التقت مجلة ELLE Arabia مع كارمن بصيبص وباسل خياط لاستكشاف تعقيدات مسلسلهما التلفزيوني الأخير "نظرة حبّ"، وهو قصة منسوجة بخيوط الحبّ غير التقليدي والتقلّبات الدرامية. خلال جلسة التصوير هذه المزدانة بمجوهرات وساعات Bulgari، تحدّث النجمان عن أدوارهما، وعلاقة كلّ منهما بالشخصيّة التي يلعبها، واللحظات التي لا تنسى داخل موقع التصوير وخارجه.

 

حدّثينا عن مسلسلك الأخير "نظرة حبّ"؟

كارمن: لقد كانت تجربة مذهلة، مختلفة تماماً وجديدة بالنسبة لي. كنت متحمّسة لتصوير شخصية جديدة والبدء في مغامرة لم يسبق لي أن مررت بها من قبل. في البداية، لم يتمّ الكشف عن الجانب الجامح لشخصيتي؛ أردنا أن نمهّد الطريق تدريجياً لما سيأتي لاحقاً في المسلسل. كانت نقطة التحوّل في شخصيتي، عند قبول لجوئها، بمثابة تحدّي فريد من نوعه، والذي وجدْتُه محفّزاً كممثلة. على الرغم من أنّ لعب هذا الدور كان صعباً، إلا أنّه كان مجزياً بنفس القدر. القصة غريبة وجميلة في نفس الوقت، والتعاون مع الفريق بأكمله، وخاصة المخرج وباسل خياط، كان ملهماً حقاً.

 

ما هي القواسم المشتركة مع الشخصية التي تلعبها؟

باسل: أتشارك مع الشخصية التي ألعبها العديد من السمات، لكن الرومانسية ليست من بينها. يستكشف مسلسل "نظرة حبّ" مفهوماً مختلفاً للحبّ بعيداً عن الحبّ اليومي المجرّد الذي نعيشه، حيث تلتقي روح شخصين على الرغم من عدم وجود أي شيء مشترك بينهما، فكلّ منهما على استعداد للتضحية بكلّ شيء في الحياة للحفاظ على علاقته بالآخر. إنّه شكل نقيّ ومجرّد للحبّ، خالٍ من أي مصلحة ذاتية. فهو يتجاوز الحبّ العادي، وكأنّه ولد في عالم آخر. هذا أمر نادر، وإذا كان موجوداً، فمن الصعب الحفاظ عليه.

 

ما هي اللحظة وراء الكواليس من تصوير مسلسل "نظرة حبّ" والتي ستجعلكما تبتسمان دائماً عندما تفكّران فيها أو تتذكّرانها؟

باسل: تصوير "نظرة حبّ" كان صعباً بسبب الظروف الصعبة. لكنّني أذكر بوضوح مشهداً رقصت فيه، وعلى وجهي ابتسامة تمتزج بمشاعر الألم والفرح والحرّية والحنين، كل ذلك على أنغام أغنية محبوبة من شخصيتي "بحر" بعنوان "أنا أعشق البحر". وأذكر أيضاً لحظة مضحكة من الحلقة الأولى أو الثانية مع طفلة صغيرة اسمها شادية، ويشار إليها باسم "منى" على اسم أختي المتوفاة. في أحد المشاهد، أسألها عن مفتاح غرفتي، وكانت دائما تختبئ وتخيفني، لكنّها في إحدى المرّات أخافتني حقاً!

كارمن: كانت هناك لحظات فرح كثيرة. أشعر بأنّني محظوظة لأنّني كنت جزءاً من هذا المسلسل. كان الفريق مثالياً، مما يجعل من الصعب تخصيص ذكرى واحدة فقط.

 

وماذا عن لحظة خاصة خلال جلسة التصوير هذه مع Bulgari؟

كارمن: كانت تجربتي مع Bulgari أنيقة ومميّزة. أقدّر المجوهرات المعبّرة التي تعكس شخصية فريدة، وهذا أمر أضعه في الاعتبار عند اختيار ملابسي. أفضّل الأناقة البسيطة، مثل تنسيق أقراط كبيرة مع فستان أسود بسيط. مجوهرات Bulgari، بقصصها وتفاعلاتها المميّزة مع الألوان وتصميماتها المبهرة والأنيقة، تتماشى تماماً مع أسلوبي.

 

ما هي أهم نصيحة تلقّيتها فيما يتعلّق بحياتك المهنية، وكيف أثّرت في عملك؟

باسل: المثير أنّها ليست نصيحة من شخصٍ واحد، بل الروايات والنصوص الأدبية التي قرأتها طوال حياتي، إلى جانب تجاربي الخاصة، هي التي رسمت طريقي. الخبرة لا تقتصر فقط على خوض الأحداث شخصياً؛ يتعلّق الأمر بالمحاولة، ومجازياً بالخروج، ومراقبة هذه التجارب لتمييز ما اكتسبه المرء، دون تحيّز. ويجب على المرء أن ينظر إليها من منظور خارجي، إذ ينظر الناس في كثير من الأحيان إلى أنفسهم كأبطال لقصصهم الخاصة.

 

كيف ساهمت الشهرة في تكوين وتشكيل شخصيتك؟

كارمن: إنّ التواجد أمام أنظار الناس يؤثّر حتماً على جوانب مختلفة من الحياة، على الرغم من أنّني قد لا ألاحظ التغييرات دائماً. منذ أول دور لي في مسلسل "دموع" عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري، تطوّرت مسيرتي المهنية تدريجياً. في حين أنّ هذا التقدّم قد شكّل شخصيتي، إلا أنّه لا يحدّد هويتي. سأظلّ وفيّة لمبادئي الأساسية وللمباهج البسيطة في الحياة.

باسل: الشهرة منحتني حكمة أكبر في الحياة. لقد جعلتني أكثر حذراً بشأن مختلف جوانب الحياة، وأكثر استبطاناً، وأكثر صدقاً مع نفسي. لقد أدركت أنّ جاذبية الشهرة، إن تمّ السعي لتحقيقها من أجل تعظيم الذات، يمكن أن تكون مدمرة. في البداية، تكون الشهرة مبهجة، ولكن مع مرور الوقت، يجب على المرء أن يتعلّم التفريق بين مطاردة الشهرة والاستفادة منها للنمو وتجاوز أخطاء الماضي وتلك التي ارتكبها الآخرون، للوصول إلى نقطة تفهم فيها أنّ الشهرة يمكن أن تكون قاتلة إن لم يتم التعامل معها بحكمة.

 

ما النصيحة التي تقدّمها لنفسك لو كنت أصغر سنّاً؟

باسل: هذا سؤال عظيم. أنصح نفسي ألا أكون حسّاساً جداً. ومن المفارقات الداعية للسخرية أنّه بينما يحتاج الفنّان إلى أن يكون حسّاساً، فإنّ الحساسية المفرطة يمكن أن تكون ضارّة له.

كارمن: أودّ أن أقول لنفسي الأصغر سنّاً: كوني أكثر جرأة وأكثر حزماً في التعبير عن آرائك. على الرغم من أنّه كان لديّ دائماً آراء، إلا أنّني في البداية كنت أفتقر إلى الشجاعة للتعبير عنها. عندما تبدأ في هذه الصناعة مبكراً، من المهم أن تعبّر وتتكلّم مع احترام حدود معيّنة.

 

كارمن، أخبرينا عن تجربتك في الإخراج.

كارمن: بعد حصولي على درجة الماجستير في الإخراج، استكشفت هذا المجال من خلال إخراج فيلم أزياء قصير لـ Miu Miu. يساعدني هذا المنظور المزدوج للإخراج والتمثيل على رؤية الصورة بأكملها، على الرغم من أنّني أتأكّد من التركيز فقط على تمثيلي أثناء التصوير لكي أغمر نفسي بالكامل بالشخصية وأتقمّصها جيّداً.

 

لو لم تكن ممثلاً، ما هو المسار المهني الذي كنت ستختاره، ولماذا؟

باسل: لدي شغف عميق بإدارة الأعمال، ليس فقط المجال نفسه، ولكن أيضاً بمبادئه الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، فأنا أحبّ الفنّ، وخاصةً الفنّ الذي يجسّد التعبير الإبداعي الفريد.

 

كيف يمكنك التوفيق بين جداولك الزمنية المزدحمة في حياتك المهنية والوقت الشخصي المخصّص لذاتك؟

باسل: بالنسبة لي، يكفيني يوم واحد حقيقي طوال العام. فإن كان بإمكاني تكثيف لحظات محدّدة ذات معنى في ٢٤ ساعة فقط على مدار عام، فسيكون ذلك كافياً. غالباً ما يفتح النوم العديد من النوافذ المغلقة في حياة الإنسان، مما قد يكشف عن حلول للضغوط المستمرّة. المفتاح هنا ليس كثرة الوقت، بل جودته، وهذا لا يعني بالضرورة قضاء الوقت مع الآخرين، بل مع الذات ومع العائلة. ومع ذلك، بالنسبة لي، فالوقت الذي أمضيه لا معنى له بدون هدف.

كارمن: مسيرتي المهنية متطلّبة، لذا أعطي الأولوية لأخذ فترات راحة بين المشاريع. بعد الانتهاء من تصوير مسلسل والانتقال إلى الحملة الإعلانية، أخطّط لتخصيص بعض الوقت للتفكير والتركيز على حياتي الشخصية.

 

كيف تحضّران نفسكما قبل عرض أو فيلم؟ هل تتبعان روتينات معيّنة؟

كارمن: يهيمن تحليل النص على التحضير. أقضي وقتاً طويلاً في القراءة يوميّاً ومراجعة السيناريو بشكلٍ متكرّر للتأكّد من فهمي الكامل للشخصية. تؤثّر الحالة العاطفية المطلوبة لكلّ مشهد أيضاً على استعداداتي، خاصةً بالنسبة للأدوار الأخّاذة، مثل دوري في "نظرة حبّ".

باسل: بالتأكيد، أنا أستعدّ دائماً نظرياً وعملياً. الإعداد النظري ثابت، لكن الإعداد العملي يمكن أن يتغيّر بشكلٍ كبير؛ لا أتخذ قرارات نهائية في الأسبوع الأول، وكلّ شيء يمكن أن يتغيّر بعد اليومين الأولين. حدث ذلك في عدّة مناسبات، مثل مسلسل "الكاتب"، وفي مسلسل آخر للمخرج رامي حنا، حيث قرّرنا بعد تصوير يومٍ كامل، إعادة صياغة المفهوم بالكامل، مما غيّر المسلسل بالكامل.

 

ماذا تفعلان للاسترخاء بعد التصوير؟

كارمن: بعد المشروع أركّز على استعادة صحتي. عادةً، أفقد ٣ أو ٤ كيلوغرامات بسبب تغيّر أنماط الأكل والنوم أثناء التصوير، ولا يستطيع جسدي تحمّل ذلك. أستأنف ممارسة الرياضة، وأستمتع بالمشي في الطبيعة، والسباحة في الصيف، والسفر للابتعاد عن عالم السينما.

باسل: المقرّبون منّي يعرفون مدى إعجابي بالمغنية "شادن" التي لها تأثير مهدّئ عليّ ويمكن أن تنقلني إلى أي عالم أرغب فيه. وهذا بالتزامن مع الراحة التي أجدها في المنزل مع عائلتي وأطفالي، والتي قد تكون مرهقة للبعض، لكنّني أزدهر في هذا النوع من البيئة.

 

----------------------------------------

تصوير: Amer Mohamad

إخراج إبداعي: 1602studio @ Ahmed Rashwan

ماكياج: Michel Kiwarkis

تصفيف الشعر: Deena Alawaid

العناية بالمظهر: Sebastian Iskander

تصميم الديكور: Yehia Bedeir

مساعدتا الأزياء: Rozeta Zatikyan و Anna Galtseva

الموقع: Bicki Boss

النجمان: كارمن بصيبص وباسل خياط

المزيد
back to top button