فيما تلقي نظرة إلى الوراء على عامٍ حافل بالأزياء الفاخرة، تشاركنا المديرة العالمية للاتصالات في Mytheresa رؤيتها حول إمكانيّة التوفيق بين الصحة، والمرونة، وقضاء الوقت الثمين مع الأحبّاء.
عزيزاتي قارئات ELLE Arabia،
مع اقتراب العام من نهايته، يغتنم الكثيرون هذه الفرصة للتأمّل في الأشهر الاثني عشر الماضية ـ وأنا منهم. ماذا حقّقت؟ ما الذي كان يمكنني أن أفعله بشكلٍ أفضل؟ ماذا سيحمل لي العام القادم؟ في وظيفتي كمديرة عالمية للاتصالات في Mytheresa، فأنا دائماً في حالة أَهُبَة وفرار. أسافر حول العالم من أجل أجمل أحداثنا. أقابل أشخاصاً لطفاء، طيّبين ورائعين على طول الطريق. أقوم بزيارة أماكن الأحلام التي لم أزرها من قبل وأتمكّن من اختبار تجارب "لا يمكن شراؤها بالمال". من الخارج، يبدو هذا بمثابة وظيفة الأحلام، وحتى بعد أكثر من ١٥ عاماً في صناعة الأزياء الفاخرة، لا يزال الأمر كذلك بالنسبة لي، ولكنّه أكثر من ذلك، هو عمل شاق. العمل الشاق الذي أنا أقصد وأريد القيام به لأنّني لطالما كنت طموحة، ومتلهّفة لتعلّم المزيد كلّ يوم، وللتعلّم من الآخرين ولتعليم الجيل القادم أنّ الأمر يستحقّ أن يكون لديك شغف بشيءٍ ما. إنّ عملي لا يتوقّف أبداً في الحقيقة. فأنا دائماً جاهزة وعلى استعداد للتنقّل، والعمل في عطلات نهاية الأسبوع وفي جميع الأوقات، وقضاء الكثير من الوقت على متن الطائرات وفي الفنادق، والتعامل مع فروق التوقيت واضطرابات النوم الناتجة عن الرحلات الجوية الطويلة. لكنّني أحبّ ما أقوم به، وأشعر أنّني محظوظة جدّاً ولا أريد أن تكون الأشياء على أيّ نحوٍ آخر.
ما يساعدني على الاستمرار هو التمارين الرياضية اليومية. حتى لو كان ذلك لمدّة ٣٠ دقيقة فقط، فإنّ وجود هذا الروتين في حياتي مهمٌّ حقاً بالنسبة لي. نصف ساعة لا أنظر فيها إلى هاتفي، وأركّز على جسدي وأقضي "وقتي-أنا" الحيوي. أمارس تمارين الكارديو، وأركض، وأرفع الأثقال، حتى أنّني أستخدم أصغر مساحة في غرفة الفندق عندما لا تكون هناك صالة ألعاب رياضية قريبة أو داخل الفندق، للقيام بتمارين التمدّد أو فقط لجلسة عضلات البطن السريعة. أشعر أنّني بحالة جيدة جداً بعد ذلك، وهذا يمنحني الطاقة، حتى عندما أشعر بالإرهاق. أحبّ أن أفعل ذلك قبل اجتماعٍ مهمّ، لأنّه يساعدني على التركيز. إنّ الحصول على وقت للتفكير والتأمّل هو أحد أثمن الأشياء التي يمكن أن تمنحك إياها الحياة. وينبغي عليك استخدامه، وتقدير المشاعر التي ترافقه. كوني فخورة بنفسك، لكن تقبّلي أيضاً عدم الأمان، وهو شعور طبيعي جداً. كامرأة في منصب قيادي، من المتوقّع منّي أن أبقى قويّة، ولكن يمكنني بالتأكيد طلب المساعدة في المواقف التي أشعر فيها بعدم الارتياح أو عندما أحتاج إلى رأي آخر. وهكذا فإنّني أتعلّم وأحاول أن أتحسّن في هذا المجال، لأنّه يساعدني ليس فقط على تطوير حياتي المهنية، بل أيضاً على نموّي الشخصي. ولا يتعلّق الأمر بأن تصبحي شخصاً أفضل، بل بمعرفة نفسك حقاً؛ معرفة ما أنت على استعداد لتحمّله، ومعرفة حدودك، ومعرفة ما هو مهمّ بالنسبة لك. بالنسبة للأيام المتبقية القادمة من عام ٢٠٢٤، أهمّ ما أريده هو قضاء بعض الوقت مع شريكي لأنّني لم أفعل أبداً ما يكفي طوال العام. كلانا يعمل بجدّ ونمضي ساعات طويلة في العمل، لذا فإنّ أفضل هدية يمكن أن أتمنّاها هي أن نخصّص الوقت الكافي لبعضنا البعض. فهذا هو الترف الحقيقي بالنسبة لي!
أتمنّى الأفضل لكنّ جميعاً،
ساندرا