سارة المهيري: "أعمالي الفنيّة تحمل نزعة شعرية"

سارة المهيري، فنانة إماراتية درست الفن وتاريخ الفن في جامعة نيويورك أبو ظبي، وسلكت طريقاً مليئاً بالتحدّيات الإبداعية ساعية إلى تجسيد موضوعات الهوية واللغة والذاكرة من خلال العمل السردي والتجريدي. تتحدى أعمالها النمط التقليدي لتغوص في أعماق البنى الثقافية والاجتماعية للفن. 
في مقابلة خاصة مع موقع Elle Arabia، تخبرنا سارة المهيري عن عالمها الإبداعي وعن أحدث مشاريعها الذي حمل اسم "حركة مشتركة" أو Shared Motion.

 

تجمع أعمالك بين الشعر والفنون البصرية. هلا شرحت لنا كيف؟ 

أعمالي الفنيّة تحمل نزعة شعرية، لا سيّما أنها عبارة عن عملية كتابة مستمرة. فتلميحاتي تفسح الطريق أمام استخدام الشعر، حتى إن الطريقة التي يتم بها عرض العمل الفني تصبح امتداداً له. 

 

أخبرينا عن عملك الجديد "حركة مشتركة"

تم اختيار عملي "حركة مشتركة" للمشاركة في معرض فن الحين 2024 بمتحف اللوفر أبوظبي. هو تجسيد لهوية المنطقة المحيطة بالبحر العربي من خلال اللغات، إذ يتم عرض اللغة بشكل تجريدي من خلال خطوط تمثل شكل الموجة الصوتية لكل لغة من اللغات الأربع، ألا وهي: العربية، والفارسية، والأردية، والهندية. وأنا أحرص في فني على الجمع بين عناصر متعدّدة لعرض وجهات نظر مختلفة للموضوع الذي أستكشفه مع بيان كيفية تجربته وما يمكن أن يكون عليه. 

 

كيف تمكّنت من استخدام الوسائط المختلطة والنحت وفن الألياف لطرح الأفكار الثقافية والاجتماعية؟

يتميّز عمل "حركة مشتركة" بأنه عمل تركيبي سمعي-بصري. هو يتحدث عن الطريقة التي استطاعت بها التجارة البحرية أن تؤدي دوراً أساسياً في استكشات حضارات مختلفة وتشكيل تشابه بين اللغات والثاقافات في المنطقة. كما يجسّد هذا العمل تأثير البحر والرياح على مسار الاستكشاف.

 

كيف ظهر تجسيد اللغة في "حركة مشتركة"؟

يصوّر "حركة مشتركة"، من منظار الترجمة، كلمة "رياح" في أربع لغات هي: العربية، والفارسية، والهندية، والأردية. وعند تأمّل المشهد اللغوي للمنطقة المحيطة بالبحر العربي، نجد أن الكلمات أصبحت تتشكل بصورة مماثلة، بما يشمل تلك المرتبطة بالطبيعة. ويتم تنفيذ التلميحات الموجودة في هذا العمل بصورة متزامنة، ثم تتداخل في النهاية حتى تندمج في تلميح واحد وتتقاسم تلك الحركة بشكل جماعي لتبرز اللغة خارج إطار شكلها المعروف.

 

هل استطعت تجسيد التحوّل الذي تشهده المنطقة والعلاقة بين اللغة والثقافة والعناصر الطبيعية في عملك الجدي؟

بالطبع. فعملي "حركة مشتركة" هو رمز للتحوّل الذي شهدته المنطقة. فاللغات، تماماً مثل الرياح، تقطع مسافات شاسعة لتشكل الطرق والمشاهد المختلفة. واللغات، مثل البحار، تمتد إلى ما لا نهاية، بلا حدود على ما يبدو، باعتبارها رمزاً لصحوة تنتظر التدفق في مجراها. ومع أن رصد التغيّرات في هذه العناصر يكون طفيفاً، فإن حركتها تشكل يومنا الحاضر. ومن خلال هذا العمل، يُرى التفاعل بين اللغة والثقافة وتاريخ هذه المنطقة من خلال منظور جديد.

المزيد
back to top button