوم بتجربة وجوده داخل كل غرفة بنفسه. إنها تجربة مذهلة وليس في وسع العميل مقاومة إغراء هذا التطور!
وعلى الرغم من ذلك، فإن التصميمات اليدوية والرسومات وخطط الأرضيات لها رونقها، والأحاسيس التي تمنحها، والهالة التي تحيط بها، فضلًا عن قيمتها الخاصة التي لا يمكن إعادة إنتاجها، أو غض الطرف عنها. ما أتطلع إليه هو أن يصبح فريق عملي قادرًا على استخدام تقنية الحاسوب المعاصرة بإجادة تامة، مع إيفاء المهارات "التقليدية القديمة" حقها من التقدير، وإجادة القدرة على استخدامها حين تسنح الفرصة لذلك، أو الرغبة فيها عند الضرورة.
E.A:هل تشعر بأي فارق في التعامل بين عملاء الشرق العربي وعملاء الغرب؟
لقد كان استيعاب الثقافات، وأنماط الحياة، وهياكل الأسرة، ومعتقدات وأحلام عملائي، يمثل قيمة مضافة لمسيرتي المهنية ومشروعاتي في كافة أنحاء العالم.
E.A.:ماذا أضاف العمل مع العرب إلى مسيرتك المهنية وخبرتك العملية؟
بينما استمتعت كثيرًا بتصميم حدائق المنازل لعملاء آخرين، إلا أنني أُقّدر على وجه الخصوص التحدي الذي كان يمثله بالنسبة لي تصميم حدائق عميلي سمو الشيخ محمد آل ثاني.
استطعت تجهيز حديقة معاصرة مستوحاة من مجموعة تصميمات مناظر طبيعية فرنسية وشرقية متنوعة. اشتملت تصميمات هذه الحدائق على سبيل المثال لا الحصر، على اثنتين وعشرين نافورة وحمام للسباحة وبستان زيتون تحفه أشجار عتيقة تبلغ أعمارها أكثر من ثلاثة قرون، ومساحة فدان من المروج الخضراء، وأحواض من الزهور والنباتات العطرية، ومجموعة من أشجار النخيل الملكية هائلة الحجم.
يبدو الأثر الفرنسي جليًا من خلال التصميمات المتناسقة والهندسية، بينما يتجلى التأثير الشرقي من خلال ثلاثة عناصر وهي الماء والظل والعطر، ونجد قبالة القصر تعريشة خشبية مغطاة بنباتات متسلقة تشبه تلك الموجودة بجناح "بافيليون فريس" بفرساي.
يقسم الحديقة رواق أعمدة كبير على الطراز الكلاسيكي الجديد إلى نصفين متمايزين، أحدهما مخصص لاستقبال الزائرين، بينما تم تشيد الآخر على ربوة عالية مخصصة للاجتماعات العائلية والخاصة.
قمت مع فريق عملي بإجراء بحث متخصص حول التأثيرات الضوئية الخارجية، وكيفية رؤية الإضاءة الداخلية من الحدائق في الخارج طوال ساعات النهار، وقد كان لذلك أهمية خاصة، نظرًا لما يقوم به عميلي وأسرته من عقد حفلات استقبال خارجية وتجمعات في الهواء الطلق بصورة منتظمة، كما وقع الاختيار على نباتات خضراء تقوم بخلق أجواء ساحرة من الراحة والمتعة عندما تمتزج بصوت خرير المياه ورائحة الزهور المُنعشة.
سوف تصل الحديقة إلى ذروة رونقها خلال عشر سنوات حينما تبلغ قمة الجمال والتأنق!
E.A.: مَن المصمم المعماري الذي كنت تعده نموذجًا يحتذى به؟ أو تروق لك تصميماته؟
وجدت الإلهام منذ الأيام الأولى في مسيرتي المهنية في الشخصيات البارزة في العمارة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، بما في ذلك المعماريين من أصحاب مذاهب الكلاسيكية الجديدة، والفترات المتأخرة من عصر التنوير أمثال جاك جيرمان سوفلو وجاك آنج جابرييل وكلاود نيكولاس لوديو.
E.A.: هل تسود المنافسة في مجال عملك؟ وكيف تتعامل معها؟
لا أنافس أحدًا، بل أنافس نفسي فقط في التفوق على أفضل ما قدمت من جهد من قبل، وأعتبر خلاف ذلك مضيعة للوقت.
E.A.: كيف ترى الثقافة المعمارية في منطقة الشرق الأوسط؟
أتطلع إلى إضافة تراثي الخاص إلى الثقافة المعمارية في الشرق الأوسط، أستقي من الثراء غير العادي والعمق التاريخي، وأن أجد الإلهام في الحداثة المفرطة المتألقة ببريقها الخلاب في الواقع العمراني المستقبلي.
E.A.: من كان له التأثير الأكبر في حياتك؟
أود أن أقول إنها زوجتي، وإليها يرجع الفضل في كل ما أنا فيه الآن.
E.A.: ما الحكمة التي تؤمن بها؟
لقد عدت للتو من بيروت، حيث ردد أحد أصدقائي على مسامعي حكمة أعجبتني كثيرًا: "من يرد أن يفعل شيئًا فسوف يجد السبيل إلى ذلك، ومن يرد أن يهنأ بحياة الدعة والخمول فسوف يجد لنفسه ألف عذر."
E.A.: ما أكبر نقاط القوة لديك؟
تعتبر المرونة واحدة من أكبر نقاط قوتي، وهي السر وراء ما حققته من نجاحات، فأنا على استعداد دائم للسفر في أي وقت عندما يطلب مشروع أو عميل جديد خدماتي في أي مكان من العالم. فلدي حقائب سفر جاهزة مزودة بأغطية صوفية للنوم في الطائرة المتأهبة للإقلاع، وبهذه الحقيبة يمكنني السفر لأي مكان باسترخاء تام فور استدعائي لعمل، ومن ثم لا تفوتني أية فرصة سانحة، بل إن الأمر لا يستغرق مني وقتًا طويلًا للتفكير في أي طلب، فجل همي هو المشروع الجديد.
وبقدر ما أتمتع به من مرونة مع العملاء، فبينما يملك الآخرون فكرة واحدة عظيمة، أحمل في جعبتي عددًا كبيرًا من الأفكار الرائعة، وأمتلك من المرونة ما يكفي لتعديل أية فكرة من هذه الأفكار ليتوافق مع ثقافة العميل ونمط حياته واحتياجاته الحالية والمستقبلية.
E.A.: كلمة أخيرة توجهها لقراء النسخة العربية لمجلة Elle Arabia؟
لا تعش أسير الماضي، بل تعلم منه فقط.
حاورته فدى رمضان