في إطار احتفالية أسبوع الموضة في الرياض، الذي يسلّط الضوء على الإبداع السعودي المتجدّد، أجرينا مقابلة خاصة مع المصمّمة السعودية ريم الكنهل التي قدّمت مجموعتها الجديدة بعنوان. Homage مجموعة تحمل بين طبقاتها الكثير من الحنين، وتُعيد من خلالها المصمّمة قراءة التراث بطريقة تعبّر عن الذاكرة، والأنوثة، والرقي الهادئ الذي يميّز أسلوبها.
مجموعتكِ في أسبوع الموضة في الرياض بدت قريبة جداً من أسلوبكِ، راقية، خالدة، ومليئة بالمشاعر. ما الذي ألهمكِ هذا الموسم؟
هذا الموسم أردت العودة إلى الذاكرة، إلى الجمال والقوّة الهادئة التي نشأتُ وأنا أراقبها. Homage هي بمثابة تكريم شخصي لجدّتي Ommy Hessah، ولتلك الطقوس والتفاصيل التي شكّلت مفهوم الأناقة في طفولتي. لطالما آمنت أن الجمال الأقوى هو ذاك الذي يهمس بهدوء. المجموعة تقوم على هذا المفهوم، على الطبقات، التفاصيل الناعمة، والرقي الذي يسكن الذاكرة ويكبر مع الخيال.
تمزجين دائماً بين الثقافة السعودية والتصميم العصري. كيف جسّدتِ هذا المزيج في هذه المجموعة؟
بالنسبة لي، التراث ليس شيئاً ثابتاً، بل هو حيّ ومتجدد. في Homage، استحضرتُ عناصر من لباس المرأة النجدية، من الأقمشة المخططة إلى الشفافية في الأغطية والتفاصيل الدقيقة، وأعدتُ صياغتها بأسلوب عصري من خلال القصّات الحديثة والبنية الانسيابية. الطبقات في التصاميم تحمل طابعاً خالداً ومرناً في الوقت نفسه، مما يمنح كل امرأة فرصة لإعادة ابتكار التراث بأسلوبها الخاص. الأمر بالنسبة لي هو مواصلة حمل الثقافة إلى الأمام، لا تجميدها في الماضي.
تصاميمكِ تمنح دائماً المرأة حرية في ارتدائها بطريقتها الخاصة. لماذا تعتبرين هذه الفكرة أساسية في عملكِ؟
أريد لكل امرأة أن تشعر بأنها تُرى كما هي. تصاميمي خُلقت لتُعاش، لا لتُرتدى لمرة واحدة فقط. Homage تحتفي بهذه الحرية من خلال الأكمام القابلة للتعديل، القصّات الطبقية، والتصاميم الناعمة التي يمكن تنسيقها بطرق لا تُعدّ. هذه الحرية مهمة بالنسبة لي لأنها تسمح لكل امرأة بأن تجعل القطعة انعكاساً لذاتها، وبهذا تصبح جزءً من القصة.
هل هناك قطعة محددة من المجموعة تحمل معنى خاصاً بالنسبة لكِ؟
هناك إطلالة مستوحاة من القطعة الداخلية المخططة، "خط البلدة"، التي كانت جدّتي ترتديها. كنتُ مبهورة حين كنتُ أراها تظهر بخفّة تحت فستانها. كانت تفصيلاً بسيطاً لكنه يحمل الكثير من التميّز. أعدتُ تخيّل تلك اللحظة في تصميم طبقي يتحرّك بانسيابية مع الجسد، ناعم، قوي، وشخصي جداً. إنها طريقتي في إبقاء ذاكرتها حيّة من خلال التصميم.
أصبح أسبوع الموضة في الرياض منصة عالمية للمصممين الإقليميين. ماذا يعني لكِ عرض مجموعتكِ هنا على الصعيدين الشخصي والمهني؟
أسبوع الموضة في الرياض هو لحظة مهمّة تُبرز صوت الإبداع السعودي على الساحة العالمية. عرض Homage هنا، في وطني الرياض، يحمل معنى خاص بالنسبة لي. على الصعيد الشخصي، هو تكريم لجذوري. وعلى الصعيد المهني، هو تأكيد على أن التصميم السعودي قادر أن يكون محلياً في روحه، وعالمياً في أثره. هذه المجموعة وُلدت من الذاكرة، لكنها تنتمي إلى الحاضر والمستقبل.
